أحبتي القراء والمتابعين نعلم جيدآ أن الإعلام في أي دولة من دول العالم هو منبرآ لحريتها وصوتآ مدويآ لشعبها وفكرآ وإصلاحآ لحكوماتها ، إضافة إلى ذلك أنه نبضآ لمجتمعاتها فإذا وضع أساساته على المصداقية والشفافية والشرف والأخلاق وقام بدوره الحقيقي على أكمل وجه وأثبت وجودة بحيادية وطهرت أقلامه ، هنا تكون الدولة مستقرة وآمنة ومرفوعة الرأس ليس هذا فحسب بل سيزداد الشعور بالإنتماء والولاء وسيتفشى الإحترام بين أبنائها . ولا يوجد أدنى شك أن حالة الفوضى العارمة والمخذلة التي إجتاحت إعلامنا بكل أشكاله المختلفة تنذر لإنهيار تام لمستقبل الصحافة والإعلام الذي تحلم به أي دولة ، ولكن ما تفرزه بعض الأقلام المدفوعة الأجر والرخيصة على الرأي العام من أفكار سطحية هدامة وأخبار كاذبة وإدعاءات مغرضة ، حتى أصيب المواطن بالتخبط والإزدواجية وزرع بداخله شيء ملحوظ وهو "إنعدام الثقة" وهو ما أوصل من إعلامنا أن يتحول من أداة لبناء العقول وإنارتها إلى آلة هدم لتجرف بها كل المناهج والثوابت الوطنية منها القيم والأخلاق وشرف المهنة ، لماذا لا يتحقق البعض من حقيقة ما يكتب حتى لا يكون سببآ في التخبط والإنقسامات وإنتشار الشائعات الكاذبة والمسيئة وأن لا يكون جسرآ يسير عليه الحاقدين في التشهير لقيادتنا بل التشهير بالوطن أجمع . من وجهة نظري أصبحت بعض الإقلام في الجنوب الحبيب كوصمة عار يقلب الحقائق ويعكسها ويلونها كما يشتهي أسياده متناسيآ أنه بهذه الأعمال يسقط متابعيه وقراءه راميآ بهم في دوامات الإنهيار متعمدآ الإسفاف لإغراقهم ، فهناك قلم مسموم وقلم مدعوم ومأجور وهناك أيضآ قلم صادق وشجاع ومتأني { واثق الخطوة يمشي ملكآ } فمهما تعددت أمامك الأقلام ولكن الحبر هو واحد فل نحسن أختيارنا لنهج أقلامنا . شهدت الأسابيع الماضية تنافسآ محمومآ ومقصودآ في وسائل الإعلام كلآ يسعى لرفع سقف الثمن في الهجوم المتحامل على الأخ "سامي السعيدي" مدير عام المؤسسة الإقتصادية العسكرية مستغلين عواطف المواطن تحت مسمى "محاربة الفساد" رغم أن "سامي السعيدي" أستطاع خلال فترة زمنية قصيرة أن يسترجع أكثر المنشآت والمقرات المغتصبة والتي تعود ملكياتها للمؤسسة ليس هذا فقط بل عمل على التنظيم الإداري ووقف حاجزآ صلبآ أمام الأعمال الإدارية العشوائية والغير منظمة وبالإضافة أن مكتبه مفتوح للقاصي والداني ويستمع للجميع ، وهذا ما لا يستطيع أن ينكره أحد ، فهل يعد هذا سببآ من أسباب الحرب الإعلامية ضده ، ومن هو المسئول عن هذه الأقلام التي تعتمد على نهج "الدفع المسبق" وما هو الغرض منها ؟! من المؤسف أن قياداتنا تستهدف يوميآ منها بالإغتيالات ومنها برماح الأقلام الرخيصة ونقابة الصحفيين مكتوفة الأيادي إكتفو فقط بإلتزام الصمت مع أن من واجباتهم التركيز عن خبايا الخيوط الإعلامية الفاسدة والممولة لإغراض دنيئة وهذا أن ذل فهو يذل وبوضوح ملموس "أن قانون الإعلام الموحد" لا يزال حبيس الأدراج وأن شرف الصحافة والإعلام "خارجآ عن نطاق الخدمة" مثل شبكة "MTN" ولا يزال السؤال مطروحآ ، لمصلحة من تعمل هذه الأقلام القذرة ؟! وما هي أسباب إفسادها ؟! وهل إرتباطها برأس المال والمصالح الشخصية قد أعطبت المبادئ وخربت الذمم هو من الدوافع الأساسية ؟! ولماذا الدولة تتراخى في تهذيب الإعلام وإصلاحه حتى تعيد له مكانته الأولى ليصبح كما كان رسالة إنسانية وأخلاقية وفكرية مسئولة يحتذي بها ميثاق الشرف الصحفي . لن نسمح بتشويه الصور لقياداتنا إلا في حالة وجود إثباتات وبراهين وحقائق ، ولن نسمح أن نكون جسورآ للعبور على ضهورنا للإضرار أو الإساءة إلى قياداتنا بل سنكون قوارب نجاة للنهوض بالوطن الغالي مما هو عليه وأتمنى أن يتمسك بهذا النهج جميع الصحفيين والإعلاميين في مواجهة هذه الحملات التي تستهدف وبالأساس حرية الصحافة ، فنحن كثيرآ ما نعمم ونتهم دون أن نمتلك أي أدلة واضحة وكثيرآ ما نمتنع عن التدقيق في الأخبار والمعلومات التي نضخها إلى الرأي العام فالشعور بالذنب ليس عيبآ ولكن التراجع عنه وإصلاحه هو الصواب ، وهذا ما يحتاج له الوطن في هذا الوقت .