ان ثورة الجنوب لم تكن من أجل رغيف عيش ولم تكن من أجل وظيفة او من أجل المال او النفط او الثروة التي ينهبها الاحتلال بل هي ثورة أخلاق وقيم دينيه وحضارية وإنسانية لإنقاذ المجتمع الجنوبي وثقافته والحفاظ علية من سياسية تأصيل الانحطاط الممنهجه التي كان يعمل الاحتلال على غرسها و تطبيعها في المجتمع بغية إيصاله إلى حالة الانحلال الكامل .
انها ثورة رفض لثقافة دخيلة غزوا بها مجتمعنا ويريدون فرضها علينا لترسيخ احتلال ابدي للأرض وطارد للإنسان ولهذا علينا ان ندرك بأن التخلص من الافات التي اورثها لنا الاحتلال والتي كان حريصا على غرسها في مجتمعنا هي اولى المهام وبدونها فان ثورتنا وتضحيات شعبنا لا قيمه لها لان نجاح اي ثورة مرهون بتحقيق اهدافها وبالتالي فإن خروج الاحتلال وبقاء ثقافته وسلوكه لن يغير في الأمر شيئا بل ان الجنوب سيكون هو الخاسر الأكبر من هذا الخروج واني أنصحكم وانصح نفسي في حالة عدم قدرتنا على تحقيق الهدف السامي لثورتنا المتمثل في التخلص من الثقافة الدخيلة على مجتمعنا واستعادة قيم وأخلاق وثقافة مجتمعنا الأصيلة التي ثرنا لأجلها والعمل على تجسيدها في ممارساتنا وسلوكنا وحواراتنا ومهام عملنا اليومي ابتدائا من الحفاظ على الامن والسكينة العامة و احترام النظام والالتزام به وحماية مكتسبات الوطن والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة والتحلي بالروح الوطنيه وثقافة التعايش وقبول الآخر ونبذ التفرقة والمناطقية والعنصرية المقيتة والتخلي عن الأطماع والجشع وثقافة الفيد و السطو والقتل والنهب والعمل بروح الفريق الواحد لاستعادة الدولة وبناء المؤسسات وتدوير عجلة الاقتصاد فان لم نستطع فعل ذلك فان بقا الاحتلال أفضل من خروجه والاحتفاظ بثقافته وسلوكه .