هناك اختلاف بين قادة إقليم كردستان الذين خططوا لتحصين كردستان قبل قيامها وبين قاده الجنوب الذين يتنازعون السلطة او القيادة قبل تحصين الدولة فالخلاف بين القيادات الجنوبية يحسم بمنطق "أنا او الفشل" ورغم عدم وجود أسباب مقنعه للخلاف وواحدية الهدف بالتحرير والاستقلال فقد ظلت القيادة الجنوبية خلال10 سنوات في جوهرها تتنازع لإثبات الذات والأنانية للحصول على النفوذ والإعجاب والارتهان للخارج ونتيجة ضعف الوعي السياسي وغياب ثقافة التوثيق والتقييم والاعتبار فلا أحد يتحمل مسؤولية أخطائه فضلا أن يعتذر أو يعتزل الكل يتفنّن في التنصّل من المسؤولية وإيجاد المبرّرات والشمّاعات بل إن كثيرا منها في تراجع نتيجة تفشي سياسة التخوين والتبعية والمناطقية والتي تعتبر اهم الاساليب السياسية في تفكيك وتحويل الثورات وهكذا ظلت القضية الجنوبية لا تراوح مكانها حتى جاءت عاصفة الحزم وأعطت الأمل في كسر هذه الحلقة من الأخطاء والسلبيات بعد ان وصل المواطن الجنوبي الى مرحله اليأس عادة الفرصة من جديد ولكن الأحداث سرعان ما تدحرجت باتجاه المسار المعهود والنتيجة المألوفة تَطَبّع المظلوم بطباع الظالم خضوع وارتهان, هيمنة وإقصاء حقد وكراهية الماضي من جهة يقابلهما تربّص وتعويق ومراهنة على الفشل من جهة أخرى طالما ضاعت فرص عديدة بسبب تلك الخلافات التي تفتح الثغرات وتستدعي الأطماع. وتُدار القضية الجنوبية بالترقيع والمسكنّات وتتدحرج نحو الفشل والإقصاء والتبعية والمناطقية والفساد لماذا لا يفتح الجنوبيين صفحه جديده؟ ونركز على اهميه المرحلة في ظل التحالفات الجديدة بين قطر و وايران والنوايا الدولية في دعم استقلال دول في المنطقة وعجز دول التحالف في دخول المناطق الشمالية قد يعيد الأمل مره أخرى ويعطينا فرصه أخيره من اجل تحقيق الاستقلال واستعاده الدولة.