كان يوم أمس الجمعة 7يوليو 2017م يوما" تاريخيا" في عمر الثورة الجنوبية حيث تحول التاريخ الأسود الى تاريخ بهيج حين علت أصوات جماهير الجنوب في تحدي لكل العراقيل فتمخض عنه تفويض شعبي لأول مرة في تاريخ الحركة الشعبية لتحرير الجنوب لمتحدث وحيد باسم الشعب وقضيته الوطنية . هذا التفويض من الجماهير لقيادتها لم يعجب البعض وكأنه اصابهم في مقتل, هنا قامت الدنيا ولم تقعد علت الأصوات النشاز تتعالى بالصراخ والعويل والسبائب والشتائم فخرجت سيول من الادعاءات بالباطل تتقاذف من كل حدب وصوب للمجلس الانتقالي واستغلال أصغر الزلات وتحريف البعض عن حقيقتها . تابعت مثل ما تابع غيري وقرأت الكثير والكثير من ما وصلني على الخاص من الردود والرسائل يبدون فيها تعقيبهم على فعالية 7/7 وتذمرهم واستيائهم وتحريضهم على المجلس والتركيز على صغائر الأمور مثل ما وصل بالبعض منهم بالتركيز بما يتناسب وما لا يتناسب باللبس . عقول خاويه لا تحمل من الثقافة شى ولا تفقه إلا لغط وهرج اتهامات أقل ما يقال عنها بعيده عن الواقع بل هي اشاعات محض اقتراء وتكذيب تحمل القليل جدا" من الصدق والمصداقية والشفافية . وكل ذلك بالتستر خلف حب الوطن ،صدق البعض نفسه ولا يعلم انه انجر بقصد أو غير قصد إلى اعداء الوطن بل أصبحوا سندا" وذراعا" لهم ولكي أكون صادق القول لا أدري بعلمهم واذا بعلمهم تعتبر مصيبة واذا دون علمهم فالمصيبة أعظم ، لقد اوجعهم المجلس الانتقالي واوجعتهم قراراته , وما يحمل من تطلعات الشعب لتحقيق استعادة الدولة الجنوبية وقطع ثدي البقرة الحلوب عنهم ، ما يحز بالنفس أننا في مرحلة تستدعي التعاون التكامل والتكاثف وان نتغاضى عن بعض الاخطاء ونتوجه بالانتقاد البناء وفي ذلك انجاز لو أدركوا ما معني الحفاظ على التضحيات. لم يكن هناك شى يستحق الانتقاد والرفض من قبل الجنوبيين لهذا المجلس الانتقالي الذي أصبح خطوة مهمة نحو توحيد الصف ولحمة أبناء الجنوب والتوافق على قيادة تمثل القضية وقد علم المنتقدين للمجلس أن شعب الجنوب فوض المجلس الانتقالي وأصبح وجوده فرض أمر واقع وان الثوار المناهضين للاحتلال لن يكونوا جزء من الفوضى . أتخذ الكثير من الناقدين للمجلس زلة لسان الشيخ خطيب ساحة شارع مدرم رمزو أن هي فعلا وجدت بنظر البعض عند حديثة أن من يعارض المجلس خائن وكانت هذه الفقرة شماعة يعلق عليها أعداء الجنوب والمتربصين بالمجلس حجتهم للتحريض والتشويه والانتقاص من المجلس وقيادته دون النظر الى ما قال قبل وبعد هذه الجملة الشماعة ترك بعض أبناء الجنوب الجمل وما عليه من حمل ثمين وذهبوا بالتحدث عن البعرة . المفهوم من كلام الشيخ وهو حقيقة الأمر أن كل شعب الجنوب اجتمع في ساحة واحدة يريد تحقيق مطلب الحرية والاستقلال واستعادة أرض الجنوب الحرة ومن عارض هذا الاجماع خائن والخائن في قوانين أنظمة البلدان يكون مصيره واضح . ما ذهب إليه البعض من الاطراف في الجنوب لا علاقة له بالإجماع الشعبي على المجلس الانتقالي ولكن حسب ما جابه هؤلاء المنتقدين في التسلق على المواقف الوطنية لأن لديهم أطماع حالمين بالسلطة وحكم البلاد ، وقد علق الشيخ رمزو في تصريح له بالقول ،أنا قلت في خطبتي أن دم الجنوبي على الجنوبي حرام إلا من خان وأقصد من خان أي أنه عاد لسفك الدم وبدليل أنني قلت بعدها أننا صنعنا مبدأ التصالح والتسامح ولن نسمح لأحد أن يخرقه وقلت الجنوب جنوبنا والشمال احتلنا بنقول لإخواننا أرجعوا لصفنا ولم أتدخل بالسياسة كما تروجون ولم أخلط الدين بالسياسة كما تنبحون لأني تركت السياسة لقادتي في المجلس الإنتقالي فهم أهل الإختصاص . اذا كلام واضح وأجابه صريح فالاختلاف في وجهات النظر سنة كونية لكن ان يتجاوز الخلاف الاختلاف فهنا تقع المشكلة فحين لا يتوانى مثل هؤلاء عن استعمال أي طريقة مهما كانت في سبيل ذلك . هنا وجب ايقاف الحد عند حده ففي المرحلة الحالية لا يسمح لأحد الوقوف في طريق الاجماع الوطني وان فتح المجال للمكونات والجماعات والأحزاب ستكون كلها كارثة على الجنوب . كم نتمنى ان يتم تجاوز هذا الفخ الذي وقع فيه بعض ابناء وطنا والذين نشهد لهم بالوطنية كما نتمنى ان نجد طبيبا" معالجا" يعالج بعض أمراض العقول