شهدت ساحة عروض خور مكسر بعاصمة دولة الجنوب عدن صباح ومساء اليوم الأربعاء 18مارس تظاهرات شعبية حاشدة ومهرجاني خطابي حاشد شارك فيه عشرات الألاف من ابناء محافظات الجنوب واطلق عليها فعالية (القرار قرارنا) رفضا لتحويل الجنوب وعاصمته السياسية عدن الى ساحة لصراعات القوى والاجنحة المتصارعة في صنعاء ونقل وتغذية نشاطها الى الجنوب لمحاولة خلط الاوراق في الجنوب ولاستهداف ثورته السلمية التحررية والزج بالجنوب وعاصمته عدن في صراع طائفي ومذهبي . حيث جابت مسيرات حاشدة منذ ساعات الصباح بشوارع خور مكسر مرددين الشعارات والعبارات الثورية المطالبة بالتحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب حتى موعد الفعالية الرسمية عصر اليوم الذي توافد اليها ابناء الجنوب من كل حدب وصوب الى الساحة حيث القيت فيها القصائد الشعرية من قبل شعراء الثورة الجنوبية ثم بكلمة لجنة الشهيد خالد الجنيدي للتصعيد الثوري الميداني القاها شلال علي شايع رئيس اللجنة حيا فيها صمود وتضحيات شعب الجنوب الصامد والمرابط في ساحات وميادين الشرف والبطولة مقدما التضحيات الغالية فداء لهذا الوطن وثورته التحررية في سبيل تحرير واستقلال الجنوب مؤكدا على مواصلة التصعيد الثوري الميداني وافشال كافة المؤامرات التي تستهدف ثورة شعب الجنوب من خلال محاولة رموز واجنحة نظام (..) اليمني نقل صراعاتها الى الجنوب رافضا اي مشاريع منتقصة وفي مقدمتها اقلمة الجنوب والفيدرالية الذي اعتبرها بانها حلول منتقصة سوف يرفضها ويفشلها شعب الجنوب لانها لا تلبي الى طموح وتضحيات وهدف شعب الجنوب في الحرية والاستقلال الناجز لدولة الجنوب الذي يحاول النظام اليمني تمريرها في الجنوب ،داعيا الاممالمتحدة ودول الخليج العربي والجامعة العربية الى احترام إرادة شعب الجنوب وتطلعاته وحقه المشروع في تحرير واستقلال دولته المستقلة وعاصمته عدن . اعقبها كلمة رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري الدكتور صالح يحيى سعيد اكد فيها مواصلة التصعيد الثوري ومجددا العهد والوفاء للشهداء والسير على دربهم حتى نيل الحرية والاستقلال . تلت ذلك كلمة أنور اسماعيل رئيس اتحاد شباب الجنوب بالعاصمة عدن اكد ان شعب الجنوب سوف يواصل نضاله حتى تحقيق استقلاله واستعادة دولته ويرفض اي مشاريع منتقصة من حق شعب الجنوب الذي قدم قوافل من الشهداء والجرحى في سبيل تحرير واستقلال الجنوب وطرد المحتل من ارض الجنوب . كما تخلل الفعالية العديد من الكلمات والقصائد الشعرية المعبرة عن تمسك شعب الجنوب بإرادته الصلبه حتى نيل الحرية والاستقلال . بعد ذلك انطلقت الجماهير بمسيرة كبرى صوب مطار عدن الدولي عقب قراءة البيان الختامي للفعالية والذي جاء فيه : قال تعالى(( والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون)) صدق الله العظيم يا شعب الجنوب الابي : ايها الثوار الاحرار داخل وطننا المحتل وفي الشتات لقد شهدت الساحة النضالية في الجنوب العربي المحتل وفي المنطقة احداث كثيرة منذ مليونيه "القرار