نشرت مؤخرا وسائل إعلام محلية وعربية وعالمية إشاعات ترشح نجل المخلوع صالح(احمد ) لتولي زمام السلطة في اليمن وذلك من خلال ماروجت له تلك الوسائل من أن هناك مشاورات سرية تحتضنها فرنسا وبإشراف من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تهدف تلك المشاورات إلى تنصيب احمد علي عبدالله صالح -قائد الحرس الجمهوري وسفير اليمن لدى الأمارات سابقا -رئيسا توافقيا لليمن الفيدرالي . وفي هذا الاتجاه تباينت ردود أفعال الشارع اليمني بين مؤيدٍ ومعارض لتلك الفكرة والتي يراها خبراء سياسيون أنها الحل الأمثل للخروج بالبلد إلى بر الأمان من خلال الحل السياسي وذلك بعد صعوبة الحل العسكري في اليمن والذي . في حين يرى آخرون -ومن بينهم حزب الإخوان المسلمين في اليمن-أن هذه الخطوة من شأنها إعادة نظام المخلوع علي صالح للسلطة ولكن عن طريق نجله أحمد والذي كان يقيم إجباريا في الإمارات العربية المتحدة منذ اندلاع الحرب في اليمن في العام 2015م. وبرر المعارضون لفكرة تنصيب (احمد علي) رئيسا لليمن بوصفهم أن هذا العمل يعد خيانة لدماء الشهداء لثوة 2011م والتي أطاحت بنظام المخلوع صالح إضافة إلى أنها خيانة لتضحيات الشهداء والجرحى الذين سقطوا منذ اندلاع الحرب في اليمن في 2015م والتي تحالف فيها المخلوع مع الحوثيين مستخدما قوات الحرس الجمهوري والذي يقودها نجله احمد. ومن هنا يتضح أن هذه الإشاعات التي يتم الترويج لها لم تكن محض صدفة أو توقعات لكنه كان مخطط لها من قبل دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية وبإيعاز أممي لقياس نبض الشارع في شطري اليمن شمالا وجنوبا تمهيدا للشروع في الفكرة أو العدول عنها . وفيما يخص الشارع الجنوبي يبدو أن هذه الفكرة قوبلت بعدم الاهتمام باعتبارها لاتمثل الجنوبيين وذلك بعد تشكيل المجلس الانتقالي والذي لاقى تأييدا شبه كاملا من مكونات الحراك الجنوبي -مع الأخذ بعين الاعتبار للمعارضين للمجلس- وذلك في طريق تحقيق الهدف المنشود باستعادة الدولة ذات السيادة الكاملة . ويبدو أن صالح مستعد للتضحية بحلفائه من الحوثيين مقابل اسقاط العقوبات عنه وعن أولاده والسماح لنجله المشاركة في العمل السياسي .. الأمر نفسه الذي تفطن له الحوثيون في وقت سابق وذلك من خلال قيامهم بإقالة بعض القيادات الموالية لصالح من عدة مناصب واستبدالهم بآخرين تابعين لهم متمثلين المثل الشعبي اليمني القائل :(أتغدا به قبل مايتعشا بك) . ويبقى السؤال الذي تغافل عنه الجميع وربما لم يتطرق له الكثيرون وذلك لاستبعادهم فكرة تولي نجل المخلوع زمام الحكم في البلاد ويكمن السؤال في: كيف سيتعامل الجنوبيون والحوثيون مع هذه الفكرة إن تمت ؟،والتي يبدو أنها لن تأتي إلا بموافقة دولية وإقليمية . في انتظار ما ستكشف عنه الأيام القادمة والتي ستزيل بعض الضبابية الطاغية على المشهد اليمني .