كتب / راجح العمري هذه ليست أبيات شعرية تهداء لشخص أو رساله تبعثها للصديق او منشور يكتب على مواقع التواصل الاجتماعي… هذه كلمات هزة وجداني ومشاعري وأعادت بي أيام إلى الوراء .. في البداية كانت القصة مساء يوم الاثنين عندما كنت في أنشغال متواصل لاخر المستجدات على الساحة المحلية وتركيز دائم في تلقي اخبار المراسلين ونشرها في موقعي والذي أشغل فيه مدير التحرير .. عمومآ إذا برقم مجهول يراسلني على الواتساب يسألني هل انت صحفي؟ اجبته نعم . مالذي عندك؟ أجابني بحرقه معاك أم جريح .. قلت لها تفضلي قولي مالديك؟ قالت : يا ابني ايش اقولك وايش اشتكي لك غير اني تحملت الكثير وصبرت حتى فاق الصبر عن حدوده ولم أستطيع بمقدوري التحمل لما يحدث لأبني .. سئلتها خبريني ايش عنده ابنك ؟ أجابتني أبني شاب لم يكتمل عمرة ال18 سنه ومازال في الثانوية العامة أبوه ردفاني الاصل واني عدنية كنت أشتغل في مسقف بأحد المدراس بالمنصورة وكان هو مشروعي وكل ما املك كنت أصرف فيه على عائلتي وكان بمقدورنا الاستقناء عن اي مرتب او مساعدات من احد علمآ ان زوجي لم يستطيع العمل بسبب حالته الصحية بعت كل ما املك وما بحوزتي ومشروعي انتهى وأنتهت الآمال والاحلام التي كنت اطمح لها ولم يتبقى معنا شي .. قلت لها : متئ اصيب ابنك واين نقل وماهي حالته الصحية الأن؟ أجابتني أبني كان أحد الشباب المقاتلين الذي واجهوا الحوثي وصالح في عدن وكان لايبرح مكان الا وهو مشارك مع اخوانه في الجبهات ولكن شاءت الاقدار وأصيب في رمضان من العام 2015م المنصرم بعد ان قامت المليشيات بالضرب بقذائف الهاون على منازل المواطنيين في مدينة المنصورة حيث كان مدوام على نقطة تبع المقاومة لتستقر شضيه في رقبته قمت بنقله إلى مستشفى 22 مايو استمر بالعلاج أشهر حيث طالبوا الاطباء بسرعة نقله إلى الخارج ولكن للاسف لم استطيع ان أسافر فيه الخارج ولم أحصل على اي مساعدات ولدي ملف كامل بعلاجه وسلمت المبلغ من عندي والجمعيات والمنظمات وووو ولم أسمع عنها غير بمواقع التواصل الاجتماعي غير على الواقع عكس مما نشاهده .. قلت لها : يا والدة مالذي منعك من أن يكون ابنك من ضمن كشوفات الجرحى ويستلم مرتب كغيره من جرحى حرب المليشيا؟ والدة الجريح…. يا راجح اني حرمة ليس بمقدوري ان اقوم بمتابعة فلان بن زعطان او معي مصلحة مع احد أني مسكينة لا املك من الحياه غير مسقفي وابني وزوجي فقط لم أشكي بمحنتي لاحد غير الله لان الشكوه يأبني لغير الله مذلة .. سألتها .. الحكومة وعبر وكلائها ودول التحالف وعبر الهلال والمقاومة قامت بمساعدة كثير من الجرحى ومنهم من سافر على نفقتهم ؟ أجابتني بصوت حرقة أني طالبت بحق ابني فقط من ان يعود كما كان قبل اصابته وملف ابني لم يخفى مكان الأ وذهبت أليه دون فائدة لاني لست من بلاد فلان او علان أو لاني لست ممن تربطني بمصلحه مع القيادي الفلاني .. كان اخر سؤال لي وليس لأنتهاء محادثتي معها وقت حيث كان الحديث طويلآ ونظرآ لضيق الوقت حاولت اختصاره في هذا المنشور .. يا والدة كلمه اخيرة تود. قولها سوى عبر الصحافه او توجهيها لمن لديهم القرار ؟ والدة الجريح : لن اقول شي لهم .. غير الدعاء بالستر والعافية و لاغفر الله لمن أكل مساعدات من قاتلوا وقدموا دمائهم رخيصه من اجل الوطن وقوبلوا بالاقصاء والتعند وأخذ كل حقوقهم بعلم قيادات المقاومة والحكومة ولم أطالب في شي غير حقوق ابني ومساعدتي في تعويض ماخسرت في علاجة بحيث اني لم املك غير الستر والعافية من رب العباد ومصدر رزقنا الذي كنا نعول عليه بعته لعلاج ابني لأن اعظم مافي الوجود هي عافية الشخص ولو كانت كل الاموال الدنيا موجودة .. العافية لم تجدها غير بالتفاؤل بأن القادم أجمل وأن الله لا يخيب الآمال .. أظن هذه الكلمات والقصة التي دارت مع هذه الأم والذي ابنها احد جرحى حرب المليشيا على الجنوب كنت قد حاولت ان أعمل لها مناشدة ورفضت ذلك بداعي الخصوصية ونظرآ لحساسية الموضوع والتلاعب في ملف الجرحى وتقديم شكوى لي عبر الخاص من عدد كبير من أمهات الجرحى طالبين مني نقل هذه المعاناه لكل من لديه قرار بهذا الملف الذي اصبحت الأسر لم تجد شي من المساعدات التي يعلن عنها بالإعلام ولم يصلهم شيء بل البعض منهم باعوا كل مايمتلكونه من اجل علاج ابنائهم .. أمل ان يصل منشوري إلى من لديه القرار وان تكون الخطوات الملموسة يتبعها عمل على الارض لنقدم اقل واجب ان نعمله لمن وهبوا حياتهم ودمائهم رخيصه من اجل الوطن .. انوه بأن لمن لديه المقدرة على مساعدة هذه الاسرة عليه التواصل معهم على الرقم 733218880 .. الصورة للجريح الذي طلبت مني عدم ذكر اسمه او اظهار صورته على العامة ..