في ثاني أيّام عيد الفطر المبارك توجهت ومجموعة من الزملاء الى محافظة إب الجميلة الرائعة، تلك المحافظة المحكومة من طرف أنصار صالح والحوثيين حينما كنا نسمع إعلام الشرعية والتحالف لم نسمع إلا أنها محافظة مغلوب على أمرها تسيطر عليها مجموعة من العصابات التي عاثت فيها فساداً، وقد أتت فيها على الأخضر واليابس، ولكننا وجدنا الأخضر ما زال أخضراً ، ولا أثر لأي نوع من اليابس ولا اليباس، لقد شاهدنا وضع هذه المحافظة التي تقع تحت من يُقال لهم عصابات حوثية وعفاشية ، أفضل وأحسن من وضع المحافظات التي يُقال أنها محررة، وأنها تحت السلطات الشرعية، وعندما نقارن بين الحالين وبين ما يطلق على حاكمي الأنموذجين من صفات يختلط علينا الأمر في أي الموضعين يخضع لسلطة شرعية، وأيهما يخضع للعصابات، كما لا نكاد نميز بين أيهما محرراً وأيهما محتلاً، مفارقة قد تصيبك بالذهول، وتلقي عليك ضباب الحيرة والدهشة الواخزة... أنا على ثقة أن هذا المنشور قد لا يعجب كثيرا من الأصدقاء، ولكن لا غرو في ذلك، فكثير من الحقائق قد لا تعجب كثيراً من الناس ، فمثلاً قولك أن إسرائيل تحقق لشعبها ظروف العيش الآمنة والسعيدة والعادلة أكثر بكثير مما تحققه الدول العربية المسلمة لشعوبها ، تلك حقيقة لا تعجبنا جميعاً، ولكنها ستظل حقيقة رغماً عن أنوف أعراب القرن الواحد والعشرين...
إذن فلو نظرت المحافظات المقول عنها محررة على مستوى الخدمات لرأيت بينها وبين محافظة إب المدارة من قبل عفاش والحوثيين فرقاً شاسعاً، فمثلا على مستوى المشتقات النفطية فإنك لاتمر في محطة وقود إلا الوقود متوفراً سواء أكان بترول أو ديزل مع فارق بسيط في السعر، ولعله فارق المسافة وإيجار النقل، أضف الى ذلك نظافة شوارع هذه المحافظة من النفايات، ويستحيل عليك أن ترى مياه الصرف الصحي تطفح هنا أو هناك كما هو الحال في عدن..
وما لفت انتباهي أيضا وجود رجال المرور في عدة شوارع لتنظيم حركة السير والحد من الازدحام، على الرغم أننا سمعنا من بعض من قابلنا أنهم لم يتسلمون معاشاتهم منذ عدة أشهر. ومن هنا نطالب أخواننا المسؤولين في الجنوب بأن يكونوا عند مستوى تطلعات الشعب وأن يرونه شيئا مما رأيناه هنالك في إب ..
مع خالص ودي واحترامي لكل القناعات والآراء على اختلافها....