ثمة من يعتقد ان الاستمرار في ما يقوم به من فعل أو أفعال، هو أمر صحيح نتيجة قناعات لا تقبل الشك، لأن هناك من أقنعه بأن ما يقوم به صحيح فعلاً، خصوصاً عندما لا يجد رد فعل مغاير يكشف خطأ ما قام به، و لذلك يسمح لنفسه بالاستمرار في ما يقوم به مُعتقداً انه أمر صحيح مع انه غير صحيح اطلاقاً. قبل أيام برزت مشكلة أحدثتها وزارة الشباب والرياضة مع الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية والاتحاد الدولي للصحافة للرياضية، و أخذت حيزاً لافتاً للانتباه بين أطرافها اليمنية في مواقع التواصل الاجتماعي كتداعيات ساخنة.
حاولت وزارة الشباب الرياضة برسالة رسمية من قبل وزير الشباب والرياضة نائف البكري ازاحة ممثل اليمن بشير سنان من موقعه في الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية والاتحاد الدولي للصحافة الرياضية دون سابق انذار أو تفنيد لسبب هذه الازاحة، مع انه مُعتمد بطريقة صحيحة في اجتماع رسمي للاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية في باريس بتاريخ 3 مارس 2015م كممثل لجمعية الإعلاميين الرياضيين في اليمن.
كل ما فعله وزير الشباب والرياضة نائف البكري هو طلبه باعتماد فرحان المنتصر ممثلاً لليمن في رسالة رسمية لم تلق تجاوباً معها كما كان يعتقد من كان ورائها.
جاء في رسالة البكري بالنص: "تود وزارة الشباب والرياضة في الجمهورية اليمنية ابلاغكم وبشكل رسمي انها فوضت السيد/ فرحان ثابت علي المنتصر لتمثيل الإعلام الرياضي اليمني في جميع فعاليات ومؤتمرات واجتماعات الاتحاد الآسيوي والدولي"..!
لم يذكر وزير الشباب والرياضة لماذا يفعل ذلك؟، و لم يذكر في رسالته صفة فرحان المنتصر كمدير عام للإعلام لوزارة الشباب والرياضة، باستثناء كتابة اسمه الرباعي: فرحان ثابت علي المنتصر ورقمه هاتفه المحمول وبريده الالكتروني الشخصي في الجيميل..!
لم يكن نائف البكري على علاقة بوزارة الشباب والرياضة من قبل، أي علاقة بالمطلق، و من الواضح ان هناك من اقنعه ان ما قام به أو سيقوم به صحيح تماماً ولذلك شهدناه يقوم بتوجيه رسالته الرسمية تلك الى الاتحادين الآسيوي والدولي للصحافة الرياضية لتمكين فرحان المنتصر ممثلاً لليمن بديلاً عن بشير سنان في الاتحادين المذكورين.
لم يحدث من قبل مثل هكذا أمر. في الواقع لم يحدث أن كانت الادارة العامة للإعلام في وزارة الشباب والرياضة كجهة حكومية، ممثلة لجهة إعلامية مستقلة، أو وصية عليها. مثل هذه الكيانات النوعية لطالما كانت جهات مستقلة عن الجهات الحكومية، كانت هكذا وفق لوائحها الداخلية، و ستظل كذلك. تقول اللائحة الداخلية للاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية بخصوص العضوية: ((أعضاء الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية هم جمعيات الصحفيين الرياضية المحلية المنشأة في البلدان الآسيوية (الدول والأقاليم) والمعترف بها من قبل الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية. والتي وافقت على الامتثال للقوانين التي تم قبولها من أعضاء مؤتمر الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية.))
لكن ثمة من أقنع نائف البكري وزير الشباب والرياضة بصحة ما قام به و لذلك فعل ما فعل في رسالته الرسمية الموجهة للاتحادين الدولي والآسيوي للصحافة الرياضية!، وقد بيّنت بعاليه، عدم صحة ما قام به، تماماً مثلما هناك من أقنع من قبل نائف البكري نفسه كوزير للشباب والرياضة بتعيين فرحان المنتصر مديراً عاماً للإعلام بوزارة الشباب والرياضة بطريقة غير قانونية؛ و لا حتى من صلاحياته كوزير..!
قام وزير الشباب والرياضة نائف البكري بمخالفة القانون رقم (243) بشأن ضوابط وشروط التعيين في الوظائف القيادية والاشرافية في الجهاز الاداري للدولة ومؤسساتها، و قام بتعيين فرحان المنتصر مديراً عاماً للإعلام بوزارة الشباب والرياضة. تنص المادة (2) من القانون رقم (243) بشأن ضوابط وشروط التعيين في الوظائف القيادية والاشرافية في الجهاز الاداري للدولة ومؤسساتها: تحدد سلطة التعيين في الوظائف في وحدات الخدمة العامة والوحدات الادارية وفقاً لما يلي: ((أولاً: في الوزارات والأجهزة الحكومية ووحدات الخدمة العامة المركزية الأخرى 2- بقرار من رئيس مجلس الوزراء، بعد موافقة مجلس الوزراء، بناءًا على ترشيح من الوزير المختص لوظيفة مدير ادارة عامة و ما في مستواها من مجموعة وظائف الادارة العليا و وظيفة كبير اختصاصيين من مجموعة الوظائف التخصصية وبعد موافقة وزارة الخدمة المدنية والتأمينات)).
و هو ما لم يحدث. أي بمعنى واضح و دقيق: تعيين فرحان المنتصر مديراً عاماً للإعلام في وزارة الشباب والرياضة من قبل وزير الشباب والرياضة غير قانوني، ليس وفق ما هو موضح بعاليه وحسب، بل و لكون فرحان ثابت علي المنتصر، قبل ذلك، ضابطاً في الجيش اليمني وليس موظفاً مدنياً..!
ان الذين أقنعوا وزير الشباب والرياضة نائف البكري بمخالفة القانون وتعيين فرحان المنتصر مديراً عاماً للإعلام في وزارة الشباب والرياضة بطريقة مخالفة للقانون، هم أنفسهم الذين أقنعوه بتوجيه رسالة رسمية الى الاتحادين الدولي والآسيوي للصحافة الرياضية لفرض ما لا يمكن فرضه لأنه ببساطة يخالف النظم واللوائح المُشار إليها بعاليه.
سيتعين الآن على وزير الشباب والرياضة نائف البكري أن يقنع نفسه قبل الآخرين انه وقع ضحية معلومات غير صحيحة وبالتالي تصحيح ما قام به من تعيين مخالف للقانون، وبالتالي، سيتعين عليه، بالضرورة، توجيه رسالة رسمية جديدة الى الاتحادين الدولي والآسيوي لتصحيح موقفه السابق، أو الاستمرار في ما قام به وبالتالي يؤكد لنا ان قام به انما قام به عن دراية و اقتناع وهو هنا يُعرض نفسه للاقالة لأنه أساء استخدام سلطته بطريقة مخالفة للقانون الموضح بعاليه..!
