زار عمر قريته الواقعة في الضواحي اللحجية فعرج على بيت صديقة لزيارته خاصة وإنها كانت مناسبة عيدية فاستقبله صديقه أحسن الاستقبال بعد أن مضى على فراقها أكثر من شهرين. وعادة عندما يحسن عمر لزيارة صديقه يتفقد الخيل الأبيض وبعض لطيور والأرانب المملوكة الصديقة ليقضي معها وقتا ويستفيد من زيارته بركوب الخيل الأبيض ساعات العصرية لكن ملفت انتباه عمر هو الخيل الأخر المختبئ في ركن الحديقة حيث كانت ليلى بالطيور والأرانب والخيل الأبيض. وأول نظرة صاروخية استهدفت ليلى إصابة عينيها (الزرقاء) وسكنت هذه النظرة العينيين عين عمر والأخرى عين ليلى فاستهوى كل منهما الأخر ودخلت العلاقة بينها مرحلة النضوج الجنسي وقرر عمر الاقتران بها وخاصة أنها تحمل في عينيها لون لسماء الزرقاء ووصل إلى قناعة بعد قراءته للعديد من المؤلفات والكبت بان الدم الأزرق ما يحمله إلا من كان من أسرة ارستقراطية وتنسحب أصوله إلى سلالة الأمراء واللوردات . انتهز عمر جلسة القيل التي ضمتها ذلك اليوم بعد إن اخذ المزاج يربوا على الخيال خابر عمر صديقه في أمكانية طلب يد أخته ليلى فأجابه صديقة لقد تقدم أكثر من عشره أشخاص طلبوا يدها ولم يفلحوا بالفوز بها .. وسوف أطلعها على هذا الأمر ولها الحق بالموافق هاو الرفض وسوف نجرب حظك فيها أما بالقبول فنقبل المصاهرة من ينتظر (الرفض) والمنتظرون كثيرون والقوافل الأتية إلى بيتنا كل يوم تكبر وتكبر ولعل عيونها الزرقاء وهي التي قادت الكثيرين بالاقتران بها وطلب صديق عمر أن يعطيه (مهمله) قليله حتى يوافيه بالرد. غادر عمر منزل صديقه وانتظر أن يأتيه الرد سريعا لان العيون الزرقاء قد تدفقت عليها الدماء الخضراء وأيقن عمر أن ليلة واحدة كافية للرد على طلبة فظل يفكر في الحياة الجديدة التي ستجمعه (بليلى) وبعد أن قضى ساعات في التأمل فيها وضع رأسه على مخدته لينام بعد أن استهلك وقتا من التأمل بها. وحين بدأت عيناه يساجلها النوم رن جرس التلفون وإذا بصوت صديقة يهنئه بقبول الطلب ويبارك له حظه بالقبول بها. انتعش عمر من هذه المخابرة ورد على صديقه بتهنئة أخرى محددا له اليوم الذي سيأتي فيه ومعه (ذويه) للاتفاق على تفاصيل الزواج .. وعاد مره أخرى يتخيل عيون ليلى الزرقاء ومحيطها الأزرق وسلالتها الملكية. وبعد أسبوع من تلقي عمر مكالمة صديقة بالموافقة ذهب ومعه (ذويه) إلى ضواحي لحج الخضراء واتجه بسيارته (البينز) نحو منزل ليلى وقد حمل معه الهدايا الطيبة لعروسة ولصديقه ولامها وكما حمل معه النقود التي سيدفعها مقابل الحصول على زوجته ليلى. وبهذه المناسبة وفق الله اندماج عائلتين في صهارة (لاتحادية ) امتزج فيها اللون الأزرق باللون الأخضر وتدفقت الأهازيج والأفراح حيث اتفقت الأسرتان على تفاصيل الزفاف وحلت على بيت ليلى زغاريد الفرح وفي ختام الاتفاق قال عمر لصديقه أن يكون ليلة زفافه من طراز جديد وما هو هذا الطراز الجديد لقد عاصرنا كل زفاف من تاريخ أجدادنا وحتى يوم عصرنا ... من زفاف جداتنا (بالتجاوة ) أي بمخبأ من سعف النخيل يوضع على ظهر الجمل تزف فيه جداتنا إلى أزواجهن وعرفنا في العصر الحديث زفاف سيارات (الصالون) المكسيه بألوان الزينة وبحفلات قاعات العرس المكلفة ، فماذا لديك من طراز جديد لفرحك؟. رد عليه عمر وقال لصديقه أنا ليس من طراز الجدات اللاتي حملهن الجمال وليست من العصريين الذين سيزفوا عروسهم بسيارات الصوالين او البيجوت انا لي فلسفه أخرى في ليلة عرسي. سأله صديقه وما هي فلسفتك في ليلة زواجك ؟ أجاب عمر لي طلب عندك؟ ما هو؟ أن تعيرني جوادك الأبيض لا اركب على صهوة جوادك وبخلفي عروسي ينقلنا فيها الحصان الأبيض من خضيرة لحج إلى منزلها الجديد في خور مكسر. وكيف سيقودك الخيل في زحمة الطرقات والسيارات والناس وكيف سيكون رد فعلك أمام جمهرة من الناس قليين الذوق رد عليه عمر لا تخاف فالمجتمع عندنا مجتمع جميل يحب النقلات الاجتماعية ويفتخر بها وسوف يؤيدها ويقدم لنا تحياته وتبريكاته أثناء مرورنا إلى منتهانا.. لكن عليك يا سيدي أن تكل رقبة الحصان بزهرات الفل والكاذي وان توضع أضواء (النيون) على جسم الخيل كاد هذا المقترح أن تهزمه ردات الفعل من قبل أهل العروسة ولكنه أصر على تحقيق حلمه بهذا الزفاف وحتى لاتبطل الأفراح وافقت أخيرا أهل العروسة على مقترحات عمر وعلى (مضض)وفي ليلة الزفاف جاء عمر فوق صهوة الجواد الأبيض المزين بأفراح الزواج .. وقد لبس المعوز اللحجي والعمامة العبدلية ودخل بيت العروس.. ورقص معها على أنغام الشرح اللحجي ثم قاد عروسه ورفعها على صهوة الجواد وركب أمامها يقود الخيل.. وعند مرور العروسين أمام أفواج الناس الذين كانوا يلوحوا بأيديهم فرحين بهذه الطريقة ألتقليدية في الزواج وكلما مر العروسين من منعطف إلى آخر تقابله الزغاريد من كل مكان .. وتضامنت النساء مع العروسة الراكبة على ظهر الحصان بإعطائها زخات من الزغاريد (المحجرة) وتواصلت تلك الزغاريد حتى أوصلت العروسة إلى بيت زوجها الجديد في خور مكسر.