صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فيدرالية الإقليمين على الخط التركي البريطاني ستؤدي إلى الحرب
محمد عبدالمجيد قباطي ل « الجمهورية»
نشر في الجمهورية يوم 03 - 05 - 2012

كنت الشخص الثالث في حزب المؤتمر في لجنة السياسات وعندما اختلفنا كان الخيار أن أبتعد فعينت سفيراً في العام 2008م وبقيت خارج المؤتمر لمدة عام ونصف حتى تم انتخاب عبدربه منصور أميناً عاماً فعدت إليه بعد ذلك رئيساً لدائرة العلاقات الخارجية بتوافق مع الأمين العام وبعد أن تأكد لي أن لاجدوى من أي إصلاح قدمت استقالتي . . الدكتور / محمد عبدالمجيد قباطي - عضو المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية ومستشار رئيس الوزراء في حوار مع الجمهورية
قراءتك لمآلات المشهد الوضع مؤخرا على الصعيدين الثوري والسياسي؟
- لا زلت بشكل عام متفائلاً لأن المسار يتجه نحو إنجاز المهام التي خرج من أجلها الشباب إلى مختلف الساحات والميادين وسقط من أجلها المئات من الشهداء وأيضا الجرحى، سواء شهداء الحراك السلمي في الجنوب أو شهداء الثورة السلمية المباركة، أشعر بأطياف وآفاق تحقق تلك الأهداف والمطالب تلوح حاليا رغم أن التغيير يتم بشكل تدريجي وعن طريق الإزاحة لا عن طريق النقل الكامل.
هناك بعض المشاهد التي قد لا تعجب البعض ولا تقدم جرعة أمل عند هؤلاء تبدو بين الحين والحين تمثل عائقا أمام التقدم والتغيير؟
- الخيارات كانت خيارات صعبة أمام اليمنيين، أنا كنت ممن يتمنى الحسم الثوري في بداية الثورة لكن ظروف اختلاط المشهد الإقليمي وتداخله مع المصالح الدولية أثر على ذلك، وهو في الواقع أمر إيجابي، سار المشهد متوازيا بين المسار الثوري والمسار السياسي ولا يزال باقيا حتى الآن، وعلى الشباب أن يتذكروا أن خيارات بقائهم في الساحات لا تزال باقية، الأمر بأيديهم وهو خيار لم يبعد أو يستثن، المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن لا يجردان الشباب والثوار من خياراتهم.
المشهد في الوقت الراهن سياسي أكثر منه ثوري هل لذلك انعكاسات قد تكون سلبية؟
- شيء جيد، نريد من الشباب أن تعصرهم التجربة وتنضجهم في هذا الظرف الانتقالي، والأمر لا يجب أن ننظر إليه من ظروف اللحظة الراهنة إنما مما ستؤول إليه الأمور عبر مخرجات الحوار الوطني الشامل قريبا، ما سيخرج به هذا المؤتمر هو عقد اجتماعي جديد على ضوئه نستطيع أن نؤسس لدولة مدنية ديمقراطية حديثة.
مسألة الحوار هذه محور آخر في الحديث سنأتي إليه لاحقا، السؤال الآن: هل ثمة جدوى من بقاء الشباب في الساحات اليوم؟
- بقاؤهم في الساحة خيار جيد إلى أن يروا أن مطالبهم قد تحققت أو على المحك، وبالذات من خلال إشراكهم في الحوار الوطني الجامع لأنهم طرف أساسي كما ذكرت اتفاقية الرياض..وأنا أتكلم عن التغيير الذي يحصل اليوم بشكل تدريجي وأتكلم من منطلق أن بقاءهم في الساحات قد ينضج برامجهم، نحن مقبلون على الحوار الوطني والشباب في أكثر من تجمع وتكتل وبالتالي فعليهم من اليوم عمل نوع من التشبيك والتكتلات والتوحد لأنه من الصعوبة أن يرى الطرف الآخر مائة برنامج مختلف، على الشباب أن يوحدوا رؤاهم في القضايا الوطنية وأن يتحاوروا فيما بينهم أولا في الساحات من أجل أن يكونوا طرفا مساهما في الحوار.
من المستحيل في تقديري جمع الشباب كلهم على برنامج واحد؟
- لم أقل على برنامج واحد، ولا تنس الساحة ليست ساحة صنعاء فقط، وإنما هناك ساحات عدن وتعز وحضرموت والحديدة وإب والبيضاء وغيرها من الساحات تشتت الشباب يفتت جهودهم، ولتكن هناك خمسة أو ستة برامج تقدم عنهم وتمثل في الحوار الوطني كتوجهات شبابية.
