إب.. مجهولون يحرقون سيارتي قاضٍ ومرافقه في وقت واحد وفي مكانين مختلفين    إحصائية رسمية: وفاة وإصابة 399 شخصا جراء حوادث السير خلال سبتمبر    أما آن للجنوب العربي أن ينفض غبار الماضي ويعود إلى حضنه الخليجي؟    (وفي هوازن قوم ....)    إيران: إعدام 6 جواسيس لاسرائيل    الترب:خطة ترامب بداية تصفية القضية الفلسطينية والمقاومة    الفرح: رد حماس واقعي    غزة تتعرض لقصف إسرائيلي جنوني بلا رحمة    يا حكام العرب.. احفظوا رؤوسكم!    مسيرة الإتحاد في مواقف الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي    ليفربول وتشيلسي تحت الأضواء في لقاء ناري بالدوري الإنجليزي    أول يهودي يترشح لانتخابات البرلمان السوري منذ عقود    ذمار.. شرطة عتمة تضبط متهماً بقتل طفل    حماس تعلن موقفها من خطة ترامب بشأن قطاع غزة    حزام عدن يلقي القبض على 5 متهمين بالتقطع    قطع رواتب عناصر "المتشددين" في اليمن ضمن إصلاحات "الشرعية"    اعترافات طفلٍ وُلد مكبلاً بشهوة الثورة والحزب    رئيس إصلاح المهرة يدعو إلى الاهتمام بالموروث الثقافي واللغوي المهري    فلسفة الحرية    المنتخب الوطني الأول يغادر إلى ماليزيا استعدادًا لمواجهة بروناي    تُكتب النهايات مبكراً لكننا نتأخر كثيراً في قراءتها    تقرير أممي يحذر من انهيار الإجراءات الأخيرة للبنك المركزي بعدن    السقلدي: روايات تهريب الأسلحة عبر ميناء عدن تفتقر للشفافية وتثير الشكوك    برشلونة يعلن اصابة لامين يامال    الإسباني ألونسو يسجل أسرع زمن للفورمولا1    معدل البطالة في منطقة اليورو يسجل ارتفاعا    غدًا انطلاق فعاليات "مهرجان خيرات اليمن" بصنعاء    منظمو أسطول الصمود: إسرائيل اعترضت آخر قواربنا    عاصفة مدارية شمال بحر العرب    صنعاء .. الإفراج عن سجينة    انطلاق فعاليات المعرض الثاني للطاقة الشمسية والري الحديث بعد غد الأحد    دبي تحتضن الليلة انطلاق بطولة "طريق الأبطال" للفنون القتالية    فضيحة وقود دوعن مليارات في جيوب بن حبريش والمواطن غارق في الظلام    تعز تناقش مواجهة مخاطر الكوليرا وتحديات العمل الإنساني    محافظ شبوة يوجه بتقييم تنفيذ تكليفات المكتب التنفيذي    مدرسة 22 يونيو بالمحفد تكرم طلابها المتفوقين في العام الدراسي المنصرم    #عاجل وفد الانتقالي الجنوبي يقدم إحاطة مهمة للكونغرس الأمريكي (صور)    كشف ملابسات جريمة قتل الشاب عماد حمدي بالمعلا    نقطة سناح خطر على ميناء عدن    محافظ حضرموت يتابع أوضاع جوازات منفذ ميناء الوديعة    الشرطة تضبط متهماً بقتل زوجته في بعدان    سان جيرمان يقهر البارشا بثنائية    دوري ابطال اوروبا: بي أس جي يظهر معدنه رغم الغيابات ويصعق برشلونة في معقله    جريمة مروعة في عدن.. شاب ينهي حياة خاله بسكين    «المرور السري» يضبط 110 سيارات مخالفة في شوارع العاصمة    سياسيون يحتفون بيوم اللغة المهرية ويطلقون وسم #اللغه_المهريه_هويه_جنوبيه    وقفة لهيئة المحافظة على المدن التاريخية تنديدا باستهداف العدو الصهيوني لمدينة صنعاء القديمة    مفتاح يطلع على حجم الاضرار بالمتحف الوطني    أنا والحساسية: قصة حب لا تنتهي    من تدمير الأشجار إلى نهب التونة: سقطرى تواجه عبث الاحتلال الإماراتي البري والبحري    تنفيذ حملة لمكافحة الكلاب الضالة في مدينتي البيضاء ورداع    تنفيذ حملة لمكافحة الكلاب الضالة في مدينتي البيضاء ورداع    وفاة امرأة بخطأ طبي في إب وسط غياب الرقابة    مراجعة جذرية لمفهومي الأمة والوطن    في 2007 كان الجنوب يعاني من صراع القيادات.. اليوم أنتقل العلة إلى اليمن    صنعاء... الحصن المنيع    المساوى يدّشن مشروع التمكين الاقتصادي لأسر الشهداء    في محراب النفس المترعة..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدولة الرسولية في اليمن قصص مدهشة من الثراء الحضاري والمعرفي (4)

تميز ملوك الدولة الرسولية بالاهتمام الكبير بالعلم والعلماء وإكرام كل عالم يفد إليهم أو يهدي إليهم كتبه جعل الكثير من العلماء يولون وجوههم شطر اليمن ويهدون ملوك الدولة الرسولية أهم كتبهم وأبرز إنتاجهم ، بل ويتفنون في تأليف المؤلفات العجيبة والكبيرة وتلك التي لم يسبق إليها أحد كي ينالوا المكانة الأكبر لدى ملوك الدولة الرسولية فألفوا الموسوعات والمعاجم مثل ( القاموس المحيط ) لمؤلفه العلامة مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي والذي يحتوي على 1500 صفحة ، وهو أشهر معاجم اللغة العربية على الإطلاق ، إذ بلغ من شهرته أن كثيرا من الناس بعده صاروا يستعملون كلمة قاموس مرادفة لكلمة معجم.
