مع التقدير لرأي اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي ولمن يناقشون باهتمام موضوع الجمعية الوطنية.. أقول بإن موضوع إعلان الجمعية الوطنية لم يكن قرارا مفاجئا..بل كان عمل سياسي تنظيمي متوقع حدوثه في اي لحظة. فمنذُ اعلان رئاسة المجلس في 11مايو فقد اصبح معلوم ان هناك مجلس ستقوده هيئة الرئاسة.. وظل السؤال اين ذلك المجلس إلّا إذا كانت تلك القيادة هي الكل في الكل بذاتها المستقل دون الحاجة لمجلس تخضع له وتقوده.. وكان الجواب من البعض ان المجلس سياتي لاحقاً ..وهو المقصود به الجمعية الوطنية.. وظل هناك سؤال آخر كيف سيتكون المجلس او الجمعية لأن لكل نمودج مهمام مختلفة..؟ فعلى سبيل المثال..المجلس السياسي بصنعاء هو مجلس سياسي قيادي وسلطة علياء يملك قرار إدارة الشمال بل ويزعم أنه السلطة البديلة للشرعية في اليمن..ولذلك يواجه حربا بقيادة التحالف العربي لعودة الرئيس هادي... والعالم غير معترف بشرعيته حتى اليوم... ومع ذلك فهو مجلس يمتلك قرار السلطة في الشمال من خلال التعيين والعزل في الوظائف العلياء واصدار القوانين والقرارات بما فيها تعين الحكومة بصنعاء وتعين قادة الجيش والأمن ومنح الترقيات والأوسمة في المحافظات الشمالية الخاضعة لسيطرة تحالف الحوثين وصالح.. وكنا نتساءل بعد تشكيل رئاسة المجلس هل سيكون وضع المجلس الانتقالي كما هو في الشمال أو مختلف عنه... وكيف سيتم التعامل معه في ظل التداخل مع الشرعية والتحالف.؟ لكننا لم نجد جوابا شاملاً حتى اليوم. وكان يرد علينا بعض الأخوة ممن لهم علاقة بالانتقالي اواللجنة الفنية..انه سيتم إعلان هيئات المجلس الاخرى لاحقاً ومنها الجمعية الوطنية للمجلس وذلك بعد الاتفاق على قوامها وكيفية اختيارهم وبرنامج العمل السياسي. لذلك نقول إذا كانت الخطوة المُعلن عنها اليوم ستمثل ولادة جمعية مؤسسية جامعة للجميع أو لنقل لقوىالأغلبية الجنوبية دون إقصاء لأي طرف...ووفق أساس سياسي لايدخلنا بخلاف مع التحالف أوالرئيس ولتصحيح اي قصور برز خلال تكوين هيئة الرئاسة والدوائر ومن أجل العمل لتحقيق الشراكة الوطنية الجنوبية. فإننا نرحب بهذه الخطوة ونشجعها بغض النظر عن من سيكون في الجمعية من أبناء الجنوب طالما بنيت على أسس صحيحة.. لكن السؤال سيظل مستمر..كيف سيتم تشكيل الجمعية الوطنية القادمة.؟ فلكل طريقة ومسمى مهمام ووظائف تختلف عن مهمام ووظائف اي جمعية عمومية أو لجنة مركزية لأي كيان سياسي او وطني. وكذلك فإن المجلس التشريعي له نظام وطريقة عمل تختلف عن الجمعية الغير تشريعية.. بما في ذلك العلاقة مع هيئة الرئاسة والدوائر في المجلس..والنماذج عديدة لكل مرحلة وثورة وسلطة ودولة. وكذلك الحال يتطلب تحديد عمل الدوائر فلكل نظام طريقة ومهمام لايمكن لها ان تتوافق مع الآلية الأخرى من حيث المسمى والصلاحيات والتكوين القيادي القانوني التنظيمي والسياسي. الخلاصة من هذا.. الاخ اللواء عيدروس أعلن في كلمته عن تشكيل جمعية وطنية للمجلس الانتقالي وهذا واضح.. لكننا كغيرنا من النخب الجنوبية ننتظر التفاصيل للجمعية.. وحتى ذلك الوقت لكل حادث حديث. ونجدد دعوتنا للحوار حول اي مسائلة غير واضحة للقوى الجنوبية تخدم القضية الجنوبية. مع خالص التحية للأخ الرئيس هادي وللواء عيدروس وللأخوة في المجلس الانتقالي..وللقوى الجنوبية خارج المجلس الانتقالي..ولجماهير الشعب المناضل اينما كانوا وحلّوا. وتهانينا بذكرى ثورة 14 أكتوبر المجيدة.