الآن لماذا اختزلت كل الشباب في مختلف الساحات والميادين بطرف واحد فقط مقابل أطراف أخرى بينما الثورة تكاد تكون هي الشباب؟
- لا. ليس الأمر كذلك، هي أربعة أطراف: الشباب والحراك والحوثيون وحكومة الوفاق.
ألا ترى أن اتفاق هذه الأطراف فيه صعوبة كبيرة؟
- الحوار سيحسم بالتوافق بين هذه المكونات وليس بالتصويت، سيحسم بالحجج والتوجهات، كل من لديه حجة قوية سيفرض نفسه، ولا تنس أن الشباب أيضا موجودون في أطراف أخرى، في طرفي حكومة الوفاق الوطني، في الحراك، في الحوثي، هذه الأطراف لا تعني بالضرورة الر بع الربع لكل واحد هكذا بإطلاقها.
وأنت السياسي المحترف والمثقف الكبير كيف تقرأ تباشير وآفاق الحوار الوطني القادم؟
- أنا أرى أنه لابد على الشباب بالذات والمنظومة السياسية والمعارضة أن تبني تجربة الحوار الوطني على التجارب السابقة، يجب ألا ننسى تجاربنا السابقة في الحوار، وأقرب نموذج للحوار ربما هو حوار 94م الذي خرج بوثيقة إجماع وطني وهي وثيقة العهد والاتفاق التي أخذت أربعة أشهر من الحوار الشامل الذي جمع أطرافا واسعة جدا من منظومة العمل السياسي في الحكومة وفي المعارضة وفي الأحزاب والمستقلين والشخصيات المستقلة، وبالتالي لا بد من البناء على هذه التجارب. أيضا يجب على المتحاورين أن يجتمعوا على اتفاقية مبادئ أولا، لأن قضية إقصاء أي طرف أو تجاوزه أمر غير مقبول أبدا، بعد اتفاقية المبادئ العامة السقف مفتوح كما قال فخامة الرئيس عند تدشينه بداية مرحلته الجديدة في مجلس النواب وأنه لا خطوط حمراء أثناء الحوار. الحوار سيحكم بالحجة والحجة المقابلة، وأنا متأكد أنه عند اجتماع الناس دائما ما يسود منطق العقل لأن العقل هو مرجعية كل الناس كما حصل مع وثيقة عام 94م التي لا تزال حتى اليوم قضاياها حية، لا تزال محاورها الخمسة قائمة حتى اليوم، المحور الأول: المحور الأمني والعسكري، وهو المحور الشائك لأنه يريد تحويل الجيش والأمن إلى مؤسستين وطنيتين تبنيان من جميع أبناء الشعب بحيث تكونان حامية للدستور وبعيدة عن السياسة، وعلى السياسيين توجيه هذه المؤسسات. المحور الثاني: نظام الدولة. هل ستقوم الدولة على نظام الدولة البسيطة أم الدولة المركبة؟ المحور الثالث: نمط الحكم هل هو رئاسي أم نظام برلماني؟ وهذه قضية يكاد يكون الأصلح فيها هو النظام البرلماني، المحور الرابع: قضية النظام الانتخابي، وكان هناك توافق بأن النظام المختلط أي 50 % للقائمة الفردية و50 % تمثيل نسبي، كان هناك شبه توافق عليها. المحور الخامس: قضية السلطة التشريعية. هل بنظام الغرفة الواحدة أم بنظام الغرفتين؟ وأظن أن هناك توجها للقبول بنظام الغرفتين لأن الأولى ستمثل السكان بينما تمثل الثانية الجغرافيا. هذه الخمس القضايا هي التي تم الحوار بشأنها أربعة أشهر وخرج المتحاورون بوثيقة إجماع وطني، لكن القضية الأولى وهي قضية توحيد الجيش والأمن وتحويله إلى مؤسسة جامعة لكل أبناء الوطن هي التي فجرت الموقف آنذاك، وعلى هذا يجب التحاور بناء على التجارب السابقة والحوارات المتكررة ابتداء من وثيقة الثعالبي إلى الميثاق المقدس، إلى مطالب الأحرار في الخمسينيات..
