ظلت الحكومة خلال الشتاء الماضي تصدر وعوداً وتدّعي أنها في أتم الإستعداد للصيف القادم وأنه سيكون صيف بارد ولن يشعر بحرارته أحد ، ومرت الأيام والشهور ونحن نستمع إلى وعود الحكومة ونترقب عملها الفعلي على أرض الواقع ولكن كنا دائماً نسمع جعجعةً ولا نرى الطحين .. وهاهي الأيام قد مرّت والصيف أقبل علينا وبدأنا نشعر بحرارته وكل يوم يمر تزداد فيه حرارة الصيف إشتداداً ولهيباً وتزداد فيه المعاناة بسبب الإنقطاعات المتكررة للكهرباء والتي تصل إلى أكثر من ستة عشر ساعة في اليوم الواحد ..
لم نرى حلولاً فعلية على الأرض بل لازلنا نستمع للوعود من قبل الحكومة ولازالت مجرد وعود لم ترتقي لتصبح أفعالاً .. نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية يقول أن الحكومة في إنتظار العشرة مليار دولار التي وعدت بها المملكة العربية السعودية لكي يخصصوا منها مبلغ لإنشاء محطة إستراتيجيه في عدن بقوة الف ميجا وأيضاً قرض صيني لمائة ميجا وآخر تركي لتسعين ميجا وكلها مجرد وعود لا ندري متى تتحقق والحقيقة الوحيدة والأكيدة من كل هذه الوعود هي مائة ميجا مشتراه سوف تدخل الخدمة خلال أسابيع بحسب تصريح نائب رئيس الوزراء ..
نعم الطاقة المشتراه هي الحل الوحيد بالنسبة لحكومة بن دغر وهي كذلك بالنسبة لحكومات سابقة تعاقبت منذ عقود كانت مثل هذه الصفقات المشبوهة هو ديدنها فهي مجرد حلول ترقيعية تثقل كاهل الدوله بمليارات الريالات ولايستفيد منها إلا من كانت له مصلحة من وراء هذه الصفقات فهناك عصابة تظل تماطل وتتسوف وتصدّر الوهم حتى تصل إلى الوقت الذي تكون فيه الطاقة المشتراه هي المنقذ والحل الوحيد لعجز الطاقة الكهربائية ..
لاندري ما الذي يحصل بالضبط فمشكلة الكهرباء أصبحت لغز من الصعب أن تفك شفراته حتى دولة الإمارات العربية المتحدة بكل إمكانياتها أصبحت أمام مشكلة الكهرباء في المحافظات المحررة عاجزة عن تقديم أي حلول فمنذ تحرير عدن وأبين ولحج والضالع أعلنت الإمارات نيتها في إنشاء محطة كهربائية بسعة الف ميجا ولاندي أين ذهبت هذه الوعود ومن المسئول عن عدم التنفيذ وهل الإمارات تنصلت عن وعودها أم أن هناك أسباب منعتها او حالت دون تنفيذ وعودها ..
وما الذي قد يعيق دولة مثل الإمارات في تنفيذ هذا الوعد ؟ وهي دولة لديها الإمكانيات المادية الكبيره ، هل من المعقول أن تكون الحكومة تعرقل هذا العمل كما يروج له؟ وإن كانت الحكومة هي من تعرقل التنفيذ لماذا لا تقوم الإمارات وبالتنسيق مع السلطة المحلية بالتنفيذ ؟؟ فهي تمتلك علاقات ممتازة مع السلطة في عدن وتستطيع أن تقوم بمثل هذه الأعمال بالتنسيق مع السلطة إن لم يكن في الموضوع قرض ويتطلب المصادقه عليه من قبل الحكومة ..
حقيقتاً موضوع الكهرباء موضوع عويص تداخلت فيه المصالح وعبث به الفساد والمفسدين وضاع فيه المواطن بين مطرقة الوعود الكاذبة وسندان الصيف الساخن فالمواطن البسيط هو المتضرر الوحيد وهو من يحترق بحرارة الصيف ويكتوي بلهيبه ..
فهل يعي من بيده القرار أنَ الناس في كل يوم يمر ويزداد فيه حر الصيف تزداد معاناتهم ..؟ بل أنهم مع إزدياد إشتداد الحرارة فإن البعض مهنم مقبلٌ على الموت بسبب مرض او كبر سن او غيره ، هل يعي أنه مسئولٌ أمام اللّه عنهم وسوفَ يسأل عنهم يوم الحساب؟؟ نسأل اللّه الهداية والصلاح ..!!