التاسع والعشرون من فبراير نودع العام الحادي عشر لتأسيس جمعية المتقاعدين العسكريين والمدنيين في مديريات يافع هذه الجمعية التي كان لأعضائها وبقية الجمعيات الأخرى الشرف في كسر حاجز الخوف النفسي الذي خيم على كافة شرائح المجتمع في الجنوب من قبل غزاة 94 وشكلت هذه الجمعيات رافد أساسي لكافة القوى الوطنية المناهضة للغازي وعملاءه، وكانت الانطلاقة الأولى يوم 24 من مارس في ساحة الصمود بمدينة الضالع الباسلة وتواصلت بعدها استكمال التكوين للجمعيات على مستوى المحافظات والمديريات الجنوبية والتي شملت كافة شرائح المجتمع وتكويناته الشبابية والدبلوماسية والمهنية والمثقفين والكتاب والصحفيين والمرأة وكان الصوت المزلزل يوم انطلاق الحراك الجنوبي في7/يوليو من ساحة الحرية في العاصمة الجنوبية الأبدية(عدن)ومرت السنوات وواصل الشعب الجنوبي نضاله المناهض لقوى الإحتلال بالوسائل السلمية وبالصدور العارية وقدم شعبنا قوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين والحديث يطول إذا ما أردنا ذلك ولكن ما ينبغي تناوله بشكل موجز للتذكير ولندع ذلك للمختصين في التوثيق وتدوين الملاحم التاريخية لشعب الجنوب وثورته. واليوم وبعد مرور أحدى عشر عام وما اكتنفها من متغيرات وإحداث وتحالفات فرضتها التداعيات والمستجدات المحلية والإقليمية بهدف مواجهة الانقلاب على الشرعية وغزو المحافظات الجنوبية، وكان الدافع لتدخل التحالف وإعلان عاصفة الحزم هو شعب الجنوب والمقاومة الجنوبية الباسلة في المقدمة لما اظهره من بساله جئش وصمود أسطوري حيث خاض وبكل بسالة أروع المعارك واشرسها واوجد أرضية الانطلاق البري لقوى التحالف العربي وكان للمقاومة وإسناد دول التحالف وفي المقدمة المملكه العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة شرف تحقيق النصر وتحرير المحافظات الجنوبية وقدم الجنوب كوكبة من أشرف مقاتليه وامتزج دماء أبناء الجنوب ودماء أشقائنا من أبناء دولتي المملكة العربية السعودية والإمارات وكافة دول التحالف على هذه الأرض الطاهرة ولهذا يقدر شعب الجنوب دعم التحالف وتضحياته.
وهنا دعونا نستعرض بعض الملاحظات والإستفسارات لما هو قائم على أرض الواقع ومن تحالفات وتباينات في الأهداف على الرغم من المشاركة في إدارة السلطة المحلية والأمنية تحت مظلة الشرعية ودعمها ودعم التحالف في أكثر من جبهة خارج الحدود الجنوبية في ظل عدم وضوح الرؤية المستقبلية وهذا ما يضع أمامنا أكثر من سؤال وهناك اجتهادات لبعض الأخوه القياديين مثل الأخ/حيدر العطاس حول آلية العمل المستقبلي، ولكن يتطلب من الجميع الارتقاء إلى مستوى المسؤولية وحجمها في هذه المرحلة خاصة والعدو يستقل كل الثغرات ويجند كافة الإمكانيات المتاحة من خلال تواجده داخل وخارج أرض الجنوب وعلى كافة الأخوة الأعزاء في المحافظات الجنوبية الذين أسندت إليهم إدارة السلطات المحلية والأمنية أن يكونوا على تواصل مع ممثلي كافة تكوينات الثورة الجنوبية المدنية والعسكرية كون مثل هذا التواصل يعزز مواقعهم ويجسد وحدة الصف الجنوبي وهذا في تقديري من الأولويات الملحه. وعلى كافة القوى السياسية الحذر من الانجرار إلى النزعات الضيقة التي يروج لها الأعداء والسمو فوق الصغائر وتجسيد قيم التصالح والتسامح والتضامن قولا وعملا. ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع لما فيه الخير وتحقيق النصر الكامل الذي عمده شهدائنا بدمائهم الزكية.