سؤال عارض.. ألم يكن للعامل الخارجي حضور ولو من نوع ما في الحرب؟
- بالتأكيد له حضور لكن لاحظ الجيش والأمن خلال الأربع السنوات التي تلت الوحدة ظلا غير موحدين، وكان كل طرف يستحوذ على الآخر ويتربص به، ولا تزال كذلك إلى اليوم.
فهمت من حديثك ميلك إلى النظام البرلماني كضمانة لليمن القادم.. لماذا النظام البرلماني؟
- سأحيلك إلى وثيقة لجنة الحوار الوطني التي تشكلت في العام 2010م، وكان يرأسها الأستاذ محمد سالم باسندوة، التجربة أثبتت أن النظام الرئاسي في بلداننا العربية تحول إلى نظام استبدادي فنظام عائلي استبدادي بعد ذلك، الرؤساء كان بيدهم كامل الصلاحيات ولا يستطيع أحد أن يحاسبهم ودائما ما يرمون بالأخطاء على مجلس الوزراء مع أنهم دائما ما يوجهونها لكنهم لا يسألون عن أخطائهم، التجارب التي أمامنا على صعيد بناء الديمقراطيات الحديثة في العالم لم نر نظاما ديمقراطيا ناجحا في دول العالم الثالث إلا عبر أنظمة برلمانية، أما الأنظمة الرئاسية حتى في أفريقيا فهي أنظمة استبدادية يتحول رئيس الجمهورية إلى فرعون، اليمنيون كان لديهم حل وسط من زمان عندما كانوا يشكلون مجلسا رئاسيا من خمسة أشخاص، وقبله مجلسا جمهوريا، الميزة في النظام البرلماني أنه بطبيعته نظام جماعي، السلطة فيه ممثلة بمجلس الوزراء كله لا برئيسه فقط، ورئيس الوزراء يدير وله صوت واحد فقط، هذا النظام نظام جماعي لا يستطيع أن يستبد شخص أو فرد أو أسرة، رئيس الجمهورية يبقى رمزا يمثل الدولة ويمثل السيادة، وخذ النظام في تركيا والنظام في الهند هذه ناجحة، ولاحظ النظام في باكستان والنظام في الهند، الاثنان خرجا من احتلال الإمبراطورية البريطانية الهند توجهت نحو النظام البرلماني وباكستان توجهت نحو النظام الرأسمالي بعد 47م، وانظر إلى الاستقرار السياسي الذي مثله النظام البرلماني في الهند والصراع الذي خلفه النظام الرئاسي في باكستان. وانظر إلى الانقلابات العسكرية والاضطراب السياسي إلى اليوم.
الآراء عندنا متعددة هناك من يرى الفيدرالية من شطرين وهناك من يرى الإقليمية، وهناك من يرى الحكم المحلي واسع أو كامل الصلاحيات.. ما الذي تراه؟
وثيقة العهد والاتفاق كانت عميقة جدا وملامسة للجرح الذي يعاني منه الوطن، توصل الطرفان إلى صيغة توافقية بشأن التوزيع الإداري تبني دولة، نحن إذا توجهنا إلى المركزية أو إلى الحكم المحلي كامل الصلاحيات فمن المستحيل أن تشكل إحدى وعشرين حكومة لأن في هذا عبئاً كبيراً جداً، لكن فكرة تجميع ثلاث أو أربع محافظات وتكون منهم ولاية أو حتى محافظة كوحدة إدارية تنمي نفسها وتدير شئونها لوحدها هذا جيد. في وثيقة العهد والاتفاق نص مهم جدا وذو دلالة سياسية بالغة، يقول النص: يقوم الحكم المحلي على قاعدة تقسيم إداري جديد للجمهورية اليمنية تتجاوز التكوينات والوحدات الإدارية القائمة ويعاد فيها دمج البلاد دمجا كاملا تختفي فيه كافة مظاهر التشطير وتؤكد على الوحدة اليمنية والوطنية واليمن الجديد. ويرتكز هذا التقسيم على أسس علمية تراعي الأسس السكانية والجغرافية ومجمل الظروف الاقتصادية والاجتماعية والخدمية للسكان مشكلا في ذلك قاعدة أساسية للتنمية المتوازنة انطلاقا من ذلك تقسم الجمهورية من 4 7 وحدات إدارية تسمى مخاليف.. إذن فكرة تقسيم البلاد من أربع إلى سبع وحدات إدارية وأنا أفضل السبع تعطي هذه الوحدة الفرصة لتنمية نفسها وإدارة شئونها بنفسها. هذه الوثيقة هي في الواقع شبه فيدرالية، الآن الناس يقلقون من كلمة الفيدرالية ويعتبرونها نوعا من الانفصال وهو غير صحيح.
