عزيز الصلوي رحل اليوم الدكتور عبده شرف غالب، الرجل الذي أدين له بجميل لاتختصره كلمات وكان سندا لي في مرحلة مفصلية من حياتي. عرفت الدكتور عبده شرف عن قرب وتعاملت معه كثيرا ووجدته انسانا، ورجلا بسيطا وقامة علمية فريدة، تعملت منه كثيرا وطيلة سنوات كنت أًنس بالجلوس معه لما يملكه من الرؤية والعمق ما يجمع بين العقل الأكاديمي والبصيرة الإنسانية وفي اغلب مجالات العلم والفكر. قامة اكاديمية رصينة لم تنصفها الحكومات السابقة المتتالية، تعرض لكثير من التهميش ورفض كل المغريات لكنه ظل شامخا بفكره ومبادئه في وقت انحنى فيه كثيرون، كما لم تلتفت له سلطات هذا الزمن الرخيص، تركتوه يعاني على سرير المرض حتى الموت، جميعهم تجاهلوه بتعمد لأنهم يدركون أنه كان قيمة تربي أجيالآُٓ كيف يفكرون لا كيف يصفقون. عاش عزيزا وبسيطا وكبيرا بذاته وبفكره ومبادئه، ورحل اليوم دون انصاف كما يستحق. وداعا أيها الرجل الطيب العالم الاكاديمي ، والعزاء لنا جميعا، ولأفراد أسرته وفي المقدمة أولاده: وليد والدكتور هيكل ووديع وغسان والدكتور بسام ومالك . واخيرا ونحن ننعي الفقيد بهذه الاسطر التي لم تفيه حقه بالكامل نتمنى على اولاده نشر سيرته العلمية والإنتاج البحثي العلمي لهذا العالم في علوم الجيولوحيا ليكون ذاكرة متناولة وحية للأجيال التوقه للاستنارة العلمية للحياة.