The Last Post اسم مسلسل مكوّن من ست حلقات، تعتزم قناة BBC عرضه وهو مسلسل قصة وحدة الجيش البريطاني التي تقاتل تمرد إرهابي في الشرق الأوسط والنساء والأطفال الذين كانوا معهم و قصة مجموعة من جنود الاستعمار البريطاني ولحظاتهم الأخيرة في #عدن وهو فصل من فصول الاحتلال البريطاني الطويل لمدينة عدن استمر ل128 عاماً، وتحديداً خلال الفترة من 19 يناير/ كانون الثاني العام 1839، وحتى يوم الاستقلال في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 1967." المسلسل يحمل عنوان "الموقع الأخير" وهو مقتبس من قصة حقيقية و واقعية عايشها مؤلف المسلسل إبان إقامته في عدن برفقة والديه عندما كانا يؤديان الخدمة العسكرية في القوات البريطانية. واقتبست أحداث المسلسل من قصة حقيقية وواقعية، عايشها مؤلف المسلسل بيتر موفات، الذي أقام إبان تلك الفترة في عدن برفقة والديه، كونهما كانا يؤديان الخدمة العسكرية في القوات البريطانية. ويشارك في المسلسل مجموعة من الممثلين العرب، حيث سيقومون بتأدية دور أهالي عدن، ولعدم إتقان ممثلي دور الأهالي للّهجة العدنية، استعان القائمون على العمل بأشخاص من أبناء عدن. ويخوض مؤدّو الدبلجة الصوتية بلهجة أبناء عدن، هذه التجربة لأول مرة في حياتهم، فهم يعملون في مجالات متخصصة مختلفة، إلا أن إتقانهم للغة الإنجليزية، وتمكنهم طبيعياً من التحدث بلهجة أبناء عدن، من أسباب اختيارهم لأداء هذا الدور. “المرصد ” تنشر لقاء مع منسق عمل الفريق العدني، وأحد المشاركين في الدبلجة الصوتية، للحديث عن تفاصيل العمل الدرامي الذي يعد الأول من نوعه، والذي يتحدث عن تواجد الاحتلال البريطاني في الجنوب عموماً وعدن على وجه الخصوص، بالإضافة إلى الحديث عن التجربة التي خاضها فريق الدبلجة اللقاء نشر في وسائل اعلام عربية. حيث يقول بلال غلام، وهو باحث وكاتب متخصص في تاريخ عدن المعاصر: “كان لنا شرف المشاركة بالدبلجة إلى اللكنة العدنية الدارجة لأصوات الممثلين العرب في المسلسل الإنجليزي”. مضيفاً، أن “المسلسل يتكون من 6 حلقات، وسيعرض على قناة ال(بي بي سي) في شهر مارس/ آذار من العام المقبل، ويتحدث عن الفترة الأخيرة لخروج بريطانيا من عدن في العام 1967، والأحداث التي سبقت خروجها”. ويشير غلام إلى أنه: “تم تصوير المسلسل، في دولة جنوب أفريقيا، بعد أن تم تصميم مدينة مصغرة تشبه إلى حد ما مدينة عدن وضواحيها”. وعن كيفية اختيارهم للقيام بهذا الدور، قال بلال غلام: “تم التواصل معي عبر جمعية الصداقة اليمنية البريطانية بعدما تم تعريفهم بي، وبعدها أصبحت منسق فريق العمل العدني مع شركة الصوتيات والدبلجة، وكانوا على تواصل دائم معي طوال فترة التسجيل”. وأضاف: “الفريق العدني تكون من 4 شباب، و3 فتيات، و5 أطفال، وجميعهم من عدن، وقمت باختيارهم كونهم من عدن، ويتحدثون اللكنة العدنية، بالإضافة إلى أنهم يتقنون اللغة الإنجليزية بشكل جيد، مما سهل لنا التعامل مع طاقم العمل البريطاني، ومعرفة ماذا يريدون منا أن نعمل بالضبط”. وعن التجربة الأولى التي خاضوها في هذا العمل، أفاد غلام: “طبعاً لأول مرة نخوض هذه التجربة في حياتنا، وكانت تجربة ناجحة بكل المقاييس، ولكنها تجربة متعبة جداً من حيث إعادة دبلجة المقاطع لعدة مرات، حتى تتوافق مع حركة أفواه حديث الممثلين، وهذا كان الجزء الأصعب”. وتابع حديثه بقوله: “قبل البدء في غمار العمل، تم تخصيص مدربين لنا في مجال الدبلجة الصوتية، وقاموا بمنحنا دروسًا مكثفة وشروحات مفصلة عن أساسيات مجال الدبلجة، وأثناء العمل كانوا يقومون بتوجيهنا بشكل مستمر حتى يخرج العمل متكاملًا، وفي أجمل صورة”. يُشار إلى أن المسلسل يحمل عنوان “الموقع الأخير”، وتستمر مدة عرض كل حلقة منه لساعة كاملة، والعمل من بطولة كل من: جيرمي جونس، جيسي باكلي، ستيفن كامبل مور، وجيسيكا رين، وهو من تأليف بيتر موفات ومايك كولينز، ومن