تفاجئنا الأطراف السياسية التي تسكن الفنادق والخنادق بكوارث سياسية وأخلاقية تجاه اليمنيين في علامة وإشارة تقودنا جميعا ان الجميع لم يعد يهمه مسألة كيان واستمرار اليمنيين على الكرة الأرضية . فمن جرائم القوى الانقلابية في اليمن وانتهاكها لحقوق اليمنيين الى ما يفعله بعض المحسوبين على اطراف الشرعية من بذخ وإسراف في موائد الطعام بمناسبة وبدون مناسبة حتى دون مراعاة لشعور ما يقاسيه أبناء جلدتهم في ارض الوطن . ألاف اليمنيين استقروا في الخليج اكثر من خمسة عقود ولم يفعلوا ما يفعله اشخاص لم يكملوا ثلاث سنوات في الخليج من التبذير والإسراف وهذه حقيقة تحتاج الى تأمل هم يفعلون هذا وهم في حكم التهجير القصري فماذا لو كانوا يحكمون في اليمن ؟ فمن كان يتوقع او يتصور ان يموت يمني كل ساعة بسبب وباء الكوليرا والفقر والجوع وتردي الحالة الصحية . وهذا يحدث بينما لا تزال القوى الانقلابية والشرعية ومن معهم مشغولين في تحقيق اي مكسب وانتصار عسكري وفي بعض الاحيان تصب اهتمامات كل الاطراف على نقاشات أحيانا وهميه وأحيانا أخرى هامشية رامية عرض الحائط حياة اليمنيين ومعاناتهم التي وصلت الى مرحلة من الصعوبة والقساوة ان يتمنى اليمني الموت على ان يبقى على قيد الحياة . وبالرغم من ذلك لا تجد عند كل الاطراف اي ابداء لخجل في هذا الوقت الصعب فطرف الانقلاب يشغل الناس ويذكرهم بصد العدوان بينما طرف الشرعية مشغولين ايضا بتذكير الناس بشرعيتهم الهشة . فلم يعد في حسبان كل الاطراف السياسية مسألة ما يعانيه الشعب اليمني من عملية إبادة جماعة بكل الوسائل فمن لم يمت في الميدان سيموت جوعا ومن لم يمت جوعا سيموت من المرض و الاوبئة في مرحلة يعيشها اليمني تعكس مدى انعدام مفهوم الانسانية في اليمن وتحول المشهد الإنساني في اليمن الى كارثة عجزت المؤسسات الإنسانية والمنظمات الدولية من تحمل مسؤوليتها وإنقاذ أرواح الأبرياء . حتى مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، كشف في نشرته الشهرية حول الأوضاع الإنسانية في اليمن، أوضح أن أكثر من 20 مليون يمني بحاجة للمساعدات نتيجة لاستمرار تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن ليكشف التقرير مدى العجز في حل المعضلة الانسانية في اليمن حتى من قبل المنظمات والمؤسسات الدولية . لكن في الاخير يظل الحل بيد الاطراف اليمنية التي يجب ان توقف الحرب وتقدم مصلحة الشعب اليمني على اية مصالح سياسية. وترك كافة الطرق وأدوات التكسب من اجل السيطرة على السلطة ولو كانت حتى عبر معارك وعزوات " ذات البطون ".