كنت أتحدثُ، في الفيس بوك، مع صديقي الشاعر الأردني أمين الربيع عن الفنان أيوب طارش، فسألني عن صحته، وحمَّلني سلاماً إليه، فقلت له أنا من يحمِّلك السلام لأيوب، لأنه عندكم في مدينة الحسين الطبية بعمَّان.. أنهى أمين الربيع المحادثة بكلمة واحدة لينطلق من إربد إلى عمَّان لزيارة أيوب الذي يستمع لأغانيه كل يوم، ويطرب لصوته، ولم يأتِ المساء إلا وقد أنزل صورته في الفيس بوك وهو إلى جوار أيوب، وكتب كلاماً كثيراً وكبيراً يجعلك تترك دمعة كبيرة مكان التعليق، وتشعر أن الإعجاب بهذا الكلام هو أضعف الإيمان. التقيتُ هذا الشاعر الأردني قبل أشهر في طهران، في مهرجان ثقافي، وحين عرف أنني يمني اقترب مني وصافحني، وكان أول سؤال يسألني هو: هل معك أغانٍ لأيوب، وأعطاني الفلاش دون أن ينتظر ردي، ولم يتركني رغم تحجُّجي بأننا في حفل الافتتاح، ولا يصلح أن أفتح اللاب توب الآن.. يا لهذه المحبة التي تجعلني أشعر بزهو، وأشعر بحسرة فائقة في نفس الوقت. يا لهذا الفنان الذي يشبه اليمن تماماً، بل هو نبضة في قلب اليمن.. يجفوه القريب ويحتفي به البعيد.. كيف يذهب هذا الشاعر الأردني من إربد إلى عمَّان ليلتقي أيوب طارش ويسلِّم عليه، ويعود فرحاً لأنه التقط صورة بجواره!! أيوب الآن في مدينة الحسين الطبية، ماذا فعلت له الدولة؟ هل ساندته في محنته!! أم أنها نسيت من يكون أيوب وماذا قدَّم لهذا الوطن، وكيف أن أعيادنا الوطنية جرداء لو لم تورق بصوته، وأن نشيده الوطني هو أول أيقونة تعلمنا منها حب الوطن!!