قرارنا" رفضا للاحتلال اليمني وللمشاركة في فخ حواره ، الذي استوعب شعب الجنوب الثائر ليس خطره السياسي والقانوني على قضيته وهويته وحسب ، بل واثبتت الايام صواب رؤيته في ان لا مخرج لازمة سلطة الاحتلال ، الا بالاعتراف السياسي بحق شعب الجنوب الشرعي والعادل , في نيل حريته واستقلاله وسيادته على ترابه الوطني في دولة مستقلة كاملة السيادة , وليس بتجاهله أو بتزوير إرادته. وها نحن اليوم أيها الثوار البواسل نشاهد ونعيش تلك الحقيقة في الأحداث الدراماتيكية و التطورات العاصفة المتسارعة وتداعياتها التي أفضت إلى انهيار وتصدع سلطة الاحتلال وسقوطها في فراغ دستوري تتنازع الشرعية فيه اطراف الصراع على السلطة والنفوذ و الثروة ، وصوت معلن لفنطازيا الدولة المدنية ، وسقوط ما تسمى بمخرجات الحوار لأن البناء على الباطل لا يحصد إلا الخراب .. شعب الجنوب يأمل من اشقائنا العرب ودول الخليج على وجه الخصوص ان يكونوا قد استوعبوا هذه الحقائق وبان لب المشكلة يكمن في القضية الجنوبية قضية احتلال الجنوب في صيف حرب 1994م ونهب ثرواته وتشريد وتهميش وابادة شعبه ، وبان الحل يكمن في الاقرار بحق شعب الجنوب الشرعي والقانوني والسياسي في التحرير والاستقلال وسيادته الكاملة على ارضه . مما لاشك فيه , بإن تطورات صراع مراكز وقوى الاحتلال وما آلت إليه لها انعكاساتها وتداعياتها على ثورة شعب الجنوب وقضيته العادلة , حيث أفضت إلى استغلال الفراغ السياسي و التنظيمي في ساحة ثورتنا من قبل ركائز وسلطات الاحتلال الأمنية والإدارية والعسكرية في جنوبنا المحتل , لتحدث حالة من الإرباك و الغموض, وتعدد الأفهام إزاء التعاطي مع المستجدات غير المتوقعة وغير المحسوبة . ولذلك فإن ثورة شعبنا التحررية تقف اليوم امام تحدِ جديد عبر عنه عنوانها الثوري الواضح "الجنوب دولتنا وعدن عاصمتنا "مستوعبة معادلة الصراع الراهنة مع الاحتلال , إذ ان استيعاب وإدراك التطورات والمتغيرات الجديدة على صعيد انهيار سلطة الاحتلال وتداعياته على ثورة شعبنا لا يلغي استمرار الثورة , بل وتصعيدها وتنويع أساليبها النضالية السلمية وإعادة وهجها وحضورها السياسي والاعلامي والميداني بشعاراتها وعلمها وهدفها الذي قدم شعبنا آلاف الشهداء وعشرات الاف الجرحى في سبيله , وذلك بالتزامن مع استثمار وتوظيف المتغيرات لخدمة ثورتنا وانتصار قضيتنا داخلياً وخارجياً , وعدم الانشغال بما تضخه ماكينة إعلام الاحتلال وسط الثورة لتضليل وارباك الوعي الجمعي الجنوبي.. أيها الثوار.. أيها المرابطون في ساحات وميادين الثورة.. 1- تصدر سلطات الاحتلال للمشهد في جنوبنا المحتل سياسياً واعلامياً, ويتجلى خطر هذا التحدي في: أ- التحدث باسم الجنوب: الأرض والشعب كطرف في صراع أجنحة سلطة الاحتلال المتصدعة ب- تجاهل وتغييب صوت شعب الجنوب وثورته السلمية التحررية , مع بروز حالة صمت وتراخي وسط الثورة يعزز هذا الخطر ويربك جماهير الثورة. 2- تحويل الجنوب إلى منطلق لفرض ما لم يعد ممكنناً , أي مخرجات الحوار بفرض الأقلمة على الجنوب كأمر واقع.
