عدن في أنتظار القدرات الفنية والإدارية للمحافظ الشرعي الجديد عبدالعزيز المفلحي المشهور بمواهبه الإدارية والفنية في عالم المال والأعمال كما يقال نتمنى على المحافظ الجديد أن يدرك أنه محافظاً لمحافظة عدن وهي عاصمة دولة الجنوب سابقاً والعاصمة الشرعية المؤقتة قبل أيام والعاصمة الاتحادية الأن ولكنها تفتقد لكل الخدمات الأساسية ومنها : الماء والكهرباء والدواء والغذاء والمرتبات واجهزة الأمن والعدالة القضائية والطرقات وكل شيء تقريبا في مدينة عدن التي كانت ذات يوم تدعى باريس الشرق على مدى ربع قرن تحولت كما أراد لها صاحب سنحان ذات يوم الى قرية كبيرة بكل ما تعنيه الكلمة! ولما كان المفلحي سليل السياسة المدنية فمن الأولى به أن يغتنم فرصة ولايته لمدينة عدن الساحلية ويثبت للمتربصين والمتشككين والمحبطين بانه عند مستوى المسؤولية في النهوض ب عدن وتنميتها ورفعها الى المكانة التي تستحقها. والكهرباء هي الرهان والاختبار والمحك بين الصدق والكذب وبين الجد واللعب يا مفلحي ! أنت معني بمحافظة عدن ولست معني بإدارة منتجع الحكومة الشرعية في جبل معاشيق! أخرج للناس وطوف في أرجاء المدينة المحافظة وتفقد أوضاع المديريات وتلمس المشكلات والحاجات في الأزقة والشوارع، حسس الناس في عدن أنك محافظاً أسماً على مسمى! محافظا لهم لا عليهم ومعنى المحافظ في اللغة هو من يتولى أمر المحافظة ويحفظ حقوق أهلها بأمانة وكفاءة وهمة ونشاط وتجرد ويبذل الجهد في سبيل صون حياة ومصالح الناس المستهدفين بولايته. عدن عاصمة أعصمها تعصمك، عدن محافظة أحفظها تحفظك، عدن مدينة عركتها الحياة وأنضجتها التجارب وحدتها المأسي وهي لذلك مدينة مرهفة الحس والشعور وبالغة الذكاء والحضور يستحيل مغالطتها وخداعها بالخطابات والكلام المعسول! ولا يكفي افتتاح قاعة الاتحادية للمؤتمرات عنوانا لتعميدكم محافظاً ل عدن الجريحة! لابد أن تفعل شيئاً جديرا بالقيمة والمعنى والاعتبار والكهرباء هي المحك والاختبار أن أردت أن تحظى بالتقدير والاحترام ! وأوقية من العمل ألذي ينفع الناس أفضل من طن من الكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ! اقترب من أهل المدينة أن ارادتهم يحبوك طالما وقد مُنحت فرصة أدارة أمرهم وابتعد عن حكومة الفساد والخراب والشبهات في معاشق الشرعية رمز التعذيب الممنهج للمدينة وأهلها ! أبتعد عن المطبلين والمنافقين وأصيغي الى أوجاع الناس وآهاتهم النابعة من القلب والضمير، أقرأ كتاب المدينة في عيون أهلها وأفهم شفرتها في سخرياتهم وتعرف على أوجاعهم في مؤسساتهم ومستشفياتهم ومقالاتهم ومنشوراتهم !أغتنم الفرصة ولا تضيّعها يا صديقنا العزيز عبدالعزيز المفلحي، والله من وراء القصد