صديقي فتحي بن لزرق تعلم كم أكن لك من حب واحترام وكنت وما تزال في نظري هرم من اهرامات الصحافة الجنوبية وشاب شق طريقه بقوة واقتدار وكان له أن تتبع أحلامه وسقاها بماء المثابرة والاجتهاد ووصل إلى ما وصل اليه بكل جدارة واستحقاق وتلك سمات الرجال الاقوياء، وكم كنت قويا في نجاحك بمشروع إعلامي كان استثناء رائع في الوسط الصحفي الجنوبي، وبالفعل وصلت بعدن الغد كموقع وصحيفة إلى أعلى مراتب التفوق والحرفية والشهرة والحضور فلماذا يا صديقي تهدهد بيديك مشروعك العظيم بثمن بخس يأتي على شكل لايكات وتعليقات جلها قدح واتهام ونيل من شخصك الكريم. اعلم ويعلم الجميع أن فتحي لم يكن في يوم ما عفاشيا أو حوثيا أو اخونجيا وبأنه انبرى لمواجهة كل ذلكم فرادا وجماعات حينما لم يكن من صوت يسمع سوى أصداء ما يرتج به عدن الغد كموقع وصحيفة من أخبار وتقارير واستطلاعات وتحقيقات وقضايا لم تخرج عن خط قضيتنا وأهدافها وتضحيات من ضحوا بأرواحهم في سبيلها فلماذا يراد لك أن تنسى اليوم يا صديقي اؤلئك الشهداء وكل ما كانوا يحلمون به صورة وعنوانا على صدر صحيفتك الغراء يخلد تضحياتهم ويستنهض همم الرجال لاستعادة الوطن. ؟ يراد لك أن تنسى وأثق أنك لن تنسى كل الشهداء الذين ما تزال أسرهم تبروز صحيفتك في مجسمات زجاجية تحمل صور الشهداء وتعلقها في صدر منازلها، لن تنزل يا فتحي إلى حيث يحفرون لنا من قتلونا وأسامونا صنوف العذاب عقدين من الزمن ومهما كان وكيفما كان الواقع والوضع الآن فلن يصل إلى عشر أوضاع أُغتصبت فيها الأرض والانسان والكرامة وانتهكت حرمة البيوت واهين الرجال وفُخخت جماجم النساء وولد الأطفال بلا هويات. أعلم ويعلم الجميع بمن فيهم قداحك اليوم أن فتحي لم يكن جاسوسا أو عميلا ولم يعمل سوى لقضية شعبه ووطنه ووفق قناعات عميقة الإيمان بحقنا في التحرير والخلاص، فلماذا خلص حبرك يا صديقي ولم تعد قادرا على الكتابة بأسلوبك النقدي الراقي الجميل والتجأت إلى طريقة كسولة في التعبير عن رأيك وعن ما تعتقده صوابا في تصويب الاخطاء التي وأن كبرت تظل قطرة في بحر ما عشناه أيام كانت عدن قصرا كبيرا للغرباء وسجنا ضيقا ومظلما لأهلها ولنا. يا صديقي في الفيس بوك شياطين اربأ بك أن تتدحرج نحو اوحالهم بمكالمات مسجلة هي بعيدة كل البعد عن الصحافة كرسالة قبل أن تكون مهنة، كما أنها تعبيرا خاطئا عن نيات التقييم وطرق النتواءات التي نبتت بجسد واقع مريض منذ عشرين عاما ويحتاج فريق جراحين متخصص وماهر، فلا يضيق يصدرك للأوضاع وأن ساءت واكبح جماح غضبك فالمشوار في اوله. يا صديقي أنا معك في كثير مما تناولته عن سوء الأوضاع لكن هنالك الف طريقه وطريقه لنقده واصلاح اعوجاجه أو حتى التبرؤ منه واستبداله شريطة أن يكون كل ذلك في إطار البيت الجنوبي، أن كنا ما نزال نحب ذلك البيت وننتمي بقوة اليه، لكن ليس من العقل والمنطق أن نشرك القاصي والداني بمنشورات لن تزيد الطين إلا بله؛ وأنظر كيف تنتشر منشوراتك كالنار في الهشيم ويعاد نشرها عشرات المرات على مواقع وصحف وشاشات من يكفرون بالجنوب كشعب ودولة ويعبدونه كثروة ومصلحة. أنظر يا صديقي إلى المادحين والمادحات وسترى إلى أي حد يراد لنا أن نهلك في أتون صراعات دهسناها تحت مجنزرات التصالح والتسامح وعدنا كما كنا جسدا واحدا وقلبا واحدا وروحا واحدة، ولا تنظر أو تأخذ على كلام الاغبياء من ثلة المفسبيكن المغردين خارج سرب كل شيء صالح، ومسؤوليتي أنا وأنت وكل صحفي جنوبي حر وشريف توعيتهم واعادتهم إلى سراط قضيتنا وثقافتنا واخلاقنا وقيمنا المستقيم. همسة اخيرة يا فتحي. لست مع أحد ضد أحد ولن أدافع عن أحد ولم يحرك قلمي سوى حبي لك وخوفي على قضية يراد لنا أن ننساها، وعلى شعب عُذب وما يزال يتعذب وأنت أعلم مني بفصول المعاناة التي ابتدأت بسناح وتمتد إلى حوف.