وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة انتقادا شديدا للقضاء الأميركي لاتهامه وزيرا تركيا أسبق على خلفية خرقه الحظر على إيران، منددا بما اعتبره قرارا "سياسيا اتخذ ضد تركيا". وقال أردوغان في مؤتمر صحافي في اسطنبول قبل أن يغادر إلى كازاخستان "هذه الاجراءات سياسية بالكامل"، مضيفا "أقول بوضوح شديد: بالنسبة إلي هذا الاجراء هو اجراء اتخذ ضد الدولة التركية". وأضاف "على الولاياتالمتحدة أن تعود عن هذا القرار وآمل أن تتاح لنا فرصة مناقشته حين اتوجه الى نيويورك" للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في 18 سبتمبر/ايلول. ووجهت السلطات الأميركية الأربعاء إلى تسعة أشخاص من بينهم ثمانية أتراك أحدهم وزير أسبق للاقتصاد تهمة اجراء صفقات بمئات ملايين الدولارات لحساب إيران ومؤسسات إيرانية. وأعلنت وزارة العدل الأميركية أن المتهمين انتهكوا الحظر المفروض على إيران عند قيامهم بهذه الصفقات. وتابعت أن محمد ظافر شاغليان (59 عاما) الذي كان وزيرا للاقتصاد وسليمان اصلان (47 عاما) ولاوند بلقان (56 عاما) وعبدالله حباني (42 عاما) المسؤولين في مصرف البنك التركي-1 الحكومي قاموا ب"تبييض" أموال عائدة لإيران "لقاء رشى بملايين الدولارات". وتأتي هذه القضية على خلفية تدهور العلاقات بين واشنطنوأنقرة منذ عدة أشهر على خلفية الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية. وتفاقم التوتر بين البلدين حين زودت واشنطن الوحدات الكردية بالمزيد من الاسلحة المتطورة في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية. كما يصر أردوغان على ضرورة أن تسلم الولاياتالمتحدة الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب في يوليو/تموز 2016. وتصاعد استياء أنقرة مع توجيه القضاء الأميركي أخيرا اتهاما إلى مرافقين لأردوغان من حراسه الشخصيين خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة يشتبه بأنهم تعرضوا بالضرب لمتظاهرين موالين للأكراد في واشنطن. وقال الرئيس التركي الجمعة مخاطبا الولاياتالمتحدة "قد تكونون بلدا كبيرا، لكن أن تكونوا بلدا عادلا فهي قضية أخرى". وأصبح أردوغان في الفترة الأخيرة كثير الظهور وكثف من خطاباته التصعيدية ضد الغرب، فيما يعتقد محللون أنها محاولة لزيادة رصيده الشعبي تحضيرا لاستحقاقات انتخابية قادمة. وأشاروا إلى أنه بدأ حملة انتخابية سابقة لأوانها وأن كثرة حضوره الاعلامي وفي الساحات العامة لا تخلو من حسابات سياسية. ولاحظوا أيضا أنه بات يعتمد إلى حد كبير على هذا التكتيك بعد أن حملة الاستفتاء الأخير على توسيع صلاحياته. وأوضحوا أن تأجيجه للأزمة مع ألمانيا وقبلها مع الاتحاد الأوروبي تدخل في سياق الدعاية ومحاولات أن يظهر بطولات مزعومة في مواجهة الانتقادات الغربية لممارساته وانتهاكاته لحقوق الانسان.س