تشهد مدينة تعز في الجنوب الغربي للبلاد قتالا متقطعا بين القوات الحكومية اليمنية وحلفائها من المقاتلين المحليين من جهة،والحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة أخرى,في عديد بلدات ومناطق, لكن وبالتوازي تبدو المدينة في حالة مماحكة داخلية بعدما بدأ أن صراع داخلي على أشده بين مقاتلين سلفيين من جهة،وحزب التجمع اليمني للإصلاح من جهة أخرى. ومنذ أن بدأ الصراع مع تحالف الحوثيين وقوات صالح في المدينة ،نشأت عديد قوى مناوئة لطرفي الانقلاب في اليمن ,وحينها أفصح التجمع اليمني للإصلاح عن نفسه وقدم نفسه كأحد أبرز الأطراف الرافضة لتواجد الحوثيين وقوات الرئيس السابق، وواصل هذا الأخير تصدره للمشهدين السياسي والعسكري في المدينة ذات الكثافة السكانية المزدحمة،إلى قبل عام ونصف تقريبا حيث ظهرت فصائل إسلامية سلفية خاضت الأخيرة قتالا داميا مع تحالف الحرب شمالا قبل أن تبدأ في سحب البساط من تحت الحزب الحليف للدوحة وأنقرة. ويتهم مقاتلون سلفيين حزب الإصلاح اليمني بدعم جهود إفشال القضاء على تواجد الحوثيين وصالح في تعز كما قالوا، مستندين على محاولات قالوا أن الحزب الإسلامي السياسي قام بها لحرف المواجهة مع تحالف الانقلاب وتأجيل الحسم العسكري بغية التوصل لتفاهمات سياسية على حساب الضحايا المدنيين كما وصفوا في حديثهم،لكن قيادات بارزة في الإصلاح قالت أكثر من مرة أنها لا تتلقى دعما كافيا لمواجهة الحوثيين وصالح وطالبت بتكثيف الدعم العسكري للوصول لحل عسكري ناجز وشامل في المدينة.
ويرى مقاتلون سلفيين أن الإصلاح يخوض المعركة مع الحوثيين وصالح برؤية سياسية بحتة،مؤكدين أن الحزب لا يرغب في إنهاء تواجد حلفاء الحرب شمالا ويقاتل ببراغماتية واضحة وبنفس طويل على أمل إحراز مكاسب سياسية والعودة مجددا للساحة السياسية والعسكرية ،لكن الحزب الإسلامي ذو النهج السياسي الواضح يخشى من أن يؤدي وجود السلفيين في المدينة إلى حالة صراع طائفي طاحن،وهذا مايفسره مراقبون حول البراجماتية التي باتت سمة بارزة في مواقف الحزب الذي يأتي ثانيا من حيث التمثيل البرلماني في البلاد.
وقال مقاتلون سلفيين فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم لعدن الغد:أن الإصلاح يحاول فتح جبهة داخلية مع السلفيين عند أي محاولة تقدم في المحور الشرقي للمدينة،وأضاف هؤلاء أن الإصلاح دعم بعض الخلايا التي تحاول تمرير إشاعات تفيد بوقوف قيادات تتبع القيادي أبو العباس،وراء بعض العمليات الإرهابية في المدينة،لكن متابعون يعتقدون أن للإصلاح مخاوف كبيرة من الفريق الذي يقوده أبو العباس ما يفسره مراقبون بأنها محاولة من الحزب لخلق جو شعبي رافض للجماعة في المدينة .
وكانت مجاميع مسلحة تتبع القيادي في حزب الإصلاح غزوان المخلافي قد اشتبكت مع عناصر سلفية تتبع القيادي أبو العباس، الخميس لم تسفر عن ضحايا لكن متابعين يرون أن الحلفاء الأضداد في المدينة قد يخوضوا صراعا داخليا فيما إذا أستمر الوضع كما هو منذ أن بدأ قبل أشهر.
ويتمركز المقاتلون السلفيين في المحور الشرقي للمدينة فيما يتواجد الإصلاح في غرب وجنوبي غرب تعز لكن السلفيون يعيشون حالا أفضل في المدينة حيث يتلقون دعما شعبيا ودعما عسكريا من التحالف العربي وبدءوا بنشر الدعوة من بعض المساجد كما يقول مناصرون لهم،فيما يبدو حضور الإصلاح خجولا في المدينة مع دعم خجول مقارنة بالأول.