هناك طبقة من الصحافيين الجنوبيين حرمت،بسبب تكريسها لشؤون القضية الجنوبية،من الأفق التحالف العربي الذي تستحق،من شراكة التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة،كان يكفي تكون جنوبياً،او كان يتجوب أن تكون شريكاً جنوبياً فعلياً. في الصحافة فقد فات الجنوبيين الاستماع إلى كثير من الأقلام الكبيرة،التي لم يعنها الخروج من النقد البناء،خوفاً من المشهد وأجنداته الذي تناسا القضية الجنوبية،وأصبح الجنوب وقضيته تجارة سياسية مصبوغة بالدم.
الأستاذ العزيز "فتحي بن لزرق"،كان من هذه الفئة،بدأ حياته باحثاً في أوضاع المواطن الجنوبي وقضيته،ولم يعد يهون علية الخروج من شكاوى الجنوبيين،حتى سخريته الحادة أستخدمها في الضحك من مآسي الجنوبيين.
وبلغت المأساة المضحكة عند ذروتها عندما ينتقد آلية العمل الثوري للأعضاء المجلس الأنتقالي في سبيل أستعادة الدولة الجنوبية،مطالباً أياهم أن يكونوا شركا حقيقيون للتحالف العربي في العملية العسكرية ضد المليشيات الانقلابية الإيرانية المجوسية، شراكة سياسية قولاً وعملاً،ولم يحاول التحريض او الشماته،بل يوجه أنتقادات أصبحت اليوم واقع نعيشة،لكن وجد نفسة أمام أعيُّن الناس خائن وعميل مندس يخدم مشاريع نظام الإحتلال صنعاء.
كان ولايزال الأستاذ "فتحي بن لزرق" الصحفي الصادق،أي المخدوع الذي وقع ثمن الأنتماء ولولاء الوطني الحقيقي،ولم يندم او يتغير عندما تطلع حوله ورأى رفاق الأمس قد حولوا الصحافة إلى استثمار مخزٍ ومربح.
غير أن الاستاذ "فتحي بن لزرق" حصل على أحترام نادر في هذه المهنة من أهل اليمن شمالاً وجنوباً معاً:الاحترام،فرغم الحرب الطاحنه التي تبادلها الطرفان،ظلت حصانته المهنية والشخصية،درعه وترسه،وإضافة كتاباته الصحافية التي خاض فيها كثير من القضايا.
لا شك إن كتابات الاستاذ"فتحي بن لزرق" تثير الضجيج المطلوب منها،ومنتقدوه يوصفونه بنافخ الكير،محاولاً خلط السم العسل،ليقوم بخدمة قوى الشمال لتنفيذ أجندتها ومشاريعها في الجنوب،ذلك غير صحيح،فمنتقدوه على خطأ.
فلم تعد المؤامرة من قيادة التحالف العربي ضد القضية الجنوبية وقوى الجنوب منذ مطلع العام السابق،مجرد فرضية قابله للصح والخطأ،بل باتت نظرية بحد ذاتها،بعد أن أثبت الواقع السياسي واضح،فالمؤامرة باتت واضحة،وضحاياها الجنوبيون أصحاب القضية العادله وأصحاب الأرض،هناك من يحاول إستغفال أبناء الجنوب لتحويلهم إلى أدوات لتنفيذ أجنده خفية لا علاقة للجنوبيين ولا مصلحة لهم فيها،فالقيادات الجنوبية تحولت إلى سماسرة يتجارون بدماء الجنوبيين،ليتحول الجنوب وقضيته إلى تجارة سياسية مصبوغة بالدم.