يقول الدكتور ثابت الأحمدي : ( لشهرة الدولة الرسولية في الآفاق أشتهر كتاب القاموس المحيط حتى صار المعجم الأول ؛ بل لقد أستبدل أهل اللغة كلمة " معجم " بلكمة " قاموس " بعد ذلك في إشارة إلى القاموس المحيط ، والذي اصطبغ بشهرة الدولة الرسولية فأعرض الناس عن كل معاجم اللغة وأكتفوا بالقاموس ) (1)
وكان العلامة الفيروز آبادي قد وصل إلى مدينة عدن في شهر ربيع الأول سنة 796ه بعد رحلة علمية طويلة حيث رحل من مسقط رأسه في كازرون بفارس إلى العراق والشام ومصر والحجاز والهند ليستقر أخيرا في اليمن وبعد أن وصل إلى تعز وأهدى الأشرف مؤلفه الكبير ( القاموس المحيط ) فبالغ الأشرف في إكرامه إلى درجة أخجلته حيث تزوج الملك الأشرف بابنة العلامة الفيروز آبادي لكي يضمن بقاءه في اليمن .
• الفيروز آبادي يستقر في اليمن
ومن حب الملك الأشرف للعلم والعلماء وتقديره لهم أنه تتلمذ على العلامة الفيروز آبادي وسمع عليه كتاب صحيح البخاري كاملا خلال ليالي شهر رمضان عام 798ه ثم ولاه القضاء فنشط لأعمال القضاء والتأليف والتدريس ، ولأن مدينة زبيد كانت حينها من أزهى المدن العلمية في اليمن وكانت قبلة طلاب العلم من كل مكان وبها الجامعات والمدارس والعلماء والمكتبات فقد ألقى الفيروز آبادي عصى الترحال في زبيد واستقر بها وتفرغ للتدريس وثم ولاه الأشرف ولاية القضاء في اليمن فتولى القضاء والتدريس والتأليف .
ولما وجد الفيروز آبادي هذا الكرم من الأشرف اسماعيل ألف كتابا آخر وأهداه للملك الأشرف بعنوان ( تحفة القماعيل فيمن تسمى من الملائكة والناس باسم اسماعيل ) ، كما أن الفيروز آبادي عكف على تأليف كتابه ( الإسعاد بالإصعاد إلى درجة الإجتهاد ) فلما فرغ من تأليف الكتاب حمله فوق ثلاثة رجال إلى باب قصر السلطان الأشرف في 15 شعبان سنة 800 ه وقد أستقبل الأشرف الكتاب استقبالا عظيما واحتفالا مهيبا بالطبول والدفوف وبرجال الدولة والقضاة وطلبة العلم فلما وصل الفيروز آبادي وقدم الكتاب للملك الأشرف تصفحه بسعادة غامرة ومنحه من فوره ثلاثة الاف دينار .
قال عنه العلامة ابن حجر العسقلاني : ( شيخ اللغويين بلا مدافع، ورئيس القضاة في اليمن لعشرين سنة، القاضي العلامة مجد الدين أبي طاهر محمد بن يعقوب الفيروز آبادي (ت817ه)، قرأت عليه أشياء ، ورويت عنه ثمانين حديثاً عالية الإسناد ، وغيرها.
كما أجاز الفيروز آبادي ابن حجر بالنصف الثاني من تصنيفه الشهير في اللغة المسمى "بالقاموس المحيط". فقد كان هو الموجود لدى المؤلف حينها، وأذن له في روايته عنه، وأثنى الحافظ على الكتاب وفخَّمه.
