عندما تهل علينا احتفالات سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر وديسمبر ويونيو ويوليو وفبراير ويناير ومارس واغسطس وأعياد الوطن لا أعلم هذه المعلومة اليمنية الرائعة التي صارت فيها كل السنه أعياد ومهرجانات..لا أعرف هل ينبغي أن تذرف الدموع أم تمتلئ الوجوه بالابتسامات والأفراح والليالي الملاح . في يوم سبتمبر تم اغتيال أبي وهو كان الراعي الوحيد لأخواني الصغار ويوفر لنا رغيف الخبز وبقينا حرارة الحياة ولهيبها. مات أبي في سبتمبر وفي الذكرى الخامسة لوفاته كنا فقراء نسكن في كوخ خشبي فتوجهت إلى جدار منزلنا أطالع أوراق التقويم الميلادي فناديت سبتمبر واكتوبر ونوفمبر ناديت أعياد الوحدة وأعياد الثورات وأعياد تخفيض الوقود إلى خمسمائة ريال ناريت أعياد الجرعات والسبتمبىيات والاكتوبريأت تأديتهم بوفرو طعام يومين ودواء لوالدتي التي كانت في الكوخ طريحة تشكو مرارات الألم ..بكيت ثم بكيت والتصقت بالجدار وتلونت حيطان شارعنا بدموعي فلم يأتي إلينا سبتمبر ولا أكتوبر فماتت أمي من شدة المرض. تكررت هذه الحالة ستون عاما فناديت سبتمبر وأكتوبر فرأيت في التلفزيون سياسيون هم وعائلتهم يحتفلون في سفارات أوروبا وامريكا والدول العربية يتناولون الطعام والمشروبات ويلبسون احلا الملبوسات والعطورات ويرتادون أفخم المحلات التجارية والفنادق ويصرفون الأموال الباهضة كل ذلك احتفالا بأعياد سبتمبر واكتوبر وأعياد الجرعات ثم عادت دموعي تنهمر وتساءلت يا الاهي لماذا أعيادهم السبتمبرية والاكتوبرية يوجد فيها حلوى وولائم وملابس وافراح وبطونهم ممتلئة حد الانتفاخ فيما أعيادنا أنا واخوتي فارغة حتى من رغيف خبز أو كوب من العصير لماذا أعيادنا محاصرة بالظلم والظلام والمرض وطوابير خلف الخدمات والمستشفيات والغاز والجوع.. قهرت وبكيت فناديت سبتمبر واكتوبر ونوفمبر ويونيو ومايو وارتميت أصرخ من شدة القهر والألم فلم يحتفل معي أحد ثم تضاعفت لي الدهشة والانزعاج وتساءلت يا الاهي ما هذا الكذب والخداع لماذا لزاما عليهم في أعيادهم السبتمبريه والاكتوبريه يصعدون الطائر ت والقطارات والسفن السياحية ويتجولون في العواصم الاوربية والعربية ويتسوحون بين عواصم العالم بينما في أعيادنا لزاما علينا نجمع الحطب والماء والمواطير ونصعد الجبال نازحين من قرية إلى قرية ومن وادي لوادي مشتتين مرهقين ووجوهنا واجسادنا شاحبة بينما الأعياد نفسها سبمتمبريه واكتوبريه ووحدويه وجرعاتيه ثم أريد أن أسأل هل الأعياد الوطنيه هي أعياد لملايين من الشعب حتى يبتهجون بليالي الإنس والسلام ويتذوقون احلا الوجبات والأطعمة أم هي فقط أعياد لأشخاص بعدد المئات وعائلاتهمِ.ِ. ااااه يا الاهي أريد أن احتفل يوما بأعياد الوطن وأتذوق قطعه من الحلوى مثلهم تماما يا سادتي أنهم يكذبون علينا ويصادرون قوتنا وثرواتنا وينهبوها باسم الأعياد ومهرجانات الوطن فعندما تقبل الأعياد يفتحون قنوات التلفاز ويطربونا بملاحم وأناشيد أيوب طارش والمرشري والعطروش هذا أن لم يتم فضل التيار بينما هم يستمتعون بأغاني لبنانيات وراقصات في المسارح ودور السينما والفنادق والجزر الساحرة تناقضات عجيبة وغريبة وغير منصفة هل الأعياد الوطنيه هي اغاني المرشدي وايوب طارش والعطروش وبرع برع يا ستعمار ويابلادي يابلادي هل هذه هي الأعياد ام هي الاحتفال بطريق أو مدرسه أو بمستشفا أو لتنمية ستون عاما الأعياد هي اغاني المرشدي ويابلادي فجرو آذاننا بالأعياد هذه بينما هم يفهمون جيدا كيف تكون أعيادهم السبتمبرية والاكتوبرية عسسسسسل مخلوط بسمن بلدي واعيادنا اغاني المرشدي وأيوب طارش مخلوطة بعذاب وانتكاسات عهر حزبي وسياسي نمبر ون يستخفوا بنا العيد الوطني هو عيد الشعب مش عيد النصب