صديقي العزيز لقد أفرحتني كثيراً بإتصالك إلاَ إنك أزعجتني بعتابك القاسي وإتهامك الجارح (بخيانة الوحدة) حتى إن إتهامك طال الرئيس هادي والإمارات والسعودية والمبعوث الأُممي ولد الشيخ وغيرهم من حكومات عربية وأوروبية.. وما نرى في الرئيس هادي خيانة ولا في التحالف خيانة ولا في غيرهم من المجتمع العربي والدولي خيانة. ما نراك ياصديقي إلاَ أنك جئت متأخراً تتحدث عن (وحدة) في غير زمانها .. الوحدة ماتت ، غدر بها من يدَعونها وأصابوها بمقتل بعد أن أصابوا الجنوب بدمار شامل كامل أرضاً وإنساناً وبيئة وثقافة وهوية.
في عام 2007م خرج شعب الجنوب ممن أقصوهم من وظائفهم العسكرية والأمنية والمدنية خرجوا في مسيرات سلمية يطالبون بحقوقهم المنهوبة قابلوهم بالقتل والبطش والتنكيل والإعتقال فتحول مطلبهم إلى التحرير والدولة الجنوبية.. وما بدلوا تبدلا.
ثم تطورنضالهم السلمي بالتصالح والتسامح فجاءوا (محلي بصلاحيات أوسع) بديلاً عن التحريروالدولة الجنوبية.. وما بدلوا تبدلا.
ثم تطورنضالهم السلمي بالمليونيات فجاءوا بحيلة أُخرى إسمها (فيدرالية) بديلاً عن التحرير والدولة الجنوبية.. وما بدلو تبديلا. ثم جاءت حكومتهم الشرعية تعاقب الجنوب بالخدمات والأزمات والفساد للتخلي عن التحرير والدولة الجنوبية.. وما بدلوا تبديلا.
وهكذا يا صديقي بالنضال السلمي لشعب الجنوب تجاوز (الوحدة) وصارت من الماضي و(الفيدرالية) ماتت قبل أن تولد.
اليوم واقع جديد يفرضه المجتمع الدولي بتصريحات سفراءه المنفتحة على (الإرادة الجنوبية) وعلى (المجلس الإنتقالي الجنوبي). والمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ يدعوا مجلس الأمن بضرورة ايجاد حل (جذري) للقضية الجنوبية.
(الحل الجذري) معناه إجتثاث للوحدة وفيدراليتها من جذورها وبما يضمن عودة الوضع إلى أساسه وأصله وما كان معترفاً به دولياً قبل عام 1989م دولة مستقلة في الشمال ودولة مستقلة في الجنوب.. وهو ما نراه اليوم أمر واقع فرضه شعب الجنوب (بإرادته الشعبيه) حرروطنه وأحكم أمنه ، حشد شعبه واختار قادته في (المجلس الإنتقالي الجنوبي) منفتح على كل أهله وشعبه ، متفوق على رموز الفوضى والفساد ومخترق جدار الصمت العربي والدولي ، يقود نضاله السلمي المدني في كل مفاصل المجتمع المدني جماهيره إتحاداته منظماته ومؤسساته حتى تعود من جديد دولتهم المحترمة فهم أكثر حنيناً لدولة النظام والقانون والمؤسسات.
صديقي في الشمال الحبيب.. كما رأيت الوحدة صارت من الماضي والفيدرالية ماتت في رحم أبيها وأُمها.
وبقي الجنوب صامد برجاله .. وفيه القليل القليل من الرويبضة. والرويبضة كما تعلم ياصاحبي هو « الرجل التافه يتكلم في أمر العامة ». أو كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم.
صديقي العزيز في الشمال الحبيب الرويبضة مصيرها للزوال وأنتم شدُوا حيلكم وحرروا أرضكم ونتمنى أن نتجاور ونتعايش ونحافظ على صلة الأرحام.. وشكراً على إتصالك.