دعونا من السياسة فهي خساسة, ودعونا من السياسين فهم أقرب إلى المنافقين منهم إلى الصادقين, ودعونا من قارئي الكف (والفنجان) فهم وإن صدقوا كاذبون, ودعونا من (النوح) على حال البلد وما آلت إليه أوضاعها وحال أهلها وكيف تكدرت حياتهم.. دعونا ممن (يدسون) لنا السم في العسل ويبهرونا بمعسول الكلام, ويصمون (آذاننا) بمواعيد (عرقوب) التي تُنجز على الإطلاق, دعونا ممن يرسمون مستقبل البلاد على الورق في لحظات (شبق) وريقات القات ثم يُمحى بمجرد أن ينتهوا من مجالس اللهو والكيف.. دعونا من أصحاب الخُطب العصماء, دعونا من أصحاب الكلمات (الرنانة), دعونا من أصحاب المنابر (البراقة), دعونا من أصحاب (المنصات) الكاذبة, دعونا من أصحاب (الدفع) المسبق, وممن يتاجرون بهموم الشعب وبقضاياه وأوجاعه مقابل مصالحهم الخاصة وأهدافهم الذاتية.. دعونا ممن يصعدون على ظهور البسطاء, ودماء الشهداء , وأرواح الأبرياء, وأحلام المسحوقين, وتطلعات المقهورين, دعونا ممن (يبنون) قصوراً في الرمال, وينسجون أحلاماً من (الأوهام), ويضحكون على الذقون.. دعونا من المتناحرين, دعونا من المتناكفين, دعونا من المتقاتلين,دعونا نبتعد قليلاً عن عالمهم (القذر) ومكايداتهم (الوسخة) , وأساليبهم (السخيفة), وأفكارهم التافهة, دعوهم في عالمهم (المنحط) الذي أختاروه وأرادوا لنا أن نعيش فيه, ونقبل به.. دعونا من (المتباكين) على أحوالنا في شاشات (التلفزة) , ومواقع التواصل والمحافل الدولية, وعلى الموائد الدسمة, ومن تحت (البطانيات) الحرير, والأسرّة الناعمة, والقصور السامقة, دعونا من تضارب الأسواق وارتفاعها وانخفاضها , دعونا منهم جميعاً ولنعد إلى (الله), ولنثق بالله وبوعده, ولنعلم (يقيناً) أنه لن يكون إلا ما شاء الله أن يكون. وإن هؤلاء وإن (تفننوا) وأبدعوا وأجادوا لن يغيروا في واقع كتبه (الله) , ولن يتحايلوا على الأقدار ومشيئة (الرحمن), أو يتخطوا (قدرة) الجبار, ولو اجتمعوا (بأنسهم) وجنهم, وأسلحتهم وقوتهم وقدراتهم وإمكانياتهم فلن يغيروا فيما أردا الله أن يكون.. فلا داعي لأن نشغل (أنفسنا) بتقلبات الزمان ومتغيرات الواقع واضطرابات الحياة ومكايدات المتناحرين, ولا داعي لأن نقتات الهم (ونمضغ) الوجع, ونتجرع (المر), ونلتحف المعاناة, ونفترش المآسي, ولنقل بملء أفواهنا : يارب, وما خاب من استجار بالجبار..