اللغة….، بكلِّ ما تكتنز من أسرار قد تبدو المنقذ والمخلص لكل ما يعتمل في النفس من مشاعر ..لكن في حالات قد يبدو الصمت أبلغ تعبيرٍ في ظلِّ ألمٍ يعتصر الروح وتعجز مفاتيح اللغة عن بثِّهِ.لا سيما بعد الخروج من حالة الصدمة ويقينية التحول للعالم الآخر وأبديَّته ؛ إذ كيف للتعابير أن تجود لتخفف وطأة ما نجد عن حبيبٍ ترجَّل في ميادين الكرامة.... !! وذهب يحمل روحه للشهادة؛ ببراءة ( الحلم) لغايةٍ آمنَ بها في ظل تداخل غايات… ، وتشعب مواقف….!!! إنه الشهيد الحبيب ابن عمتي: ((مصطفى محمود الشيبي الحوشبي...)) الذي يمكن عنوانة حياته ب:(بسماتِ الربيع) إذ كان نقاء تبسمه دليلا عندي على حتميَّة استشهاده ؛ أي لم أرَ لمعانها تشرق في ضاحية بلاد الحواشب بل أضحت تتلألأ في رحاب ربها… . مصطفى اليوم يفتتح الرقم (1) بعد ال: (80) شهيدا قدمتها المسيمير من بلاد الحواشب م/لحج من خيرة رجالها… في ظل تجاهل تام و دون أدنى تقدير من مجاهيل مابعد الحرب ومخلفات الماضي بتشعباته….!!! ولكن ما ضرَّ قومًا قد ذكرتهم تصاريف السماء في مواطن أشرف من موطن عدمي بكل أدواته غير الوطنية كما قرَّرتْ كثير من القراءات…….!! ترجَّل (المصطفى)، رغم حداثة السن التي إختزلت عظيم المواقف…!!! بدءا بانطلاقة الحراك الجنوبي السلمي إذ كان مصطفى لا تفوته مناسبة من مناسباته…وكنت أرنو إليه بعين الإعجاب والتقدير وهو يعانق الحلم- كغيره -بوطن يكون حاضرا فيه ويعبر عن تطلعاته… .وفي هذا السياق الثوري ليس هو فقط بل وكل إخوانه ويتقدمهم والده( العم محمود) بالموقف العملي، والقلم المورِّخ لكل تفاصيل الأحداث والمواقف…. ووصولا للحرب الظالمة على الجنوب كان العم محمود الشيبي حاضرا وأولاده بين السهل ، والجبل ، والوادي….. يؤرِّخ كل تفاصيل الحرب ليس على مستوى بلاده بل على مستوى الجنوب بأكمله … والجدير ذكره - هنا- أنه قد صدر له مؤلف عن بلاد الحواشب، تحت عنوان: " لمعة الكواكب على بلاد الحواشب" كما كان يهتمُّ بالشهداء، والجرحى، والمعتقلين.. ويتقصى الأحداث بنفسه ميدانيا ويوثقها رغم تجاهل تام ممن تدعَّى - زورا-… .قيادة…....!!!ولكن ما ضرَّ من كانت حياته في خدمة المجموع تعتملُ…!! أحاول أن أتصور ، وأتساءل، إذ كيف لقلمه اليوم أن يخط الرقم واحد بعد الثمانيين.… ؟؟؟؟!!!! لك الله يا غصنًا تفرَّع دوحةً ** وإن كان طبعُ العصرِ فينا التَّصحرُ……،،،،!!! وبهذا المصاب الجلل نتوسَّل الرحيم، الكريم، الغفار، الودود… أن يجعل مقامه في عليين… ويعصم قلوب أهله ومحبيه بالصبر….