3- تفكيك لُحمة شعب الجنوب الثائر عبر الوسائل والطرق المعروفة لشعب الجنوب . 4- حرف مسار ثورة شعب الجنوب عن خطها التحرري عبر مسارين: إما حشد شعب الجنوب كطرف في صراع قوى واجنحة الاحتلال المتصارعة , وإما الزج به في صراع طائفي أو مذهبي, وهما خطران يستهدفان: أ- إفراغ ثورة شعب الجنوب من مضامينها ليفضي إلى وأد قضية شعب الجنوب و إهدار تضحياته ب- صرف الأنظار إلى احتلال قادم من الحدود وكأن الجنوب قد نال استقلاله من الاحتلال المفروض عليه بالقوة منذ 20 عاماً إلى اليوم, وهو ما يعني : ج- الإقرار الضمني والصريح با سقاط الحقيقة الكارثية في أن الجنوب: الأرض والإنسان بأن الوضع المفروض عليه منذ 1994م إلى اليوم ليس احتلالاً أي شرعنه الاحتلال مجاناً.
5- وبإعلان عاصمة دولة الجنوب عدن عاصمة بديلة لعاصمة الاحتلال صنعاء , وبإعلان صنعاء عاصمة محتلة في مفارقة رهيبة تستخف بالعقل الجنوبي الجمعي 'فإن المخاطر المحدقة بثورتنا السلمية التحررية وبقضية شعبنا أخذت منحى اشد خطورة لأن هذا الإجراء الاكراهي المتجاهل لحقيقة إن عدن وكل الجنوب تحت الاحتلال بالفعل له مخاطر أشد لعل من أبرزها : أ- نقل نشاط قوى الاحتلال الخاسرة في صنعاء إلى عاصمتنا عدن لتغذية ولتعزيز المخاطر الآنفة الذكر. ب-إعادة انتاج سلطة الاحتلال المنهارة لتثبيت الاحتلال على الجنوب الأرض والشعب. ج- تحويل عاصمتنا عدن إلى مركز مواجهة لصراع أجنحة الاحتلال المتصارعة ومن خلفها صراع مصالح واجندة الخارج الإقليمي والدولي , حيث سيكون الجنوب ساحة حرب وقودها شعب الجنوب دون مصلحة له فيها . د- القيام بحملة ارهاب سياسي و إعلامي وسط الجماهير تضع ثورة شعب الجنوب بين مطرقة وسندان طرفي الصراع على السلطة و النفوذ بهدف إضعاف الثورة ومن ثم احتوائها وخنقها. .وهو ما يستلزم إدراك خطر التعاطي مع هذا الفخ القاتل. أيها الثوار الحاملين الأمانة عن الشهداء الأبرار فلنستنهض الهمم والإرادة الواعية لإسقاط رهانات احتواء ثورتنا واغتيال تطلعات شعبنا في التحرير والاستقلال و السيادة على أرضه كباقي شعوب الارض. ثورتنا واضحة الأهداف قدمت أغلى التضحيات للخلاص من الاحتلال بكافة أشكاله وصوره وقواه وبأعلى صوت يعلن شعب الجنوب الثائر: • لا لإعلان عاصمة الجنوب "عدن" عاصمة للإحتلال اليمني البربري. • الجنوب بحدوده الدولية المعترف بها إلى ما قبل 22مايو1990م أرضنا • وعدن الباسلة عاصمة دولتنا الوطنية المستقلة • نعم للتحرير والاستقلال ولا وألف كلا للفيدرالية تحت أي مسمى أو ذريعة. • وفي الاخير فان شعب الجنوب يناشد المجتمع الدولي ممثلا بالأمم المتحدة والوطن العربي ممثلا بجامعة الدول العربية ودول الخليج العربي ممثلة بمجلس التعاون الخليجي ان يحترموا ارادة شعب الجنوب وتطلعاته وحقة في تحرير ارضه ونيل استقلاله وسيادته على ترابه الوطني في دولة مستقلة كاملة السيادة. المجد والخلود والجنة للشهداء الأبرار.. الشفاء للجرحى .. والحرية للأسرى.. وأنها لثورة حتى النصر..