الدور الكبير الذي لعبته دولة الإمارات العربية المتحدة في إعادة تشغيل مطار عدن الدولي وإعادة تأهيله وحمايته أمنياً بعد تحريره في 14 من يوليو من العام 2015م، سيظل شاهداً على الدعم الكبير الذي تقدمه الإمارات لليمن، حيث كان حجم الأضرار التي خلفتها الحرب كبيراً في المطار، وطال الدمار أقسامه كافة، بما فيها المدرج وبرج المراقبة وصالات المسافرين، لذلك سارعت دولة الإمارات بتنفيذ مشروع إعادة تأهيل المطار لاستئناف الحركة الجوية. وما زالت دولة الإمارات العربية المتحدة تنفذ المشاريع التطويرية لإعادة تأهيل وتشغيل المطار بالشكل المطلوب، حيث وقعت الإماراتبعدن اتفاقية مشروع بناء سور حماية وبوابات خارجية لمطار عدن الدولي ضمن المرحلة الثانية من إعادة تأهيل المطار.
الإمارات سبّاقة بعد توقف نشاط مطار عدن الدولي الذي دام نحو أكثر من 5 أشهر، قامت الإمارات بتنفيذ مشروع إعادة تأهيل وصيانة المطار بشكل كامل، من خلال توفير المعدات كافة اللازمة الخاصة بإعادة التأهيل والصيانة والأمن داخل المطار، كمساعدات أولية منذ التحرير لاستقبال الرحلات الجوية وعودتها.
وقد أشاد وكيل محافظة عدن لقطاع المشاريع المهندس غسان الزامكي في تصريح خاص ل«الاتحاد»، بالدور الكبير الذي قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة في تحرير مدينة عدن من مليشيا الحوثي والمخلوع والتضحيات الكبيرة من أبنائها البواسل في المعركة التاريخية التي سطرت فيها دولة الإمارات العربية المتحدة أروع البطولات.
وقال: «إن دولة الإمارات كانت السباقة في تأهيل المطار منذ التحرير إلى الآن، حيث تم في شهر رمضان الماضي الالتقاء بوفد الهلال الأحمر الإماراتي للاتفاق على تدشين المرحلة الثانية من مشروع إعادة تأهيل المطار، والمتمثل في إقامة سور حماية وبوابات خارجية».
لمسات في المطار وأوضح الزامكي ل«الاتحاد» أن ضمن توجيهات رئيس الجمهورية عبد ربة منصور هادي، يتم حالياً العمل على إعادة الخدمات الرئيسة إلى المطار بتمويل حكومي من خلال سفلتة وصيانة عاجلة، وإصلاح لمدرج التدحرج بقيمة 4 ملايين دولار، وأن تقوم المؤسسة العامة للطرق والجسور بتنفيذ المشروع في الأيام القادمة، كما يتم حالياً تنفيذ مشروع مد كيبل كهربائي من المحطة الرئيسة في منطقة بدر بقيمة 140 مليون ريال بتمويل حكومي من قبل المؤسسة العامة للكهرباء، حيث تم إنجاز 70% من العمل الذي يهدف إلى ربط المطار بشبكة الكهرباء بشكل متواصل.
وأشار «إلى أن المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي، وقعت اتفاقية تنفيذ مشروع مد أنبوب رئيس للمطار بقيمة 170 مليون ريال، سيبدأ العمل فيه خلال الفترة القادمة، كما سيتم التوقيع على مشروع سفلتة وصيانة المواقف التابعة للمطار، وعرض مناقصة خلال شهر لمشروع تشجير وتأهيل جولة المطار، وذلك للعمل بشكل متوازٍ مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، وإعادة المنظر الجمالي لمطار عدن الدولي».
تدشين المرحلة الثانية من المشروع وحول بدء المرحلة الثانية من مشروع تأهيل المطار الذي ستنفذه هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، أوضح مسؤول قطاع المطارات في الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد المهندس عبد الله حسين ل«الاتحاد»: «إنه تم تدشين الأمور التجهيزية لتنفيذ مشروع بناء سور حماية وبوابات خارجية لمطار عدن الدولي ضمن المرحلة الثانية التي تم الاتفاق عليها مع دولة الإمارات العربية المتحدة التي ما زالت تبذل جهوداً كبيرة في إعادة المطار إلى وضعه الطبيعي في فترة قياسية، من خلال استمرارها في تنفيذ أعمال الصيانة والتأهيل».
وأكد «إن الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد، تعتبر الجهة الرسمية التي تقوم بعملية الإشراف الكامل على المشاريع كافة التي تنفذ داخل المطار، باعتبار أن الهيئة بعدن الجهة التابعة للشرعية بقرار مجلس الوزراء رقم 6 لعام 2015م، وهي المشرفة على المطارات كافة في اليمن، خاصة في المحافظات المحررة، وذلك باعتراف منظمة الطيران العالمية، ومجلس الطيران العربي».
وقال: «إن الهيئة تمتلك فريقاً هندسياً متميزاً يتولى الإشراف المباشر على تنفيذ المشاريع في مطار عدن الذي يمثل واجهة للعاصمة المؤقتة عدن أمام العالم».
وبين ل «الاتحاد» «إن هناك مشاريع بتمويل حكومي يجري العمل على تنفيذها حالياً داخل المطار، حيث وصلت إلى نسب إنجاز كبيرة جداً، خاصة بعودة الخدمات الرئيسة للمطار والمتمثلة بالكهرباء وشبكة المياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى مشاريع الطرق والتشجير التي ستؤهل المطار بشكل كامل، ليصبح مطاراً جاهزاً لعودة الحركة الملاحية الطبيعية فيه، باعتبار أن مطار عدن الدولي أفضل المطارات في الناحية التسويقية، وعودته بالشكل المطلوب ستوفر الكثير من الإيرادات لعدنواليمن بشكل عام».
الإمارات تتبنى تشغيل المطار وأشاد مدير عام مطار عدن الدولي المهندس طارق عبده علي «بالدور المهم لدولة الإمارات العربية المتحدة في تبني مسؤولية إعادة تشغيل مطار عدن الدولي بشكل كلي، والجهود التي تبُذل من قبلهم في مواصلة أعمال التأهيل والصيانة التي تجري على قدم وساق، حيث ستساهم المرحلة الثانية من المشروع في إعادة حركة الملاحة الجوية للمطار، وستؤدي إلى انتظام الرحلات بشكل طبيعي يواكب المطارات العالمية».
وأوضح المهندس طارق «المطار حالياً يعتبر جاهزاً من الناحية الإنشائية، حيث نفذت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية أعمال الترميم بشكل كامل في صالات المغادرة والوصول والمبنى الفني وبرج المراقبة، مع توفير معداته الفنية من أجهزة اتصالات وأرصاد، والانتهاء من تأهيل مبنى الإطفاء كاملاً، وتأهيل محطتي الكهرباء والإنارة». وقال: «إن إدارة مطار عدن، وبتنسيق مع الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد ووزارة النقل، تقوم حالياً بعملية تأثيث المبنى والصالات لاستكمال ما تبقى من عملية تأهيل وتجهيز المطار، واستكمال الإجراءات الأمنية والفنية والإدارية كافة المطابقة للشروط والمواصفات العالمية للمنظمة الدولية للطيران المدني، ليصبح جاهزاً لاستقبال الرحلات الدولية».
