تحرير واستقلال الجنوب في 677م لم يتطلب كيان سياسي يوحد الجنوبيون! وكانت تتناحر أيضا بعض من تنظيمات الكفاح المسلح. حتى أنه قد حثت حربين أهليتين بينهما ، مثلا _الجبهة القومية وجبهة التحرير _، ومع ذلك انتصر الجنوب ونال حريته واستقلاله ولأول مرة في التأريخ الجنوبي واليمني منذ الأزل . وتوحدت كل سلطنات ومشيخات وإمارات الجنوب اليمني من باب المندب حتى حدود عمان وبما في ذلك كل الجزر اليمنية . الأمر الذي عجزت عنه بريطانيا طيلة 139عام من الإستعمار السافر والإحتلال المجنس والمدنس كمان . ومحاولة تشكيله لحكومة اتحاد فيدرالي مزيف لم يكتب له النجاح، وولد سقطا مشوها ، وعجز حتى عن أن يقبل بالعرض البريطاني باستقلال وقيام جنوب عربي متحد كالإمارات العربية المتحدة ، وحتى بإسم جمهوري!! واليوم نتمنى أن يتحقق الإنتصار للجنوب ويتحرر ويستعيد دولته ولو بأي فصيل أو مكون أو قائد أو فرد واحد من الجنوب يقدر على القيام بذلك . ولا ينبغي أن نشترط وحدة كل الجنوبيين في كيان سياسي موحد ، أو نظل ندور في هذه الحلقة المفرغة التي تمثل عقبة كأداء تجاه الجنوب لإستحالتها في المدى المنظور!! إلا اذا كان الجنوب عاجز عن كل ذلك أي أنه لا هو بقادر على ان ينفرد مكون سياسي واحد أو مكونان متحدان على الأقل .. أو حتى فرد واحد يقدر على ذلك أو حزب سياسي أو حزبان متحدان على الأقل كالاشتراكي والرابطة أو المؤتمر الجنوبي وحزب آخر أيضا فإن ذلك يعني العجز الكلي والشامل لا في أن يوجد له حامل سياسي أو مكون سياسي يشمل الكل أو جزء من الكل ! وهنا تكمن الكارثة والضياع والتفكك في الجنوب وتخبطة وسهولة اقتياده نحو المجهول وفي أي من دهاليز الإرهاب والإتزاق من قبل أي قوة كأنه، محلية أو خارجية ! فهل من يفهم!! اللهم اني بلغت ، اللهم فاشهد!!
