كل الساسة على اختلاف مشاربهم و مذاهبهم متفقون في مآربهم(الجمع و المنع)و كلهم بلا استثناء يزعمون و ينعقون بأصواتهم و عبر أبواقهم أنهم يمثلون الشعب! و حقا و صدقا هم يمثلون الشعب و لكن بإضافة المحذوف من الجملة و المحذوف هنا ليس ضميرا لأن ضمائرهم ماتت و ليس مستترا لأن عوراتهم بانت بل المحذوف حرفا جر حذفا منطقا و كتابةً و أُثبتا واقعا و عملا. حرفا جر جر بهما الساسة بمنتهى الفجور و الخساسة شعوبهم إلى ويلات الحروب و أعظم الخطوب و النَصَب و اللغوب و تشعب الدروب. حرفا جر ( على و ب)تكتمل بهم السطور و يظهر المستور و يكشف الزور. فهم يمثلون على الشعب و لا يمثلون الشعب يمثلون عليه متمسكنين فإذا تمكنوا صاروا يمثلون بالشعب سحقا و محقا و حرقا وتجويعا و تطويعا. فالحقيقة الساطعة و البراهين الناصعة أن حثالة الساسة يمثلون على الشعب ثم يمثلون به و لكنهم أبدا لا يمثلونه. روح النص: فرق بين أن يحدد السياسي لمواطنيه ما يحتاجون إليه و بين أن يلبي السياسي حاجتهم هم حقا. الأول يستخدمهم و الآخر يخدمهم. أبوالحسن جلال ناصر الفضلي *خطيب وامام مسجد آل البيت بخور مكسر