في البداية نستذكر التاريخ ونتامل في ماضيه القريب فبعد نواح الامهات بعد دموع الاباء بعد بكاء الاخوه بعد انين الاخوات بعد جراح من الالم وقصص من المآسي بعد عبر ودروس بعد فراق واشتياق ، وبعد مرور اكثر من سنتين على انتهاء الحرب في المناطق الجنوبية بعد التحرير الشبه الكامل للاراضي الجنوبية ، بعد الارادة الصلبه والنية الصادقه في تحرير الارض التي انجبت ، والارض التي رعرعت ، والارض التي دفنت كل غالي . حيث تداعا ابناء الجنوب كجسد واحد كسد منيع وحصن عظيم لم تستطع جحافل الغزاه على اختراقه والوصل إلى اهدافهم التي كانت تكاد تكون تحققت بالسيطره على الارض وعلى كل مقومات الدوله في الجنوب بعد سيطرتهم عليها في صنعاء . ففي الوقت الذي صمدت فيها لحج قرابة السبعون يوم كانت مدينة الصمود ضالع العز تقاوم بالاسلحة الخفيفة بالرغم من الاساليب القذره التي كانت تستخدم من المليشيا الحوثية في قصف المنازل السكنية إلى انها لم تجدي نفعاً في تسلق جبل دار الحيد ، فقد صمدت تلك المدينة الباسلة ولم تنهار إلى يوم تحريرها . وفي الطرف الاخر كانت هناك ابين تثأر لاخواتها في جبهات عده تساندها شبوة الشموخ جميعهم كجسد واحد يتماسكون لدحر الغزاه ، وفي المدينة القائمة على سفح بركان العاصمة عدن التي كانت مدينة السلام والتحضر فتاريخها كفيل بتعريفها للقاصي والداني فقد كانت يوصف شبابها تارةً بانهم الشباب الذي يجلسون على اركان الحارات وفي شوارعها فقط لتناول القات او مضغ التمبل ، وتارةً اخرى بانهم اولئك الشباب الذاهبين إلى مدارسهم وجامعاتهم وليس لهم سواها ، حيث انهم لم يوصفوا بانهم اهل السلاح او المعسكرات ، ولكن حين نادى المنادي من جبال العند العنيده في تاريخ 23 مارس 2015م بان المحتلين قد سيطروا على المناطق المحاذيه للمعسكر وانهم متجهون نحو عدن الحبيبة في تلك اللحظات العصيبه وتلك الايام المره تجرد المتعلم من قلمه وجالس الاركان ترك ركنه واتجهوا جميعهم للدفاع عن عدن بالرغم من قلة السلاح والرصاص إلى ان عزيمة الشباب سطرت اروع البطولات فكان يتناوب على البندقية الآليه عدة اشخاص ، وكان العمل من الجميع فكانت الامهات تعد الطعام وشباب الاحياء يذهبون بهم إلى اطراف المدينة الشمالية ، حيث كانت تسطر اروع الملاحم والبطولات . وكان الاطباء يقومون بواجبهم وكلً في مجاله واختصاصة تحررت تلك المدينة الباسلة وايضاً بمساعدة الاشقاء في التحالف العربي الذي قدموا كل ما بوسعهم من الدعم العسكري والمادي والمعنوي اثناء الحرب وبعدها . وبعد تلك الدروس التاريخية التي ستدرس في مدارسنا في التاريخ الحديث وتكتب الراويات ليقرأها الجيل الجديد ليستشعروا بحجم التضحيات الجسيمة والشجاعة والاقدام وكل الصفات الجميلة . تحررت ارضنا وتكون وتشكل جيشنا ولم يتبقى لنا شيئ من مقومات استعادة الدوله عدا الاتحاد الذي كان موجود اثناء الحرب فبعد الحرب كلً اتجه بعد مصلحته وتناسوا تلك الايام التي كانوا يتقاسموا رغيفها فقط لاجل المصالح والمكاسب تفرق الاخوه وتفرق القاده فقط لانهم لم يتحدوا لم يعلموا بل كان يحب ان يتيقنوا ان في الاتحاد قوه فلا الشرعية تستطيع ان تحاربهم بخدماتها ولا المليشيات بقواتها فالاتحاد في هذا الوقت واجب للجميع ، ولكن ان استمرينا على هذه الطريق ستطول طريقنا والتي نكاد نرى منها المجهول ولم نرى ما يبشرنا بمستقبل الدوله . طول هذه الفترة نأمل ان يلتف الجميع تحت قيادة واحدة واهداف الدوله المنشودة بعد كل هذه الفترة لا زالت جراحنا لم تندمل وذكرياتنا تسرح بنا إلى الماضي القريب نتذكر فيها من رحلوا ومن صمدوا ومن كان مختباً في بيته لياتي متنصباً بعد انتهاء الحرب كقائد ومحرر .. لعل الرسائل المتفرقه تصل إلى مسامع المختلفين فيتحدوا والسلام في الختام ..