في أي ثورة في العالم تريد أن تحقق مصالح شعب يريد حقه من العيش الكريم ومن ثم المصلحة السياسية بتحقيق هدف القضية.لابد وأن يسبق ذلك التحرك الثوري تخطيط منظم بإتقان من قبل رواد الفكر والدهاء السياسي وهذا ماتحتاجه قضيتنا الجنوبية التي تحتاج إلى عملية جراحية لإستئصال أورام خبيثة من بعض العقول ولما لا حتى من معظم الشعب.لماذا أكتب هذا ؟ طبعاً..هذا محل إجماع شبه كامل أن القضية الجنوبية تحتاج إلى قيادة حكيمة وشعب منظم فيه الوعي والإدراك وطاعة الأوامر. وهذا وإن تصور للبعض أن الأمور فيها تفاؤل من خلال الإعلام ولكن على الواقع في تباعد كبير من وتصرفات عشوائية من حيث ممارسات الحياة اليومية وحتى ثقافة الكلام وكذلك يوجد تخوين وإقصاء وهناك من هو مسؤول يريد أن يكون مسؤول أيضاً وكذلك من وجد له فرصة في هذه المرحلة ونال منصب يتصور له أن الأمور بخير والأهداف تمضي.لايعلم أن هذه المرحلة التي هو أو هم فيها هي مرحلة لحظية عابرة ليست مبنية على الأهداف بل عن طريق الصدفة وقد تتفركش الأمور في لحظة لكون الترقيع هو السائد في هذه المرحلة.
هذا هو السبب الرئيس الذي يؤخر تحقيق عدالة القضية الجنوبية ومصالح الشعب وأيضاً التباعد والتفكك الثقافي وعدوى التصديق للمفبركات والإنشغال بأمور ليست جدية والتركيز على أشخاص أو من تمت إقالته من منصب كان هو فيه عاد يتغنى بالوطن.لكم أيها الناس أن تدركوا وهذا وفق معطيات الواقع أن الذهاب إلى الساحات والجلوس بغرض التجمع والصور ليس كافياً بشكل كبير.
فالذهاب إلى الساحات يحمل المشارك في جعبته خطة وهدف يريد تحقيقه بناءً على مراحل وليس للإحراجات أو الذهاب إلى المكان وأنت لاتعلم من هي اللجان التنظيمية ولا مر عليك البيان للتوقيع عليه قبل قراءته ومن ثم تعود إلى البيت ويعود الآخرين إلى الفنادق وتمارس الشرعية عملها ويعود الهدؤ وثم يأتي رئيسها يصدر قرارات وتستمر أزمة البترول الخانقة ومشكلة الكهرباء والمرتبات ومشاكل التعليم والوبائيات ومشاكل الصرف الصحي ويظل الكثيرين يتبعون تلك الأحتياجات وتتوالى التصريحات وهناك مظلومين يستمر بحقهم الظلم وتضاعف البطالة في صفوف خريجي الجامعات.
وينسى الشعب ما قد حدث من قبل وفجأة ولا حول له ولا قوة تجده في مرحلة دون أن يدري شيئاً بل من عاطفته وهيجانه يذهب إلى التجمع مجدداً في الساحات ومن ثم العودة.فالواقع الذي يحدث حالياً وبما أن هناك من يقول نحن على الأرض ومقاومة ولو أن لفظ المقاومة يجب أن يقابله العمل عالواقع وبما تعنيه كلمة مقاومة من معنى لإن المقاومة هيكل منظم من القمة إلى القاع وتبسط سيطرتها وتتحكم بالقرارات وهي المسؤولة عن إتخاذها. وليس أنت الخصم وفي نفس الوقت أنت تعفيني وأنت من تعطيني أي تضربني وتجرحني وأحبك وأنت ماتدري.
فالواقع الذي نحن فيه يحتاج إلى تعامل جاد لو كانت هناك قيادة في الجنوب تطمح بتحقيق الهدف يجب أن تسعى له وليس المراوغة فالهرم قد حدث بالشعب.فمالذي قد جناه حتى يجعلهم يراوغون فالشعب ليس مستقر لا على المستوى المعيشي ولا على مستوى الهدف السياسي لحتى نقول يجب أن نستفيد ولانتسرع.
فهذا لايعني أن نستمر بالهدؤ والتعامل مع الواقع الذي يفتك بنا ونقول بمصطلح التهدئة الوضع لصالحنا كأسلوب تخدير ومستغلين نقص الإستيعاب لدى كثير من الشعب .فالوضع الحالي يستفيد منه القليل ويتعب منه الكثير من الشعب لذا لابد من إتخاذ خطوات جادة مؤثرة قد تلغي بظلالها على الواقع الحالي السيء تنعكس إيجاباً على حياة الشعب لو حسبتوها بالعقل.هذا لو كان هناك تخطيط مستقبلي لدى القيادة التي تريد أن تقود القضية الجنوبية.أما إذا أستمرت الأمور كما هي شبيهة بما سبقها سيأتي فريق آخر كما حدث في مراحل سابقة.