لقد بات واضحا للعيان أن استمرار الأوضاع المأساوية والكارثيه في مدينة عدن وكافة المحافظات الجنوبية المحررة .. هو أسلوب ممنهج ضمن مخطط مرسوم بدقة ووفق سيناريو اعد بإحكام ودراسة شاملة ولم يعد الأمر ارتجاليا أو عشوائيا .. بل هي مقصودة وواضحة وضوح الشمس في كبد السماء وصرنا نعيش وسط أزمات متلاحقة تدار بوعي كامل.. فمن أزمة الوقود .. إلى أزمة الكهرباء والماء.. ثم تزداد الأزمات حدة وضراوة تكون في طليعتها أزمة المعاش ورواتب الموظفين مدنيين وعسكريين والذين ضاقت أحوالهم ووصلت إلى حد المهانة والتجويع الرسمي المعلن كحرب شاملة نتجرعها بمرارة وألم.. ففي الوقت الذي انشغل الكل خلف صراعات ومتاهات .. وتشكيل حركات لتمثيل الجنوب وحراكه المتعدد الأفكار والتيارات والاوجه المتخلفة للصراع على أحقية تمثيل الجنوب وهو ضمن انشغالنا وعدم فهمنا لواقع المحاط بنا وطبيعة المرحلة الحرجة التي نعيشها .. والتخبط المزري لواقع هذه الحركات فتطلق الشعارات والبيانات في مهرجان هزلي كئيب ورتيب ولا نرى من جعجعتهم طحينا أو جدوى تذكر.. ويدور معظم هؤلاء القابعين في أبراجهم العاجية في دائرة مكملة افقها مسدودة وغير واضحة المعالم والأهداف والصدق في شعاراتهم المموجه السمحة وحتما لا تحقق الأهداف والآمال بسيل من الشعارات وبإشارات غير وطنية خالصة وتكون رهينة للاعب والاهم الذي صار بمقدوره تقرير مصيرنا وتحديد أهدافنا والانجرار خلف دراويش جنون السلطة واللهث المحموم للرئاسة والزعامة والفخامة وصرنا إلى مستنقع آخر لصراع دموي آخر أبطالة جنوبيون وتظل خيوط المؤامرة في أيدي غير وطنية وبالرغم من هول ما نعانيه يظل الكل من المسئولين والمدراء والوكلاء الذين يطبلون للحراك ومجلسه الموقر هم أكثر الناس انقاعسا وإهمالا وفسادا في المجتمع ولم نسمع مسئولا واحدا قدم استقالته طواعية وبدون أجبارة على ترك مهامه ومنصبه وإقالته من الكرسي والمنصب وان تم أقاله أي كائن منهم تجده مد تحول إلى ثوري تحرري يطالب بالتحرير والانفصال والحرية و..... يا سبحان الله من تحول هذا المسئول لو الوزير أو القائد الهمام بعد أن تمت أقالته من النصب وتم عزلة فيعود إلى ترديد الشعارات وحشد الجوع فيضعف له الجماهير كقائد طليعي من طراز جديد وهنا تمكن كوارثنا ومآسينا وسبب ما نعيشه الآن !!.. يا سادة .. لقد قلناه مرارا وتكرارا أن على الحراك الجنوبي بمكوناته وتشكيلاته وتبايناته أن يوحد صفوفه كامل سياسي آخر جديد وفق خطط مدروسة ومنهج علمي واضح .. ويعقد مؤتمره الأول التأسيسي بعد مشاورات جادة وحوارات شفافة وصادقة لتحديد أولويات المرحلة .. فيكون بذلك هو المكون الرئيسي والأساسي بعيدا عن الغتريات والشطحات المهرجانات البهلوانية والعاب السرك الفاضحة سياسيا . على الحراك الآن الإسراع بهذه الخطوة .. فدون ذلك يكون قد تاه وضاع وسط الزحام فمتى تستعيد عدن عافيتها ويكون للحراك مكانا ؟!!!