من باب (أذكروا محاسن موتاكم) نذكر هنا أبرز محاسن شهيدنا علي عبدالله صالح وهي (الوحدة اليمنية). في عام 1990م تمت الوحدة اليمنية بقيادة الشهيد علي عبدالله صالح ورجل من الجنوب هو الآخرقضى شهيداُ وهو حي.
محاسن الشهيد في الوحدة بدأوها بحملة إغتيالات لعشرات من الكوادر الجنوبية ثم فتاوى تكفيرية تبيح دم الجنوبيين وقتلهم دون تمييز ثم حملة عسكرية واسعة لغزو الجنوب في صيف 1994م تقدمها الصديق قبل العدو.
ولم يكتفوا بل زادوا وأمعنوا في الزيادة فشرعوا بسلسلة إجراءات عملية قادت إلى تدمير الجنوب وقد جاءت مفصلة في البعد القانوني والحقوقي وفي البعد الاقتصادي والثقافي والإجتماعي من وثيقة الحوار الوطني نستعرض أبرزها منقولة وبهاذا النص:
بعد حرب 1994 م تم الإقصاء والتسريح قسراً للآلاف من موظفي جهاز الدولة المدنيين والعسكريين والأمنيين والدبلوماسيين الجنوبيين بما يخالف دستور دولة الوحدة.
خصخصة شركات ومؤسسات ومصانع القطاع العام التي استفاد منها المتنفذين وقذفت بالعاملين والعاملات إلى سوق البطالة بدون حقوق مع أحالتهم إلى صندوق الخدمة المدنية.
عدم ترتيب أوضاع الآلاف من الكوادر العسكرية والأمنية والمدنية بعد عودتهم في سنوات لاحقة بعد حرب 1994 م وحرمانهم من بعض حقوقهم القانونية.
تصفية شركات ومؤسسات القطاع العام تحت مسمى الخصخصة وتسريح العاملين فيها وإحالتهم إلى صندوق الخدمة المدنية.
صرف مزارع الدولة لمسئولين ولمتنفذين وتسريح العاملين والمستفيدين منها.
تم منح نافدين والمقربين من نظام الحكم ما بعد 94 م امتيازات في قطاع الاستكشافات النفطية.
إعطاء معظم العقود الخاصة بالخدمات النفطية والممنوحة من الباطن لشركات خدمات مملوكة لبعض كبارالمسئولين والمتنفذين بتوجيهات مباشرة.
فرض أتاوات على الشركات العاملة في القطاع النفطي يتحصل عليها بعض القادة العسكريين تحت مسمى الحماية الأمنية.
عدم توفير بيئة مناسبة للاستثمار في تطوير وتشغيل المنطقة الحرة وميناء الحاويات وانتهاج سياسات أدت إلى فشل ميناء عدن.
قيام شركات تجارية مملوكة لمتنفذين بالعبث بالثروة السمكية باستخدام أساليب غيرقانونية في الصيد أدت لأضرار كبيرة.
تحويل مطار عدن الدولي إلى مطار محلي وهو الأمر الذي لا ينسجم مع وظيفة المدينة كعاصمة تجارية.
صرف مساحات واسعة من الأراضي في المحافظات الجنوبية وخاصة في مدينة عدن تحت مسمى مشاريع استثمارية أثبتت الأيام أنها وهمية.
لقد كان لإشاعة ثقافة الفساد المالي والإداري أثر سلبي على حياة المواطنين حيث برزت أنماط من السلوك في الوظيفة العامة ظهرت جلية في اتساع نطاق الرشوة والمحسوبية والكسب غير المشروع وانتشرت في كل مفاصل وأعمال الخدمات الحكومية والمدنية والأمنية والعسكرية.
تغيير اسم عدن التاريخي من على تلفزيونها، ونقل الأرشيف الثقافي والفني والوثائقي له وتحويل المؤسسات الإعلامية في الجنوب إلى فروع.
العمل على إحياء ثقافة الثارات القبلية والنعرات المناطقية، وإغراق الأسواق بالسلاح والسماح بانتشاره، والتغييب المتعمد للقوانين مما أدى إلى تعميم الفوضى وتفكيك النسيج الاجتماعي الجنوبي.
تغييب حقائق التاريخ الحديث والمعاصر للجنوب والتقليل من شأن بعض رموزه وقادة نضاله وتجاهل موروثه الثقافي والإعلامي وتعرض المؤسسات الإعلامية والثقافية للإلحاق والتهميش والمضايقات وفي مقدمتها صحيفة الأيام.
التدهور الملحوظ في الخدمات التعليمية والصحية التي كان يتمتع بها المواطن في الجنوب بشكل مجاني.
تجسيد ثقافة الحروب، والحكم بالقوة العسكرية.
عسكرة الحياة في مختلف مدن ومناطق الجنوب.
سقوط العديد من الشهداء والجرحى واعتقال أعدادا كبيرة من المشاركين في الاحتجاجات والاعتصامات السلمية بما فيها الإخفاء القسري لبعضهم ولفترات، وتعرض البعض منهم للتعذيب والمعاملة اللإنسانية من قبل الأجهزة الأمنية المختلفة والتي تتنافى مع الدستور والمواثيق والقوانين والصكوك الدولية الموقع عليها من قبل الدولة.
تلك هي أبرز محاسن شهيدنا علي عبدالله صالح جاءت مكشوفة في وثيقة مخرجات الحوار الوطني وما خفي كان أعظم ، أهلكوا بها الجنوب وأهله وأقل ما توصف به أنها أعتى أشكال التدمير الممنهج الشامل للجنوب (أرضاً وإنساناً وثقافة وهوية...) أما ما يجترحه شعب الجنوب ويكابده واقعاً مأساوياً معاشاً حتى اليوم فقد فاق كل وصف. غفر الله لشهيدنا محاسنه.