هناك من يجنح إلى القول بالفيدرالية من شطرين؟
- أقول لك: لماذا وثيقة العهد والاتفاق لم تتكلم عن ذلك؟ والخوف كل الخوف التحدث عن إقليمين في إطار الخط التركي البريطاني، من الممكن إقليمين ولكن بعيدا عن الخط التركي البريطاني المعروف، وأنا أريد أن أشير هنا إلى وثيقة هامة جدا صدرت عن مجموعة الأزمات الدولية وهي مجموعة هامة جدا، وتكاد مبنية في توجهاتها على نفس توجهات وثيقة العهد والاتفاق، وتشير إلى أن الخيار أمام اليمنيين هو خيار الدولة الفيدرالية من أربعة إلى سبعة أقاليم، وناقشت قضية الخيارات الأخرى.. وعموما فخيار الإقليمين أو خيار الفيدرالية من شطرين سيؤدي إلى الحرب كما يقول التقرير.
لما ذا هذا التوافق مع وثيقة العهد والاتفاق من قبل مجموعة الأزمات الدولية الذي يبدو ملفتا؟
- يجب أن يتذكر اليمنيون مصالح العالم أيضا إلى جانب مصالحهم، إذا كان هناك إقليمان على الخط التركي البريطاني فسنأخذ نموذجين: مشروع الغاز المسال، هذا المشروع مثلا: الغاز يأتي من صافر بمأرب وليس من شبوة، ويتم تسييله في ميناء بلحاف في شبوة، طيب إذا أنت أبقيت شبوة ومأرب في إقليمين مختلفين فلا بد من إعادة التفاوض حول هذا المشروع، وهذا المشروع كلفته خمسة مليارات دولار. صحيح أن لنا منه إتاوات لكن 95 % منه ملكية للشركات الأجنبية. نموذج آخر، منطقة النفط المشتركة التي سميت “جنة هنت” وهو منطقة مشتركة ما بين شبوة ومأرب هذا الحقل نصفه يقع في شبوة والنصف الآخر في مأرب، طبعا الشركة هذه لا تفضل أنها تعيد التفاوض من جديد مع إقليمين مختلفين، طبعا ووثيقة العهد والاتفاق تجنبت من وقت مبكر مثل هذه المشاكل، وعلى فكرة فالوثيقة تقول إن خيار ثلاثة أقاليم هو نفسه خيار الإقليمين لأن هذا الخيار سيؤدي إلى الحرب بين الطرفين وإنتاج مشاكل كثيرة جدا...
في وثيقة مجموعة الأزمات الدولية الخيارات تنطلق من ثلاثة إلى أقاليم إلى سبعة أقاليم.
أراك أوغلت إلى حد ما في الجانب التاريخي.. وأجد نفسي هنا أكرر سؤالا سألك إياه الزميل الأستاذ علي الجرادي في مقابلة سابقة معك قبل فترة: أنت من دعاة التسوية التاريخية في اليمن ما فلسفة هذه الدعوة؟
- أشكرك على هذا السؤال. كلمة التسوية التاريخية، إشارة إلى مدى التاريخ الحالي لليمنيين الذين هم في حادة للدخول في تسوية تاريخية من أجل تعزيز الكيان الجامع والهوية المشتركة، وهذا يتطلب وجود كتلة تاريخية تقوم بالمهمة، الشباب اليوم يمثلون هذه الكتلة التاريخية التي تنشد قيام دولة مدنية اتحادية بنظام برلماني بهذا الأفق، مطلوب من جميع اليمنيين اليوم إنجاز مثل هذه التسوية بروح توافقية عن طريق الحوار الذي يخرج بتسويات لإنجاز القضايا الكبرى.
