في خضم التجاذبات بين النخب الجنوبية يتضح جلياً سياسة التهميش واقصاء للاخر بل وتخوينه والانكفاء والتمترس بعيدا عن استعاده الوطن الجنوبي. كما ان تلك الرؤى التي يطرحها البعض ويسوق لها ماهي الا خدع توحي لمن يسمعها عدم قدرتنا على تأسيس وطن جامع لكل الفئات الجنوبية. من المؤسف ان غياب الحامل السياسي للقضية الجنوبية في الوقت الراهن وابتعاد عدد من القيادات السياسيه الجنوبية الفاعلة والتي كان لها دور كبير في انطلاق شرارة الحراك الجنوبي قد وفر فرصة لتلك الاصوات الناشزة لتمارس دورها في تضليل الكثير من الفصائل الجنوبية وتزرع اسفين الشقاق وتذر الرماد في العيون ولا يهمها ما تؤول اليه الاوضاع في الجنوب. مشكلتنا في الجنوب ليست المناطقية حتى وان اتخذت مثل هكذا مسمى.. مشكلتنا غياب النوايا الصادقة والمكاشفة الحقيقة لمكمن الداء وايجاد الحلول والدواء الناجع. كما أن تسويق فكرة المناطقية وتكريسها لتفتيت اللحمة الجنوبية توجه لا يتوافق مع تطلعات وتوجهات الشارع الجنوبي بل يضرب ويزلزل اركان و ركائز وطننا المنشود. ان الوضع الراهن يستدعي ان نقف جميعاً لنقيم ونراجع اخطائنا السابقة التي اوصلتنا الى مانحن فيه اليوم من مناكفات وتجاذبات وتصورات سياسية خاطئة تشهدها ساحتنا الجنوبية لكن المؤسف اننا نكرر نفس الاخطاء والاساليب وان مايردده البعض خطأ سوف يبقى خطأ وسوف نستمر في اجتراره. اننا نعيش حقبة هي الاصعب في تاريخ نضالات الجنوب.. مرحلة لم يعد فيها عدو حقيقي مكشوف بذاته انما هناك اعداء يتربصون بنا من كل حدب وصوب...مرحلة تتطلب تظافر الجهود ومبادرات جدية لمعالجة الاختلالات بدلا من المناكفة والتخوين والهروب الى الامام. لعلني لاابالغ ان قلت اننا قادرون على اصلاح الاوضاع وتجاوز التباينات والاختلافات وتصويب مسار دفة السفينة الجنوبية....ومانحتاجه - فقط- النوايا الحسنة والصادقة .