عندما نتحدث عن الكتلة الثالثة التي دعى إليها الكثير من اليمنيين لوقف الحرب، يظن البعض أن المقصود منها هم المحايدون أو الفئة الصامتة التي لايهمها المنتصر بقدر مايهمها إيقاف الحرب في اليمن، وهؤلاء هم غالبية الشعب وهم الأكثر تضررا من هذه الحرب، وبلا شك هم عماد هذا التكتل. لكني أؤكد انه يمكن أن تكون في الكتلة الثالثة وتكون في نفس الوقت مناصر للحوثيين وصالح، وترى أن ما يحصل في اليمن عدوانا غاشما وتدخل غير مبرر من دول الجوار، وان التحالف مسئول بشكل مباشر عن الماسة الإنسانية التي تسبب بها الحصار المفروض على موانئ ومطارات اليمن. من حقك أيضأن تكون ضمن التكتل الثالث وأنت تقف مع شرعية هادي والتحالف او تكون من مناصري الإصلاح أو الحراك الجنوبي، وترى أن ما حصل في صنعاء هو انقلاب عسكري فاشيعلى رئيس توافقي وشرعي، وان الغرور والعنطزة على دول الجوار هما السبب الرئيس لتدخل التحالف في اليمن كمحاولة لإيقاف هذا التمدد السلالي المدعوم ايرانيا. كل هذه التناقضات يمكن ان تجتمع في تكتل واحد!... نعم ممكن!... متى ما اتفقنا جميعا أن لا نصر يلوح في الأفق، وأن الحرب لم تعد مجدية وان النصر بعد كل هذا الدمار هو انتحار ليس إلا! نعم يمكن ان نكون في تكتل واحد ندعم طرفي الصراع ليس للاحتراب ولكن للجلوس على طاولة مفاوضات يتخاصم الطرفان فوقها على مكتسباته التي حققها على الأرض. لكن دون مزيدا من الدمار و القتل، دون انهيار ماتبقى من ظل الدولة، و دون ان نرى مزيدا منا ليمنيين يرتادون براميل القمامة الخاوية للبحث عن طعام، ونسمع أنين وإلام الجرحى والأطفال. نعم يمكن إن تكون ضمن هذا التكتل عندما تقتنع أن طول أمد الحرب ليس لصالح اليمن ولا لصالح الشرعية ولا لصالح الحوثيين و صالح، فإذا لم يستطع الخصم تدميرك، فالانشقاق الداخلي الذي نراه جليا في عدنوصنعاء يزداد اتساعه وبلاشك سيؤدي لحروب داخلية اشد فتكا، فطعنات رفيق السلاح أكثر إيلاما وجروحها لا تندمل بسهولة. حتى لو انتصر احد الفريقين، من هذا "المعتوه" الذي سيتصدر المشهد لإدارة دولة فاشلة تسيطر عليها مئات المليشيات بأجندات مختلفة، واقتصاد منهار، وأقاليم تشكلت على أساس حزبي وطائفي ومناطقي، وارض خصبة لتجمع المتطرفين، ودولة تنتهك سمائها وارض ليل نهار من العالم اجمع، فعدد الضربات الأمريكية خلال الأسبوعيين الماضيين تعدى عدد الضربات التي نفذتها إدارة اوباما طيلة ال 8 أعوام الماضية.
كن في موقعك، لكن اضغط لتقف الحرب، لتقف معاناة البسطاء ومعاناتك ومعاناة اهلك، اضغط وارفع صوتك لتقطع تدفق المليارات على أمراء الحرب الذين يتطاولون في البنيان من إلام البسطاء. اضغط فاقتصاد أكبر دول العالم النفطية بدأ ينكمش بسبب حرب اليمن ومع هذا فكل هذه الأموال التي تصرف لم تكفي لإطعام بطون اليمنيون الخاوية. اضغط، فإيران لن تمل ولن تكل مادام وهي تسيطر على مضيق باب المندب بأقزام منا ودون سقوط جندي إيراني واحد. اضغط لوقف الحرب فالقضية الجنوبية بدأت تتشتت بين مصالح دولية وإقليمية اكبر منا جميعا. اضغط قبل ان نرى روسيا وآخرين يتصارعون فوقنا وبنا وفينا.