دكتور عفوا ألا ترى أن مسألة التسوية تلغي العملية الديمقراطية بصورة ربما نهائية، هذا من ناحية ومن ناحية ثانية قضايا اليمنيين عادة تنتهي إلى أنصاف حلول وما يشبه المصالحات ولذا فكثير منها مؤجلة منذ عقود.. للأسف مطالب الناس عام 24م في وثيقة الثعالبي وكذا مطالبهم في الميثاق المقدس عام 48م هي نفس قضاياهم اليوم.. وشخصيا أتوقع أن ما سيناقشه الحوار الوطني القادم لن يبتعد كثيرا عن روح تينك الوثيقتين.. ما هذه المفارقة؟
- أعتبر التسويات جزءا من المخارج الديمقراطية، لما أقول تسوية تاريخية أقصد حلاً وحسم ما لم يحسم بالتصويت، مثلا وثيقة الثعالبي عام 94م هي في حقيقتها تسوية تأخذ في الاعتبار مصالح الجميع دون إقصاء أو إلغاء. هناك قضايا يجب على الناس أن يناقشوها باستفاضة، مثلا: لماذا الجنوبيون يشعرون بهذا الظلم والضيم أكثر من أي وقت مضى؟ مع أن ثمة ظلما وضيما لإخواننا في تهامة ربما أكثر؟ أقول: ربما الذاكرة أصبحت ضعيفة لدى هؤلاء في تهامة من الظلم الذي حل بهم لمئات السنين، بينما في الجنوب الذاكرة لا تزال حية بفلسفة الحكم الذاتي والإدارة المحلية التي تبنتها الدولة نفسها من سابق، وفكرة التسوية إشارة إلى وجود عدة مشكلات لا في الجنوب فحسب، بل مشاكل في تهامة في تعز في حضرموت في غيرها. أما عن قولك أنها قد تلغي الديمقراطية أقول: الديمقراطية في حد ذاتها هي تسوية، الديمقراطية تعني ما تفرزه الأغلبية وفق دستور لكن الدستور في حد ذاته هو تسوية. مثلا ولاية في داخل أمريكا مثل “رود أيلين” عدد سكانها لا يتجاوز المليون تتمثل بعضوين في مجلس الشيوخ الأمريكي، مقابل ولاية في كليفورينيا عدد سكانها خمسون مليونا تمثل أيضا باثنين. هذه تسوية، بحيث تشعر كل ولاية بشخصيتها وألا تفرض عليها الأغلبية الأخرى شيئا! لكن على مستوى مجلس النواب التمثيل بالسكان. اليمن فيه تنوع يمكن أن يكون مصدر قوة ولكن في ظل الوصول إلى تسويات، آخر وحدة قبل ثلاثمائة عام في عهد المتوكل على الله إسماعيل كان يقول إنه فتح اليمن من صعدة حتى ظفار ولما لم يتم التوصل إلى تسوية تاريخية انتهت وحدته هذه.
القضية الجنوبية.. القضية الجنوبية.. البعض يريد أن يعرف ما هي القضية الجنوبية؟
- في إطار مفهوم التسوية يمكن الحديث عن قضية جنوبية، عن قضية تهامية، عن قضية تعزية، عن قضية صعدة، القضية في حقيقتها الشعور بالظلم، الجنوب جاء وشارك في تكوين دولة موحدة بعدها هضم، أنا أشير دائما إلى مسألة التوجه لخلق كيان جامع وهوية مشتركة مثل هذه الأطروحات في جانبها هي جنوبية المنشأ، أصحاب الفكر الوحدوي السياسي كانوا يدركون أن خمسة زايدا خمسة قد لا تساوي بالضرورة عشرة بل قد تساوي عشرين، للأسف جاء الجنوبيون، طبعا مع اعترافنا بالاختلالات الوظيفية في هيكلة دولة الوحدة نفسه ناهيك عما رافقها، أصبح خمسة زائدا خمسة لا يساوي عشرة بل ربما ثمانية! وهذا ناتج عن عدم كفاءة إدارة الدولة، أي إن ثمة طرفا يأخذ سبعة وآخر يأخذ واحدا، بعدها بالضرورة يقول لك هذا: خلاص بطلنا شراكة! كل واحد يرجع إلى محله، هذا تلخيص لأصل القضية الجنوبية، مع أن للقضية الجنوبية قضية داخل قضاياها، مثلا أبناء عدن يشعرون بالضيم حتى من قبل الوحدة من قبل نخبة من خارجها قامت على إقصاء الجانب المدني وهذا حاصل منذ عام 64م، حصل خلل في بنية النظام بعد التوحد أيضا بحيث لم يتنبه البعض لتأهيل الطبقة الوسطى، حصل دمج لنظامين أحدهما يتبنى النظرية الاشتراكية والآخر الرأسمالية المفتوحة. الطبقة المتوسطة والكبيرة في الشمال جاءت إلى الجنوب لتشتري كل شيء، دعك من الشراء بل حصل نوع من المصادرة والضم والإلحاق الذي تم، والاستيلاء على المؤسسات والمصالح خارج فكرة البيع والشراء، هذا ساهم في خلق القضية الجنوبية وهي قضية تحولت إلى قضية سياسية بامتياز بعد أن كانت حقوقية، واليوم أصبح مدخل حل القضية الجنوبية هو مدخلاً لحل القضية اليمنية بشكل عام بالتسوية التي تعزز من بنية الشعب واتحاده، ولا يظنن أحد أن الدولة الاتحادية ضعيفة، بل بالعكس الدولة الاتحادية قوية جدا، وخذ أبرز وأقوى دول العالم تجدها اتحادية. الخوف من كلمة فيدرالية ليس له مبرر في الواقع أبدا، وهو مطروح من قبل تسعين عاما منذ الإمام يحيى الذي وافق على إعطاء الجنوبيين دولة اتحادية وكل سلطان يحكم منطقته لكنه رفض النظام البرلماني، أراد الإبقاء عليهم كإقطاعيات مثل المشايخ اليوم أما السلطة المركزية ففي يده هو!!
