على مدار عامان والاوضاع تزداد تردياً وسوءا وبرزت على السطح طبيعة الصراع واحتدامه بين كافة القوى بتياراتها واختلاف رؤيتها ونهجها وبرامجها واستراتيجية حل طرف من اطرافها المتناقضة والتي جمعت بينها عدو واحد مشترك لتتحالف تحالف تكتيكي مرحلي . ولم تحدث تاريخاي ان تتحالف قوى اليمين واقصاه مع قوى يساريه وسطيه واحزاب دينيه وراديكالية.. وقوى واحزاب قوميه واشتراكيه فيخندق واحد.. وشكلت جبهة واحدة للتحالف معا على قاعدة الضرورات تبيح المحظورات. فهو حتماً تحالف هزيل ونصحى آنيا وفي احشائه مزيج من التناقضات والتباينات البالغة الخطورة فصادر الرئيس هادي بين فكي كماشه فتحالف مع قوى ظلاميه وتيارات دينيه عقائدية لها تاريخ دموي مشؤوم منذ اجتياح الجنوب ابان حرب 94م فالتجمع المين للإصلاح بتركيبه القبلي والعشائري و الديني والعسكري . هو حزب دموي سلطوي جامع للسلطة والنفوذ والهيمنة وله بصمات دموية في الجنوب على مدار عقدان ونصف من تاريخ اليمن الحديث وهناك قوى الحراك بمكوناته وفصائله والغير متجانسه بالاهداف والنهج والبرامج وخططها الاستراتيجية. فصار الرئيس هادي بين مطرقه الاصلاح و سندان قوى الحراك الجنوبي ...فصارت في اليمن اليوم ثلاث قوى رئيسه تدير اوجه الصراع. فصار للرئيس هادي حلف سياسي وعسكري بات يشكل ويأخذ مسارات واضحه لإعادة ميزان القوة واحكام السيطرة الكاملة على مقدرات البلد وابراز قوته وبسط نفوذه. والبدء بلعب ادوارها فصار اكثر تحالفا مع حزب الاصلاح بكافة اجنحته المتعددة المتلونة بالنظر مليا الى قوى الحراك .بقواه وتياراته المتعددة والغير متوازنة او متحدة يتضح جليا ضعفه وهشاشته فبعد ان وضعت الحرب اوزارها وتحررت المناطق الجنوبية في الحرب الاخيرة .. وبروز قوة الحراك كتيار ثوري تحرري حالم بتقرير مصيره واستعاده دولته الجنوبية .. وبدلا من استثمار هذه النجاحات المذهلة وبروزه كقوة لها القدرة على استكمال مرحله التحرير والاسراع في تكوين جبهه داخلية موحدة لمجابهه كافة التحريات وتحقيق هدف المأمول والمنشود لكن ذلك لم يحدث فصار الحراك الجنوبي بكافة قواه تائها محيراً مشلولا وسط اللهث المحموم خلف بريق السلطة ولاب النفوذ والجاه والهيمنة فتوزعت على رموزها وقادته مناصب سياسيه وعسكريه وحقائب صارت بحكم الواقع حقائب ملغومه لأحزمة ناسفة قاتله.. فتحالفه المستمر مع الحزب العقائدي ( الاصلاح) صار مستحيلا.. وهو صارع اخر دموي داخلي مؤجل آنيا ومرحليا.. ليزداد شراسة واحتداما على المدى القريب. فحزب الاصلاح لحزب ديني وقبلي منظم استطاع تقوية نفوذة وسطوته على العديد من المراكز والمدن فتغلغل في شرائح هامة وشابة بفعل قدرته على المنورة وخوض غمار التكيف والانغماس في اكثر الازمات حدة فاستطاع الانتشار السريع لقدرته التنظيمية والمالية والتوسع في هكذا مشاريع آنية لتحقيق مآربه واخفاء ادواره الجهنمية الدموية بإصدار فتاوته المشهورة ابان حرب 94م. فعلى قوى الحراك الجنوبي معرفة الواقع ومتطلبات المرحلة وادراك حقيقة لمخاطر المحيطة و المحدقة به والتخلي الفوري والجاد عن هذا ممارسات سلطوية وان لا يكون بهلوانا في سرك تم اخراجه ووضعه وفق سيناريو وخطط مدروسة لأنهاء دورة الحتمي والتاريخي لاستكمال كافة مهامه فدون صحوته الاستمرار على انغماس في آتون المغانم والاهواء والمناصب فحتما سيكون قد انتحر سياسيا وانتهى دورة الوطني.