إخراج جوني كامبل، وميراندا باون. وفجر المسلسل احتجاجات واسعة من قبل أبناء الضباط والجنود البريطانيين الذين عاشوا طفولتهم في عدن خلال فترة خدمة أسرهم في الجيش البريطاني في عدن في فترة الستينات. احتجاجات هؤلاء البريطانيين جاءت بعد بث حلقتين من الست الحلقات والتي لاحظوا من خلالهما بأن هناك الكثير من التفاصيل الدقيقة لا تمت بصلة للواقع الذي عايشوه في تلك الفترة مع كثير من المغالطات الخاصة بأسرهم، وطبيعة حياة الجنود البريطانيين وأسلوب عملهم، وتفاصيل المواقع والملابس والعديد من الأشياء التي أحتجوا عليها،. وافادوا من خلال تغريداتهم على مواقع التواصل الإجتماعي بأنه كان لزاماً على قناة رائجة وكبيرة مثل البي بي سي بأن تقوم بالبحث بأدق التفاصيل عن حياة تلك الأسر وأسلوب الحياة التي عاشوها في عدن قبل تصوير الحلقات، أو حتى الإستعانة بشخصيات منهم لكي يحصلوا على معلومات وافية وشاملة لأنها في الأخير تتحدث عنهم وعن حياتهم. ولازالت الاحتجاجات تتواصل يومياً وستستمر أثناء بث الحلقات الست كاملة، حتى أن البعض منهم ذهب بعيداً وقال بأنهم سوف يراسلون قناة البي بي سي يعربون في رسائلهم عن معارضتهم لما تم تصويره، والبعض الآخر رفض مشاهدة المسلسل نهائياً في إشارة إلى عدم رضاهم لما قدمته القناة من تشويه عن حياتهم وحياة أسرهم. ولبريطانياوالجنوب وتحديدا عدن علاقة لاتختلف عن علاقة بريطانيا ببقية المستعمرات ونتيجة لوقت الاستعمار الطويل تداخلت كثير من الامور المشتركة بين المستعمر والمستعمر وكانت الاسر العريقة في بريطانيا تزور عدن للاستجمام حتى ان الملكة إليزابيت زارت عدن قبل 63 عاماً وترفق (المرصد) فيديو بثه الاعلام العربي يظهر تلك الزيارة وكيف حضرت الاستعراض العسكري الذي أقيم على شرفها أمام فندق الكريسنت. ولا يعد المسلسل الحالي جديد في اثارة الجدل الذي ولدته علاقة بريطانيا في عدن لا في بريطانيا ولا في عدن فقد اثار من قبل الفندق الذي نزلت به الملكة جدلا كبيرا في عدن ففي أغسطس 2015م فجعت الاوساط العدنية بخبر "بيع أثاث الملكة إليزابيت" الذي كان موجودا في الفندق واستنكر العديدين الأمر لا سيما بعد أن قيل إن القطع وجدت معروضة للبيع بثمن بخس في حراج التواهي في عدن بشكل معلن ودون مبالاة من البائعين الذين قد يكونون غافلين عن القيمة الحقيقية لهذه القطع الأثرية التي تمثل إرثا تاريخيا يعكس البعد الحضاري للجنوبوعدن لاسيما أنها كانت في حقبة زمنية شاهدة على الوجود البريطاني والتي دونها التاريخ وناشد حينها ناشطون الجهات المعنية بسرعة استرجاع القطع ومحاسبة من قام بسرقتها وبيعها خصوصا أنها ملك للدولة وتساوي ملايين الدولارات. ويعد الفندق "الكريسنت هوتيل" الذي نزلت به الملكة ويقع بمنطقة التواهي في عدن تحفة فنية معمارية وعام 1954 نزلت فيه ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث عند زيارتها لعدن ونزلت في الجناح الملكي ويقال إنها تركت بعض مقتنياتها للذكرى وقد بنى هذا الفندق الفخم التاجر الشيخ عبد الكريم بازرعة عام 1928 وكان مقر أعماله. وتم بيع الفندق إلى شركة توني بس وكانت تعقد فيه أكبر الصفقات التجارية والسياسية في الشرق الأوسط. كما كان يرتاده المثقفون والشعراء من أبناء عدن إضافة إلى كثير من رجال المخابرات البريطانية، والطبقة المثقفة من ضباط قوة بوليس عدن. وقد لعب فندق الكريسنت هوتيل دورا مهما في عالم السياسة والمخابرات وكانت تقام فيه الحفلات الأسطورية لضباط الإمبراطورية البريطانية وتم الحصول على كثير من العقود الإنشائية الضخمة في القواعد البريطانية في عدن. يذكر أن الجنوب كان أول بلد عربي زارته ملكة بريطانيا بعد وراثتها للعرش، واقتصرت رحلتها إليه في 27 أبريل 1954 على "ولاية عدن" ضمن جولة قامت بها إلى دول الكومنولث مع زوجها الأمير فيليب على متن يختها الملكي "سوربرايز" واستمرت 6 أشهر.