ولكن يا دكتور الرؤوس الجنوبية نفسها غير متفقة على وضع الحلول المناسبة للقضية الجنوبية، الخلاف بينهم على أشده.. برأيك ما حقيقة هذا التباين بين مختلف القيادات الجنوبية؟
- أنا أشعر أن جزءا من هذا التباين هو لتواني النظرة السياسية المثقفة في الشمال عن تقديم رؤية شجاعة لحل القضية الجنوبية، وبالتالي هذا أبقى الجنوبيين يفاوضون من منطلق الحد الأعلى على غرار: “خوفه بالموت يرضى بالحمى” وعندما ذكر خيار الفيدرالية في وثيقة الإنقاذ الوطني في 2010م كانت عبارة عن “تابو” تراجعت بعض النخب الشمالية عن طرحها، مثل هذا الموقف جعل بعض الرؤى تجنح إلى الخيار الأعلى في القضية الجنوبية!
أين توارى صوت العقل والصوت الوسطي؟
- هو موجود لكن عندما توارت النخبة الثقافية ودور الأحزاب السياسية برزت تلك الأصوات. حزب الإصلاح والحزب الاشتراكي لم يطرحا رؤية واضحة للقضية الجنوبية، يكاد يكون الحزب الاشتراكي أشار ذات مرة إلى الدولة الاتحادية، لكن الإصلاح وهو حزب واسع وكبير لا يزال يراوح في رؤاه ولما يوضح بعد، وهذا ما جعل الصوت الآخر بارزا وقويا الآن. الهوية اليمنية مطروحة منذ الحرب العالمية الأولى ومن قبل الجنوبيين بالتحديد، وعرف ما سمي بالجيش اليمني المسلح آنذاك..
ألا ترى أن الجنوبيين أنفسهم لم يقدموا رؤية واضحة ومحددة لقضيتهم؟
الجنوبيون اليوم يقدمون عدة رؤى! قد تسمع ربما عن خمس رؤى، مع وضد، ووسطي وغير وسطي. الشريف حيدر الهبيلي طرح الفيدرالية منذ العام 2008م ومن خمسة أقاليم، هناك أصوات جنوبية تطرح رؤى متقدمة لكن هذه الرؤى قمعت. وبين يدينا الآن رسالة من الشريف حيدر الهبيلي من العام 2008م.
أريد رؤيتك الشخصية أنت للقضية الجنوبية؟
يجب أن تتحقق مواطنة يمنية متساوية في ظل سلطة ودولة مدنية تعزز مسألة الشراكة في السلطة والثورة والمواطنة المتساوية..
