محسن والحوثي يرون في الجنوب غنيمة وكنز لا يجب التفريط فيه وهم اشبه برجل طماع ولكنه طماع غبي دخل الى كهف مليء بالكنوز ورغم انه اخرج منه الكثير الا انه يريد المزيد وفي الوقت الذي كانت فيه صخرة تتجه لإغلاق الكهف كان تفكيره في الكنوز وبهذا فأن الطمع والغباء قاده للموت والهلاك ولم تفده لا الكنوز التي حوله وتحولت الى جحيم ولا الكنوز التي اخرجها وكان بإمكانه ان يتنعم بها لو لا غبائه . صالح لا يقل عنهم طمع في الجنوب ويريد ويسعى بكل الوسائل للمزيد من ثرواته ولكنه طماع ذكي حين يرى الصخرة تقترب من الانقضاض عليه سيفكر في الخطر وفي النجاة وفي التنعم بتلك الكنوز التي اخرجها . صالح ليس رجل سلام لكنه اكثر من يمكنه التعامل مع الجنوب كأمر واقع والسعي للشراكة مع الجنوبيين ليس حباً فيهم وانما حفاظاً على مصالحه وارى انه سيكون السباق في ادراك هذا الواقع بخلاف الشرعية وهادي الذي يسعون خلف الوهم وبعيداً عن الواقع ويرون انهم موعودن بالهيمنة الكامله وهم اكثر تصديقاً لكذبة صالح من صالح نفسه . يدرك صالح انه هو من صنع اكذوبة ان الجنوب ملك للشمال وان الشمال فقير وتايه من غير الجنوب وكان تعامله ونهجه في الجنوب يوحي بانه يرى في الجنوب فرصة يجب استغلالها قبل ان يعود الحق لاهله . لهذا حين يتيقن ان لا عوده له للجنوب سيتعامل مع ذلك كضرورة حفاظاً على مصالحه وحكمه ولهذا اتجه لترسيم الحدود مع كل جيرانه ليتفرغ للسيطرة على الداخل وهذا ما سيتجه له بالفعل مع الجنوبيين . صالح الذي خسر الكثير ولا يزال يخسر وكانت الحرب رادع له وهناك عقوبات و مخاطر تهدد عائلته وممتلكاته وثروته ولا يتقبل أي احتمال يخرجه عن السلطة والمعادلة يمكن الاتفاق معه على تسوية تضمن الانتصار الذي تحقق للجنوبيين ودول التحالف اما الحوثيين ينطلقون من معتقد لا حسابات سياسية ويرون في الحرب مكسب ومصابين بالغرور وانفتحت شهيتهم لأطماع اكبر وهم جماعة منتحرة ترى في كل الضغوط درس كربلائي يعلمهم اياه الحسين ولا مانع عندهم من العودة الى الكهف . لا مطامع للجنوبيين في الشمال ولا حكم الشمال ومن مصلحة جيران الشمال ان يكون شمال مستقر وفي الشمال ثلاث قوى لا رابع لها وان لم تحكم احدى تلك القوى فالبديل الفراغ والا دوله وتتمثل تلك القوى في الاصلاح الذي يقوم على فكر الاخوان التوسعي ومن جهة اخرى الحوثيين ويمثلون المشروع الايراني المهدد لكل جيران الشمال ولم يعد الحوثيين ورقة بيد صالح بل قوة تهدد صالح نفسه بعد ان خسر الكثير واستفادت الجماعة من الا دوله ولهذا السبب اعتقد ان التحالف تجنب استهداف صالح لكون ذلك سيحسب للحوثيين ويمكنهم فيما بالإمكان الاستفادة من صالح وانشاء تحالف مستقبلي وهذا ما نرى انه ينفذ الان فصالح القوة الثالثة وافضل السيئين ويمكن ان يعود التحالف معه على نفس قاعدة المصالح فهو ايضاً يحتاج لهذا التحالف . عودة التحالف مع صالح لا يعني هزيمة التحالف فعودة الجنوب كحليف يحفظ التوازن وبما يمثله من مقومات وموقع ومساحة يتم ابعادها عن أي خطر من صنعاء كل ذلك يعد انتصار استراتيجي لدول التحالف ويضاف للكثير من المكاسب .