ضعوا المواقع لأصحابها ودعوا الفلسفة التي لا تُؤتي ثمارها فكلا لا يصلح إلا لبقعته إن أردتم صلاح مجتمعنا الجنوبي العربي باختصار وقد قيل: ان كنت بارعا في الطب فكن طبيباً ولا تكن مهندساً .. . وإن كنت تبدع في الكيمياء فلا تضيع وقتك في دراسة علم النفس …فالذكي هو الذى يكتشف ميوله ، وقدراته ويضيعها في الشيء الذى ينجح فيه ويكون بارعاً متفوقاً فيه ، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بمقادير ومواهب الرجال فكان يضع الرجل المناسب في المكان المناسب ،قال صلى الله عليه وسلم ” أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ،وأشدهم في أمر الله عمر ،وأصدقهم حياء عثمان ،وأقرؤهم لكتاب الله أبى بن كعب ، وأفرضهم زيد بن ثابت ،وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ،ولكل أمة أمين و أمين هذه الأمة : أبو عبيدة بن الجراح ” فعمر بن الخطاب لا يجيد الآذان لأنه ليس بلالاً …وعثمان لا يقسم المواريث لأنه ليس زيد بن ثابت …وهكذا كل واحد له موقعه .ولهذا ابحث عن شئ تكون بارعاً فيه واجتهد فيه لتكون بارزاً فيه فيعود ذلك بالخير على دينك ووطنك ، قال صلى الله عليه وسلم “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه". إياكم والمغالطات ولخبطة المهن فكلا له مهنته التي يتقنها لا يصلح أن تضعوا النجار مكان الخبّاز وإلا لوضعتم الشخص الغير مناسب في المكان الذي لا يليق فيه ولا تفسروا الدين الإسلامي وتحملوه ما لم يقل أو يحتمل وكلا على مهنته وكفى. ولا فرق بين عربي أو عجمي أو أبيض أو أسود إلا بالتقوى ولكن إن كان يخلص لمهنته التي يجيدها ولا يأخذ مكان غيره وهو ليس أهلا له فهذا ليس تقيا بل كذّابا أفّاكا غشّاشا منافقا والله من وراء القصد .. يعني : الدين الإسلامي يدعونا بأن كل واحد على محجأه المناسب له ولا يتجاوزه. فقد جاء في الحديث الشريف الصحيح والذي ذكره الشيخ الألباني في الصحيحة برقم 3211 : عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : والذي نفس محمد بيده ! لا تقوم الساعة حتى .... يخوّن الأمين، ويؤتمن الخائن ، ويهلك الوعول ، وتظهر التُّحوت" ( وفي رواية : يعلو التّحوت الوعول ) . قالوا : يا رسول الله ! وما الوعول وما التُّحوت ؟ قال : الوعول : وجوه الناس وأشرافهم ، ( وفي رواية : أهل البيوت الصالحة ). والتُّحوت : فسول الرجال وأهل البيوت الغامضة ، يرفعون فوق صالحيهم ) ". ["الصحيحة"(3211) ]. فهل بعد هذا البيان من مغالطات من الفسول وأحزابهم التكفيرية والداعشية باسم الدين الإسلامي ووضع أنفسهم بما ليسوا أهلا له ؟! اللهم لا ..