بالامس القريب كانت شبوة وقبلها عدن والمكلا ولحج ويافع وغيرها ، واليوم ابين ، هكذا ترسم اللوحة كاملة، فالأمن ياسادتي اولوية قصوى، تفوق التنمية، وتتقدم على الخدمات، كيف لا والأمن في شريعتنا سابق للايمان. ولاننا عشنا فترات تخبط طويلة، اختلط فيها الحق بالباطل وزين الدجل بجمال الحق ، كان لزاما" علينا ان نقول كلمة ترضي ضمائرنا بعد رضى الله. كان لزاما" علينا ان نتحمل الاتهام بالانبطاح بل والتلميح باننا نقول ذلك في سبيل التجارة والتربح، فاغلب الساحة اصبحت تدار هكذا ، هاجم لتربح، امدح لتربح ، انتقد ليلتفتوا اليك لا لكي تبني وتصوب . والفضل كل الفضل للمال السياسي وفضاء التواصل الاجتماعي غير المنضبط بقانون ولا اعراف ، فضلا" عما احدثوه دخيلي الاعلام ومن سار على نهجهم من نكبات كارثية بحق الوعي المجتمعي. نقولها والله شاهد علينا كفى جحودا" بحق الامارات .. فما هذا الجزاء ... يامن تطبخون الكذب وتروجوه للعامة مستغلين ترفع ابنائها عن الرد، وانغماسها ومن معها بالهم الامني والعسكري. كم كان مجديا" لو ساعدتموها ووضعتم ايديكم على يدها بدلا" من الوقت الطويل الذي قضيتموه بتشويهها، وخلق الاكاذيب حولها او اقتناص اخطائها وتهويل ذلك للمواطن دون تبيان للاسباب او حتى ذكر لما يحدث خلف الابواب المغلقة. اليوم يتكرر المشهد بنسخته الاخيرة، اليوم تحرر ابين الشامخة بخطوات هادئة ومتريثة من هيمنة الجماعات المتطرفة التي جثمت على انفاسها وكانت دوما" ما تراقب عدن بعين المقتنص للانفلات الامني فتهجم عليها كفريسة" لمفترس . مانفع التنمية والخدمات ياسادتي وهنالك من يترقب للانقضاض عليها وتدميرها، ومافائدة امن عدن وعمقها يعج بذئاب جائعة تنتظر لحظة عجز تتمكن من خلالها؟ وما فائدة اعمار واحتماليات العودة لحروب عبثيه قائمة بنسب كبيره؟ اكتب اليوم كمواطن ذاق الحرب والانفلات والخوف والقهر، مثلما ذاق الاكتواء بنار الصيف والكهرباء وطوابير البترول وانتظار تعبئة المياه، ولكنني لو خيرت بين تثبيت الامن والخدمات لاخترت الامن قبل اي شئ ، كيف لا ورب العالمين اقرنه في الذكر بالطعام الذي يحيى به الانسان حين قال: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ*الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) من خط طريقنا منذ التحرير حتى وصولنا لهذا اليوم الذي كان ضربا" من خيال لن يألوا جهدا" في بذل جهود مضاعفه لتحسين الخدمات والمعيشة بعده الانتهاء من تثبيت الهدف الاسمى والاهم. لا اقول ان الامور ستحل بعصا" سحرية، ولكني اقول ان الوقت الذي ستأخذه التنمية بشكلها الاهم اقل طولا" من الوقت الذي تطلب لتنفيذ خطة اقتلاع الارهاب من الجنوب . اقولها بكل صدق شكرا" لدولة الامارات العربية المتحدة قيادة وحكومة وشعبا" فلولا الله ثم صبركم وتخطيطكم وتنفيذ رجالنا ورجالكم لما تمكنا من هذا اليوم العظيم. اقولها كذلك لسفهاء قومنا من فاقدي المصالح او المتمصلحين على رزق من اوجعتهم الامارات بخط سيرها او حتى اولئك المنجرين خلف الحجم الكبير من التشويه اللا اخلاقي بحق هذه الدولة الحليفة استراتيجيا" ، كفى لعب بنار الكذب وبعقول العامه ، قريبا" سيظهر الحق جليا" وسيفهم العامة مادار في المراحل السابقة، والتاريخ لن يرحم احد. اقولها بكل صدق للمواطن في عدن، كف اذانك عما يروج فوالله ماهم الا لاعبين على اوتار المشاعر مستثمرين حاجتك لبقاء مصالحهم التي فيما لو بقيت لاقدر الله ستكون انت اول النادمين واول المنذلين. لانقول ذلك تمجيدا" منا للمدح ورفضا" للانتقاد ، فمن اراد ان ينتقد افعال الامارات فلينتقد للبناء عله يصوب ويكن من الناصحين ، ولكن لاتكونوا جاحدين، فشتان بين النقد والتشويه الجاحد. (رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِر)، اقولها في حق دولة الإمارات العربية المتحدة والله خير الشاهدين.