ما طبيعة النظام الذي تراه؟
أرى أن يكون نظاما اتحاديا على ضوء ما جاء في وثيقة العهد والاتفاق وتكوين نظام اتحادي فيدرالي من سبع مقاطعات متوازنة قائم هذا التقسيم على أسس علمية وموضوعية تمكن للتنمية في هذه الأقاليم مع وجود عاصمة فيدرالية للجميع. مع الإشارة إلى أن العاصمة في صنعاء أصبحت صعبة جدا، هي مهددة بأزمة المياه قد تغيب عنها، هذه المدن الكبيرة تبقى عواصم للأقاليم ونختار عاصمة في مكان ما على البحر عاصمة صغيرة لا يشترط أن تكون كبيرة، عاصمة استراليا مدينة اسمها “كامبيرا: لا يكاد أحد أن يسمع بها، عاصمة كندا “أوتاوا” الكثير لا يعرف أين أوتاوا! لا يشترط في العاصمة أن تكون مدينة كبيرة وضخمة...الدولة الفيدرالية أيضا هي دولة واحدة لا تمنع أن ينتقل مواطن ما من هذا الإقليم إلى ذاك الإقليم، وله الحق في أن يترشح لأي منصب سياسي في الدولة، ووجود الثروة في أي إقليم يسمح بالهجرة إليه بشكل طبيعي، كليفورونيا عندما أنشئت أمريكا لم يكن سكانها خمسين مليونا، لكن وجود الثروة والتنمية فيها اقتضى الهجرة إليها من ولايات أخرى.
علام تراهن في رؤيتك هذه؟
- رؤيتي هذه كما أشرت أنت أنها نابعة من التوجه العام الذي حكم اليمنيين في معظم محطاتهم التاريخية، هذا التوجه لإنشاء الدولة المدنية القائمة على النظام البرلماني وعلى النمط الاتحادي الفيدرالي..
يقول البعض إن القبيلة تمثل عائقا أمام الدولة المدنية الحديثة؟
- القبيلة كانتماء لا إشكال فيها. لكن تحويل القبيلة إلى مؤسسة سياسية تواجه الدولة هنا المشكلة وهنا الخطورة، القبيلة موجودة داخل أوربا اليوم. القبائل موجودة والانتماء إليها موجود اليوم. قد تعزز من الوحدة الوطنية إذا ما تم استغلال الجانب الإيجابي في القبيلة نفسها من باب “وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا” الدولة المدنية الدولة ضامنة لحقوق الناس بلا أي عصبية، العصبية للقبيلة تظهر عندما تضيع العدالة وعندما تضعف الدولة، إذا تحققت دولة العدالة والمساواة في ظل مؤسسات مدنية حديثة يتحول الانتماء من القبيلة إلى الدولة.
هل هذا هو ما أضاعه الرئيس السابق؟
- للأسف علي عبدالله صالح أضاع فرصة تاريخية جدا، منذ بداية الوحدة، لو كان أبقى على فكرة الفيدرالية التي نزل بها ونصح الجنوبيين بذلك وقضى على الاختلالات السابقة في الجنوب لكنا اليوم في وضع سابق. الطرف الجنوبي أصلا لم يمثل بالكامل اختزل الحزب كل شي للأسف، استثنيت كل القوى من المشاركة في وضع الرؤى مثل حزب الرابطة، وحزب جبهة التحرير، وكل الفصائل الأخرى، وجاءت حرب صيف 94م وأقصت الكل بعدها، لم يرد أن يبني جيشا قويا يحمي البلاد ويبعده عن السياسة، تنكر لوثيقة العهد والاتفاق وأسماها وثيقة الخيانة والتآمر.
لكن ألا ترى أن الأخوة في الجنوب أيضا كانوا مساهمين في هذا الاختلال نتيجة لتسرعهم غير المدروس؟
- أتفق معك هنا. مشايخ وسلاطين الجنوب عام 24م كانوا أذكى منهم لأن الاختلالات الهيكلية واضحة جدا في صورة الوحدة التي تمت بتلك الطريقة العشوائية.
أين هي برامجكم ودراساتكم في اللجنة العامة والأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام منذ بدأت الوحدة؟
- للأسف المؤتمر الشعبي لم يكن حزبا، وأنا عندما قدمت استقالتي عام 2010م في يوم ذكرى العيد العشرين للوحدة كنت توصلت إلى قناعة أن هناك توجها لبناء الدولة على مقاس شخص. التوجه الذي كان حاصلا من بعض القيادات كان بعيدا عن تحويله من مؤسسة أو حزب إلى تنظيم، التسمية اللائحية للمؤتمر لم تقل إنه حزب بل تقول إنه تنظيم جماهيري..وقد رفض طرحنا منذ المؤتمر الخامس بتغيير هذه الكلمة واستبدالها بحزب بدلا عن تنظيم. علي عبدالله صالح كان يشعر أن بناء حزب حقيقي كان يضره شخصيا ويضر مجموعته وشلته ولهذا أصبح الحزب مجرد آلة انتخابية هيمن عليها أطراف معينة من المشايخ والقوى الاجتماعية الأخرى.
