وداعا يامن تركت في القلب غصة وقصة : وداعا يا من بكيتك بدم قلبي قبل دموع عيني ، وداعا يا من تركت في القلب غصة ألم وحزن ، وداعا يا من تركت في القلب شجون وشموخ . بغيابك ياشقيق الروح بكيتك وبكاك كل من عرفك ، بكيناك حزنا وألما لغيابك عن هذه الدنياء الفانية إلى دار البقاء الأبدية بأذن الله تعالى . باستشهادك تركت لنا آل مقراط وآل يوسف شجون وشموخ ، تركتنا شامخي الرؤوس ، رافعي الهامات ، تركتنا نعتز ونتباهى بكل بطولاتك العسكرية منذ عام 1994م وحتى استشهادك يوم 5 مارس 2017م في جبهة المخاء وانت تذود عن كرامة وشرف وعرض الجنوب واهلها ، استشهدت مقبلا غير مدبر ، استشهدت مكرا غير مفر . وكما تركت غصة في القلب ، تركت قصة ذكريات جميلة ، ذكريات الميلاد والطفولة والدراسة . لقد ولدنا في اسبوع واحد وفي مكان واحد وتحت شجرة واحدة _ كما تروي امهاتنا _ . درسنا الصفوف الابتدائية الاولى في مدرسة الشهيد ناجي سعيد عبدالله _ كلسام ثم انتقلنا الى مدرسة ابناء البدو الرحل _ زنجبار هذه المدرسة التي كانت مصنعا لرجال القوات المسلحة الجنوبية قبل الوحدة سيئة الذكر ثم انتقلنا الى ثانوية زنجبار . وفي النصف الاول من ثمانينات القرن الماضي فرقتنا ظروف العمل ولكن الفراق المؤقت ، فقد كنا نلتقي ونجتمع بكل المناسبات ، وكل ما سنحت الظروف . كان الشهيد البطل العقيد احمد مقراط اليوسفي نموذجا ومثالا للشرف والاخلاق والامانة والشجاعة ، كان قدوتنا آل مقراط في كل صفاته ، كان يمتاز باحترام كل من عرفه ويعرفه من آل يوسف ويافع خاصة والجنوب عامة . وداعا يا من عشت بطلا شريفا شجاعا ، واستشهدت كالطود شامخا رافعا لرؤوسنا في عنان السماء . إلى جنة الخلد مع الشهداء والصديقين . إنا لله وإنا إليه راجعون . المكلوم : د . ناصر مقراط اليوسفي