ما من شك في أن عدن كانت و لازالت تفتح ذراعيها للجميع لتأويهم .. و تحقق لهم العيش الهني و الاستقرار !.. من زمن و عدن لا تصد أحد .. و لا و لم تدر ظهرها لأحد .. حتى أنهم يقولون .. " أن عدن آوت الخائف .. و أشبعت الجائع .. و أكست العريان ؟!.. وقلنا في أكثر من مناسبه أن عدن هي المدينة الوحيدة التي عملّت الجاهل و المتخلف كيف يقرأ ويكتب و كيف يصبح إنسان مفيد في مجتمع حضاري و مدني هو مجتمع عدن !!.. و قلنا أن هناك أُناس لا و لن يستطيعوا رد الجميل لعدن التي خلقت منهم رجال دوله و رجال حياة مجتمعيه .. لكنهم و على طريقة " اللي ما يقدر يجازيك يعاديك ".. هم عجزوا عن رد الجميل لعدن لما قدمته لهم من خير .. فما كان منهم إلا أن قاموا بتدميرها و القضاء على مدنيتها وحضاراتها ؟!. لا يمكن لنا أن ننكر أن عدن وفد اليها رجال من أصقاع العالم .. بل و من مناطق ليست ببعيده عنها .. لكن الجميع تعايش مع بعضه .. نسي الهندي انه بجوار الصومالي .. ونسوا العرب أنهم في جوار اليهودي .. بل و النصراني .. و مدارس عدن تشهد على هذا الاختلاط .. في الصفوف الدراسية الجميع في تنافس و سباق لكسب مصادر العلم و المعرفة ؟!.. و لم نسمع أن هناك من يصنف من يعيش بجواره !!.. حتى جاءت الوحدة .. و ظهر رمز الفساد و مصدر الكوارث التي أصابت عدن و الجنوب , الرئيس المخلوع/ علي عبدالله صالح الذي فجر قنبلة الحقد و زرع الفتنه .. عندما قال أن عدن " حق الهنود و الصومال " ؟!.. هذه القنبلة الخبيثة لم يعرها أحد من أبناء عدن .. عرب .. صومال .. هنود .. بل أنهم جميعاً أدركوا أبعادها و مساحة الخبث الذي حاولت نفذه و نشره بين أوساط المجتمع العدني الواحد؟!. بعد هذا .. إن ما يحز في النفس أن نرى من يعمم القول بأن عدن للجميع .. دون أن يُطبّق هذا القول على الواقع .. فالذين يتاجرون بهذا القول .. هم للأسف يقصدون بالجميع من هم على سجيتهم و انتماءاتهم و ارتباطاتهم التي لا تمت لعدن بشيء مما يحملونه عند تطبيق هذا الإدعاء .. الجميع عندهم هو (جمعهم) بالفئوية و المناطقية و إبعاد تلك الشريحة من أبناء عدن الذين لا لهم ارتباط فئوي .. و لا مناطقي !.. شدني هذا الموقف من حكاية (الجميع) .. أنني أول من أطلق على أبناء عدن " صفة الفئه الصامتة " ؟!.. هم المثقفون .. و الكوادر .. والكفاءات التي كانت و لازالت الاحزاب (بدرجه رئيسيه) تخافهم .. و مع الاحزاب هناك السلطة (من زمن بعيد) التي تكره المتعلم و المثقف و صاحب العلم و المعرفة ؟!.. لذا فإن اشارتي باستمرار إلى ما يحدث لعدن من تدمير و إرهاق لأبنائه سببه الرئيسي .. " الجهلة ورجال التخلف الذي ضاقت بهم سمو و ارتقاء عدن لعنان السماء رغم كوارثهم التي لا يعرفون سوى خلقها و نشرها في طريق استقرار و تطور عدن ؟! آخر مره قادتني قدماي الى مبنى مؤسسه ذات أهميه في جهاز الدولة .. لم أجد فيها واحد يقنعني بأنه ( إبن عدن ) .. و ليس من ( الجمع ) الذي تجمعهم مصالحهم الضيقة و التي لا تمت بشيء لعدن و أبنائها و رجالها الأكفاء و الأقدر على قيادة أمور و شئون عدن !!.. يسيئني ما أسمعه من البعض الذين يرددون سؤال مقرف و صادر عن ( الجمع ) .. يسألون ( من هو العدني ) ؟!.. أتمنى من كل عدني و هو يواجه هذا السؤال بسؤال يصدمهم و يعيدهم الى جحور و كهوف حياتهم المعقدة .. السؤال الذي يجب أن يكون الرد على سؤال ( من هو العدني ) .. هو .. " لماذا تسأل عن العدني " ؟!.. سيصمت الجاهل و المتخلف الذي يسأل عن العدني .. ذلك لأن سؤاله مردود عليه .. فهو بهذا السؤال يكشف عن قناع وجهه القبيح بانه لا يعرف عدن .. و لا يعرف ابنائها .. فهو كمن يسأل عن هوية موجوده .. لكنها مفقودة في ذهنه المريض و المعقد !!.. أستسمح القارئ العزيز العذر للتوقف .. و أعد بالعودة من جديد عندما يتطلب الأمر بالمواجهة لمن لا حياء فيهم .. و لا خير لعدن .. أما أبناء عدن فإن مدينتهم الحانية ستظل تحنو عليهم و ترعاهم برعاية المولى (عز وجل ) ... و لنا لقاء ؟!.