أنتم الأكاديميون والمثقفون والسياسيون أين كنتم عندما هيمن هؤلاء؟
- لم يكن هناك بناء تنظيم حقيقي وآلية تنظيمية حتى تستطيع أن تحتكم إلى الديمقراطية. لطالما كنا ننادي بإيجاد نظام لحزب ديمقراطي حقيقي ولكن دون جدوى! رفض هذا المبدأ وبني على أسس مزاجية.
كنت في موقع تنظيمي عال في المؤتمر وتعينت بعدها سفيرا.. ما تجربتك مع المنصبين؟
- كنت الشخص الثالث في الحزب في لجنة السياسات وهو المطبخ السري الذي يدير البلد بكل منظوماته، وعندما اختلفنا كان الخيار أن أبتعد، وقد صرح بذلك الأمين العام المساعد بأن تغييري ليس إبعادا لي، لكن ذلك يؤكد إبعادي من المنصب. من باب “نفي النفي إثبات” عينت سفيرا وعدت في العام 2008م وبقيت خارج المؤتمر الشعبي العام لمدة عام نصف حتى تم انتخاب عبد ربه منصور هادي أمينا عاما عدت إليه بعد ذلك رئيسا لدائرة العلاقات الخارجية بتوافق مع الأمين العام بعد أن وعدنا بتطوير الأداء في العمل. فقدمت استقالتي بعد ذلك مباشرة بعد أن تأكد لي ألا جدوى من أي أمل أو إصلاح.
موقعك الآن؟
- عدت من الخارج بناء على التوافق العام الذي يجري اليوم، في ظل الحديث عن مؤتمر وطني شامل وباعتباري عضوا في المجلس الوطني ولا زلت أحتفظ بموقعي مستشارا لرئيس الوزراء وأعمل من خلال هذا الموقع لتحقيق ما أمكن في ظل هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الوطن..
إلى أي حد تراهن على نجاح الرئيس الجديد في تجاوز الأزمة الحالية؟
- من خلال الثقة التي نالها بصورة منقطعة النظير في الانتخابات الأخيرة الرئاسية ما يقارب من سبعة ملايين صوت مسألة مهمة واستفتاء حقيقي على التغيير إلى جانب الشرعية الإقليمية والدولية.الرئيس عبدر به لديه تفويض شعبي وإقليمي ودولي لإنجاز مهام المرحلة الانتقالية وهي مهام صعبة يجب على الجميع التعاون معه بعيدا عن أية مناورات من قبل أحد لأن ذلك يضر بمصلحة اليمن أجمع. العالم اليوم عنده استعداد لمساعدتنا على تجاوز مشاكلنا فلنساعد أنفسنا قبل ذلك.
هل تتوقع أن يرشح عبد ربه منصور هادي نفسه في انتخابات 2014 القادمة؟
- هذا مرتبط أولا بالدستور الذي ستتم صياغته وعلى نمط الحكم وطبيعته.. وبشكل عام فهذا من حقه وليس هناك ما يمنعه من ذلك.
ما هي تصوراتك لوضع المؤتمر الشعبي العام مستقبلا؟
- أنا مستقل في الوقت الحالي.
لكن هذا لا يمنع من الكلام باعتبارك سياسيا ومهتما بالشأن العام؟
- أتمنى أن يتحول المؤتمر الشعبي العام إلى حزب سياسي محكوم بآلية ديمقراطية قادر على المساهمة مع المنظومة السياسية الأخرى في بناء اليمن الجديد وهذا مرهون بإجراء انتخابات حرة ونزيهة وإعادة الهيكلة فيه من جديد. نتمنى أن يشارك المؤتمر بشكل فاعل وإيجابي أما أن يظل على النمط القديم ففيه نهايته..
الكلمة الأخيرة مفتوحة؟
- أريد أن أسجل إعجابي الكبير بصحيفة الجمهورية التي استطاعت أن تصل إلى هذا المستوى الراقي في الأداء الصحفي في هذا المنعطف المهم واستطاعت أن تكون منبرا متقدما لصناعة رأي عام مستنير بعيدا عن الإقصاء والتهميش والإلغاء لتبقى صوتا لكل أبناء الوطن تعزز من دور الإعلام في التحضير لمؤتمر وطني شامل ناجح ولما بعده من المخرجات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.