قال ابن حجر: " اجتمعت به في زبيد وفي وادي الخصيب ، وناولني جل القاموس وأذن لي مع المناولة أن أرويه عنه، وقرأت عليه من حديثه عدة أجزاء ، وسمعت منه المسلسل بالأولية بسماعه من السبكي، وكتب لي تقريظاً على بعض تخريجاتي أَبَلَغ فيه " . (2)
ولكي ندرك مدى حب الملك الأشرف الرسولي للمجد الفيروز آبادي وكيف كان يراه إضافة علمية كبيرة لليمن وكيف يرى مغادرته اليمن إلى الحج لابد أن نقرأ ما كتبه القاضي اسماعيل الأكوع : ( وخلال بقاء المجد الفيروز آبادي في اليمن اشتاقت نفسه للحج فكتب للملك الأشرف رسالة بليغة يستأذنه بالسماح له بالسفر، وهي رسالة مؤثرة فلما وصلت إلى الأشرف أجاب عليها " ان هذا شيء يضيق بن جنابي ، ولا ينطق به لساني ، ولا يجر به قلمي ، فقد كانت اليمن عمياء فاستنارت بك فكيف يمكن أن تتقدم وانت تعلم أن الله قد أحيا بك ما كان ميتا من العلم . فبالله عليك إلا ما وهبت لنا بقية هذا العمر والله يا مجد الدين يمينا بارة إني أرى فراق الدنيا ونعيمها ولا فراقك انت اليمن وأهله فبالله لما رجعت عن ذلك ) . (3)
وقد بقي الفيروز آبادي في اليمن وتوفي في زبيد عام 817ه ودفن فيها .
• أعجوبة " عنوان الشرف الوافي "
ولأن عهد الدولة الرسولية كان عهد الثراء الحضاري والمعرفي والنهضة العلمية فقد كتبت مؤلفات عجيبة وغريبة وشملت مختلف فنون العلم والمعرفة فقد كان العلماء يتنافسون على تأليف المؤلفات الفريدة والعجيبة والغريبة ، والتي لم يسبق إليها من قبل والتي تجعلهم محط أنظار ملوك الدولة الرسولية ومحط كرمهم وحفاوتهم ، وقد شجع ملوك الدولة الرسولية هذه المنافسة الإبداعية لإثراء الحياة العلمية ، ولذا فبعد ان رأى العلامة إسماعيل بن أبي بكر المعروف بابن المقري حفاوة الملك الأشرف بكتب الفيروز آبادي واهتمامه بها وإكرامه لصاحبها عمد إلى تأليف كتاب هو بحق أعجوبة لم يسبق إليها ، فهو فريد عصره ونسيح وحده وهو كتاب (عنوان الشرف الوافي في الفقه والعروض والتاريخ والنحو والقوافي ) ، حيث جمع فيه خمسة علوم، إذا قرئ على حسب سياق السطور فهو علم الفقه، وإذا قرئ أوائل السطور عموديا؛ فهو علم العروض، وإذا قرئ من آخرها عموديا؛ فهو علم القوافي، وإذا قرئ العمود الأول الذي يخترق الصفحة؛ فهو تاريخ الدولة الرسولية، والعمود الثاني علم النحو.
كان ابن المقري يريد تقديم هذا الكتاب للملك الأشرف لكنه عندما فرغ من تأليف كتابه هذا عام 804ه ؛ تفاجأ بموت الملك الأشرف، فلم يتحقق له ما أراد، فقدمه لولده الناصر وقد أنبهر السلطان الناصر أحمد بن الأشرف بالكتاب وأعجب به وأكرم العلامة المقري وعلا شأنه لديه وعينه مدرسا في بعض مدارس زبيد .
يقول الدكتور عبد الغني المقرمي : " من المؤكد أن الصحفي البريطاني آرثر وين (1862- 1945) لم يكن يعلم وهو ينشر أول تجربة في الكلمات المتقاطعة يوم 21 ديسمبر/ كانون الأول 1913 بصحيفة (نيويورك وورلد) أن عالِماً عربيا قد سبقه إلى اختراع (العلوم المتقاطعة) بحوالي خمسة قرون، وأن كتابا فريداً قد مثّلَ سابقةً كبرى بهذا المجال، هو كتاب "عنوان الشرف الوافي" لعالم اليمن "إسماعيل بن المقري". (4)
والعلامة المقري هو إسماعيل بن أبي بكر المقري (754ه/ 1353م – 837ه / 1433م) ولد بقرية " أبيات الحسن " قرب مدينة زبيد وعاش، وتوفي في زبيد.
كان عالما شاعرا ألف ما يزيد على 15 كتابا في علوم مختلفة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.