الفرح يغمر كل أرجاء المنزل ، السعادة ترتسم ملامحها على كامل جسدها ، أشياء انبعثت بعد جمود بعد عشر سنوات تفجرت علامات الأنوثة أحست من جديد أنها أنثى اشتاقت لمداعبة زوجها لجسدها يديه تعبث بخصلات من شعرها الغارق سواداً أناملها ترتع في حنايا صدره ، يضمها بعنفوان وهي ترتمي تذوب بين ذراعيه يشتد العناق حتى تزداد الأشواق للحظة عناق أخرى يستعيدان لذة الحب والغرام الذي لم ينضب منذٌ لحظة زواجهما حتى حصوله على منحة الدراسة الجامعية خارج الوطن، انقضت العشر سنوات وحدد ايوم موعد وصوله ، غادر الجميع لاستقباله وظلت هي في المنزل تستعد للقائه عند عودته وكل شيء أعدته حتى تذكره أيامهم الخوالي عندما كان الشوق يتدفق ويشبع حاجاتهما من المتعة والحب ، يرن جرس الباب تنطلق كفراشة تسبح في روضة أزهار تفتح يدخل عمها شقيق والدها ووالد زوجها ويبدو عليه الامتعاض وعدم الرضا ، تباشره بالسؤال: أين هو ؟ ألم يعد بصوت منكسر ومحرج يجيب على أبنة أخيه: هو خلفي .. سيأتي الأن قلبها اشتدت نبضاته كاد يشق صدرها لينطلق يعانقه قبل أن يعانقه جسدها المشتاق للمسة حنان من يديه الحانية ويذيب كل أشواقها وحاجتها إليه، يدخل ولدها ، تبادره بالسؤال : أين أبوك؟ بفرحة غامرة وهو في عجلة يحمل بعض الامتعة التي أحضرها أبوه: سيدخل الأن .. إنه خلفي تلتهب الزوجة المشتاقة عشقاً لرؤية زوجها الغائب وتلتهب كل مشاعر الأنوثة التي دفنتها منذُ سفره ، عيناها تتجه نحو بوابة المنزل ترقبه ترقب لحظة دخوله حتى تنطلق تعانقه لن تخجل فهي في أشد شوقها وعنفوان غرامها ، برهةً تخطو قدماه عتبة الباب وبجواره امرأةً تبدو ملامحها غير عربية يداها تشابك يديه والزوجة المشتاقة في ذهول وغيرة تحاول أن تسأل فيبادرها بالإجابة قبل أن تسأل قائلاً: هذه زوجتي وابنائي ثم يستدير هارباً بعينيه حتى لا تصطدم بعينيها ويشير نحوها: هذه أم ولدي لم يقل زوجتي وهي في هذه اللحظة لا يكفيها إلا أن يعرف عنها بأنها زوجته أصابها الانكسار وتمزقت مشاعر الأنوثة وتوهجت مشاعر الغيرة واللوم والندم ومرارة الألم وهي تنظر لزوجها يتجه نحو غرفتها وزوجته التي لم تعلم بها إلا عند دخوله المنزل محتضن لها ، تجمدت المشاعر وأنطفئ لهيب الأشواق وحل محلها الغيرة والحقد ، تثلجت قدماها لم تعد تحملها وجسدها تعتريه رعشة الألم كطائر مذبوح بعد أن كانت تنتظر رعشة من شدة العشق والمتعة ، يصعد إلى الطابق العلوي وزوجته الجديدة إلى جواره وهي تعاني الالم والصعقة المفجعة من موقف لم تكن تتوقعه ، اسرعت نحو المطبخ وفي صدرها صرخة ألم تريد أن تدوي بها أركان المنزل ولكنها لم تستطع أن تظهر ذلك الالم جلست وصدرها يحشرج بأنين وتشنجات تفرغ من غيضها والمها وهي تعاني الحزن يدخل عليها عمها يمسح برأسها ليهون عليها مصيبتها في حبها الذي فقدته ولم يعد