عقدت الجبهة الوطنية لتحرير واستقلال الجنوب اجتماعها الدوري اليوم السبت الموافق 19 أغسطس على مستوى رؤساء المكونات الأعضاء في الجبهة برئاسة د. محسن الحقبي نائب رئيس الجبهة للشؤون السياسية والقائم بأعمال رئيس الجبهة في فترة غيابه للوقوف أمام مستجدات الصراع وتداعياته وانعكاساتها على الوضع الداخلي للجبهة الوطنية وبالأخص خطر تجاهل قضية شعبنا الوطنية وثورته التحررية وتضحياته الجسيمة وللوقوف أمام مستوى تنفيذ القرارات وتعزيز نشاط الجبهة الداخلي . واتخذ المجتمعون جملة من القرارات بصددها للمعالجة وأصدروا بيانا سياسيا عن هذا الاجتماع فيما يلي نصه : إن الجبهة الوطنية لتحرير واستقلال الجنوب ادراكا منها بتعقيدات المشهد الراهن وتداعياته المختلفة تؤكد على موقفها الثابت من أهمية وضرورة بناء الحامل السياسي لقضية شعبنا الوطنية يجسد إرادة هذا الشعب المكافح ويعبر عن تطلعاته وحقه الشرعي والعادل في استعادة عزته وهويته وكرامته على أرضه في دولة مستقلة ذات سيادة على كامل ترابها الوطني بحدودها الدولية المعروفة ما قبل إعلان مايو 1990م ، وترى أن المدخل الصحيح لافراز قيادة جنوبية ومرجعية سياسية لن يتأتى إلا عبر مؤتمر وطني جنوبي تشارك فيه كل القوى المؤمنة بتحرير واستقلال الجنوب والملتزمة ببرنامج سياسي ومبادئ واضحة .. كما وأن الجبهة تدعم وتساند كل عمل يعيد حضور قضيتنا الوطنية إلى المشهد والمحددة بتحرير واستقلال الجنوب كقرار لا رجعة عنه.
وتؤكد الجبهة الوطنية حق شعبنا في شراكة حقيقية مع التحالف بحيث يكون شعبنا شريك في الخيارات والمصلحة وأن قرب أو بعد الموقف الإقليمي أو الدولي يحدده مواقف هذه الدول من قضية شعبنا الوطنية واستقلاله وحريته ، وفي الوقت نفسه تؤكد بأن التغني بوهم الدولة الاتحادية لم ولن يقبل فيه تحت أي ذريعة ناهيك عن فرض ما تسمى بمرجعيات الحل السياسي الثلاث المغيبة لقضية شعبنا عن المشهد .
إن التطورات الدراماتيكية التي عصفت بالمنطقة العربية ومن ضمنها وطننا الجنوب وثورته السلمية التحررية ، خلال عامين ونصف من الحرب التي فرضت أجندة صراع المصالح والنفوذ الإقليمي والدولي بأبعاده وأهدافه المعروفة مزيحة ثورة شعب الجنوب التحررية وتطلعاته في نيل حريته واستقلاله ، إلى هامش المشهد برغم المآثر البطولية وملاحم النصر التي اجترحتها المقاومة الوطنية الباسلة في زمن قياسي مسترخصة الدماء والأرواح في سبيل الخلاص من احتلال همجي تدميري بغيض .
وبناء على ما سلف ترى الجبهة الوطنية لتحرير واستقلال الجنوب أهمية بل وضرورة إدراك تحديات المرحلة التي أهمها : 1 ) ضرورة فهم ودراسة مجمل التغيرات التي انتجتها الحرب أو صاغتها إرادة قوى الحرب الإقليمية ، لإجهاض المضمون السياسي التحرري لثورة شعب الجنوب العادلة بالحاقها القسري بطرف من قوى الاحتلال المتصارعة على السلطة والثروة وهو ماحدث .
2 ) التعاطي السياسي الواقعي مع تحدي احتواء المقاومة الوطنية الجنوبية وافراغها من محتواها كقوة عسكرية تحررية وما صاحب ذالك من شرذمة لصفوفها ، وتشكيل قوى عسكرية موازية ، وتقييد حرية حركتها بحجب الموارد المالية الجنوبية وربطها بالممول والداعم العسكري - الحليف المعروف .
3 ) هيمنة سلطات حكومة ماتسمى ب(الشرعية) على القرار السياسي والعسكري وعلى الموارد المالية.....الخ. 4 ) التفكير باستراتيجية مواجهة تلك التحديات والمواءمة بين بناء علاقة مصلحة متبادلة مع التحالف العربي وكسب الإقرار - باتباع كل وسائل فرضت -باستقلالية قضية شعب الجنوب عن قضية صراع قوى الاحتلال .. 5 ) الاقرار الواعي من قبل الجميع بأهمية توزيع وتبادل الأدوار كتكتيك استرتيجي ، لمواجهة جملة المخاطر والتحديات المعقدة والمتشابكة ومفارقاتها الرهيبة .. وبخصوص موقف الجبهة الوطنية من المجلس الانتقالي فإنها إذ تحفظت على آلية تشكيله ، فإن الأصل في ذلك هو تمسك الجبهة الوطنية بالوضوح والشفافية بشأن رؤية المجلس الانتقالي السياسية وبنيته التنظيمية ، وبخصوص انتحال صفة الجبهة من قبل البعض فقد صدر بيان سياسي عن قيادة الجبهة في 16 مايو 2017م واتخذت عقوبة الفصل بحق د خالد حبيب لمخالفته اللائحة الداخلية للجبهة والأطر التنظيمية والخط السياسي العام للجبهة كما صدر تصريح صحفي عن رئيس الجبهة الأستاذ محمد علي شايف من القاهرة في 8 يونيو 2017م بهذا الصدد ، وترى الجبهة بأن من ينبري لتحمل مسؤلية توحيد إرادة شعب الجنوب ويعبر عن تطلعاته ، لا يمكن أن يعمل في هذه المرحلة الشديدة التعقيد على التفكيك لمكونات تحرير واستقلال الجنوب أو استقطاب أفراد لينوبوا عن هذه المكونات كما هو حاصل من قبل قيادة المجلس الانتقالي باللقاء مع من اتخذت بحقه عقوبة الفصل من الجبهة الوطنية لينصبه رئيس المجلس الانتقالي السيد عيدروس الزبيدي ممثلا للجبهة .
كما تؤكد الجبهة الوطنية موقفها الثابت عن مايشاع عن عقد جلسة لما يسمى مجلس النواب اليمني المزور الذي انتهت فترته ولم يعد يملك أي شرعية أو شعبية وتؤكد الجبهة الوطنية رفضها الكامل لهذا الأمر الخطير الذي يراد منه سرقة انتصارات وتضحيات ومستقبل الجنوب بغض النظر عما إذا سيعقد داخل الجنوب أو خارجه فالمبدأ واحد ، والجبهة الوطنية لتحرير واستقلال الجنوب تكرر دعوتها في هذا السياق جميع قوى التحرير والاستقلال وكل شرفاء الجنوب إلى إصدار البيانات ورفع الصوت عاليا ورفضا لهذا المجلس وحتى لا يعتبر السكوت علامة الرضا .
المجد كل المجد للشهداء الأبرار الحرية للأسرى والشفاء للجرحى .. وإنها لثورة حتى النصر بإذن الله . صادر عن : الجبهة الوطنية لتحرير واستقلال الجنوب .. عدن 19 أغسطس 2017م