المكان صنعاء وبالتحديد في فندق من أرقى فنادق اليمن إنه فندق موفمبيك ، والزمان فترة حكم رئيس استثنائي لفترة استثنائية ساقته الأقدار لتسيير الأمور وفق مشيئة الله ثم بحكمة هذا الرجل ، رجل اليمن الأول هادي ، والمتحاورون من كل الطيف السياسي والاجتماعي ، شروط الحوار لا شروط فكل الحلول ممكنة فزمن الغطرسة والتعالي قد ولى ، وسقفه السماء ، لا تكميم للأفواه ، فالحوثيون صرخوا صرختهم ولم يمنعهم أحد والحراكيون رفعوا علمهم ولم ينزله أحد وكل طرف من الأطراف باح بما يجول بصدره . الراعي هادي والرئيس هادي والكل في نظر هادي سواء ، استمر الحوار فترة من الزمن ربما طالت قليلاً ولكنها خرجت لنا بمخرجات تفوق ما كنا نتصوره ، تمخضت لنا بولادة دولة اتحادية جديدة الكل فيها سواء ، فالعهد عهد هادي عهد الدولة الاتحادية التي رسم محياها داهية اليمن هادي ، ولم يتبق إلا التنافس بين الأقاليم والعبقري من يبني أقليمه . مرت فترة الحوار وتجرعها صالح والحوثي ، لأنها لم توافق هوى النفس عندهم ، وشطح بعض الجنوبيين وطالبوا بما هو أبعد ، ولكن الحكيم اليماني ينظر بحكمته إلى بعيد ، في حين كان نظر البعض لا يبتعد عن أرنبة أنوفهم ، فالحلم الذي كنا نخرج من أجله في مليونيات عديدة لم يحقق لنا ما تحقق في زمن المشير هادي ، وهذا ما عايشناه حقيقة في الحرب الأخيرة إذ توصلنا إلى حقيقة مفادها صعوبة تحقيق تقدم نحو ما نصبوا إليه كجنوبيين في ظل حكم صالح وترسانته العسكرية وأمبراطوريته المالية ، وعلمنا علم اليقين أن هادي درس الواقع وسار بنا خطوات واثقة نحو ما نصبوا إليه ولكنها كانت خطوات مدروسة وحاسمة ، فخرج الجنوبيون بأقليمين وهذه خطوة في الطريق الصحيح . لقد عمل هادي عملاً جباراً وسار باليمن نحو الدولة الاتحادية ، فكل استغرابي لماذا يقف الجنوبيون في طريق هادي وتوجهات هادي ودولتهم أصبحت بين أيديهم ؟ أين الجنوبيون الراشدون ليجتمعوا على مخرجات مؤتمر الحوار المجمع عليه أقليمياً ودولياً ؟ وبناءً عليه نطالب من كل جنوبي حر وعاقل أن يبارك هذه المخرجات وأن نتعقل ونقبل بمخرجات الحوار إلا إذا كان لأحد من الجنوبيين هاجس آخر يدور في رأسه . فلقد أصبحت مخرجات الحوار وثائق جاهزة للتطبيق على الأرض وما على الجنوبيين إلا مساعدة أنفسهم لتطبيقها على الأرض وخطوة خطوة سنصل للهدف ، لأن تخطي الواقع صعب فنحن بحاجة لترتيب وضعنا وإصلاح ذات البين أولاً والنظر للمستقبل بعين الخبير المجرب لا العنيد المستعجل ، فهذه المخرجات هدايا السلام قدمها لنا هادي في مؤتمر ناجح تابعه العالم كله وأجمع عليها الكل . ومن هنا فعلى الجنوبيين التقاط الفرصة والفوز بما تحقق من مخرجات الحوار والسير قدماً نحو بناء أقليماً ناجحاً ليكون نواة لدولة ناجحة في المستقبل . أيها الجنوبيون تعقلوا ولا تتسرعوا ، فكل قراراتنا متسرعة لهذا نندم عليها حين لا ينفع الندم ، فقد جرنا التسرع إلى وحدة مايو 90 م واليوم جاءنا هادي ليخرجنا من هذا النفق المظلم وبتروٍ وعقلانية ولكننا نريد كل شيء على عجل حبحب على السكين كما يقول المثل ، أيها الجنوبيون إن هذه الأمور العظام وبناء الدول يحتاج منا إلى التأسيس على قاعدة قوية ومتينة لا ضرر ولا ضرار ، وأفكار مدروسة ، وليس كل من خزن وقرح معه القات قال أنا المنقذ وأنا من سيأتي لكم بالمستحيل ، ولهذا ومن باب الغيرة على الجنوب أقول لكم اصطفوا مع هادي فالعالم كله لا يعترف إلا بهادي وشرعيته وهادي منكم وفيكم فاحمدوا الله ، ولا تخذلوا الرجل فيتأخر الركب بنا ، قلت قولي هذا ليسلم الجنوب من القرارات المستعجلة وغير العقلانية ، والله من وراء القصد ...