مررت امس الأول بالقرب من مبنى العقار في ديس المكلا ورأيت جمهرة من الناس أمام الموقع, أشخاص, منهم الشباب والرجال يحملون ملفات, وسيارات فارهة صغيرة وكبيرة وشيوخ وبعض النساء المسنات, أناس متجمعون, وظهر من أول وهلة أن هذا بملامحه ليس حراكاً جنوبياً يثور ظهراً, كلا, ولا هذه مسيرة أو اعتصام رافض وعنيد, أبداً, ما هذا إذاً؟!
طرحت السؤال فجاء الجواب من شخص سمين يقف بالقرب من باص الأجرة الذي هبطت منه, أنه الاستلام والتسليم يتم اليوم! ألا تعلم باريدي ويقصد الشخص السابق كمدير للعقار يغادر مكتبه اليوم, بعد أن قضى فيه سنوات طوال لا يشاهده أحد, ولا يكلمه أحد, ولا يرد على تلفون! ولا يسير في شوارع المواطنين مثلنا, ولا يسكن بقربنا ولا يركب سيارات الأجرة التي نعرفها وربما لا يأكل السمك الذي نأكله, وقال لي الرجل السمين ( باريدي ) يغادر وهو يسلم اليوم؟ عجبت وما الذي يسلمه ( باريدي ) هل المكلا في حاجة للتسليم! المكلا سلمت ولا حول لها ولا قوة يوم 7 يوليو 1994م يوم اجتاحتها الارتال العسكرية ولا زالت هذه المدينة خاضعة تحت حالة التسليم وإلا لما أتى ( باريدي ) وباكيدي وغيره لإخضاعنا للإذلال والمهانة!! لما أتى كثير من المتسلقين والانتهازيين والمقنعين؟!
نعم هل هناك ما يستدعي التسليم والاستلام؟ كل شيء ينهب الأراضي تنهب؟ الوثائق تصرف, السطو متواصل! أبناء المكلا والغيل والشحر وبروم دون أراضي!والأراضي عند السلطان الغلبان والسلطان الغلبان بغى فرمان والفرمان عند الحاكم والحاكم غير موجود في حضرموت!! فما الذي يسلمه ( باريدي ) للقادم الجديد من غيل باوزير عادل حمران! لا ادري هل هي انتفاضه للفساد داخل نفسه أو تجديد للفساد لا ندري!!
غادر باريدي الذي جاء إلى العقار قبل زمن, ثم اختفى من الناس, ووصل الأمر إلى درجة كارثيه مؤلمة, وصل الأمر إلى النزاعات ما بين المواطنين, خلافات, طعن, حبس, قتل, تزوير وثائق, سطو على أراضي, هذا على ذاك, كل هذا يحدث والعقار لديه كلمة واحدة! كل هذا يحدث وباريدي وأمثاله لديهم كلمة واحدة, كل هذا يحدث والسلطة الفاسدة لديها كلمة واحدة, أنها كلمة واحدة = أذهبوا إلى المحكمة وما الذي يجري بعدئذ!!
غادر باريدي! غير مأسوف عليه, من قبلي وكل المواطنين الصالحين والطيبين في حضرموت, ولا أقصد كل شرير ومن يرشى ويدفع للسطو على الأراضي دون وجه حق! من سيبكي على باريدي الآن!! ربما أمتلك هؤلاء السيارات والأموال والبيوت والنفخة!
وربما ليس لديهم شيء مثلما حدث مع أصدقاء في العقار خرجوا مع نزاعات عائلية وفقدوا أولادهم وبيوتهم وأصدقاءهم, كل من جنا الأموال وظلم الناس! أين سيذهب من الله, بل أين سيذهب من الأخلاق والصدق! وقال لي الرجل السمين, لقد جاؤا بمدير جديد من الغيل, تبسمت وشخص نظري إلى سحابة وحيده في السماء سحابة بيضاء صغيرة! وقلت إنا أعرف ( عادل حمران ) تكلمت معاه! ذهبت إلى الغيل لمتابعة أرضيتي المسطو عليها من شخص يملك الأموال والأموال والأموال, ونحن على أعتاب حل حقوقي لا ضرر ولا ضرار وأتمنى أن ينجح حفاظاً على السلام بين الناس ووقف الفتنة والنزاع وشرهما والعياذ بالله.
عادل حمران هو اخو صاحبي القديم والمهندس المعروف بكهرباء حضرموت كلها وهو مكافح وشخصية بارعة وأتمنى أن يبقى خارج منطقة الجزاء لمصلحته! ويوم التقيت عادل باحمران قال مقال ولكنني انتظر ماذا سيقول, والأهم هنا هل يسقط الفساد لو درجة واحدة! أو أنه سيجدد نفسه وكما يقول المثل الحضرمي ( عور سقط فوق مدفف ).
أنا أبحث عن باريدي! وكعادتي اسأل من سقط من كراسي الفساد وكل من عرفت وما أكثرهم على مدى تجربة مهنية عمرها ( 38 ) سنة, وأتمنى أن لا يشتكي مواطن من ظلم لحق به تسبب فيه المدير السابق ( باريدي ) نسأل الله أن لا تظهر مظالم ونكبات وأوجاع في نساء مسنات وفقراء في الشرج وشحير والحرشيات وفوه, ما نعلمه أن أراضي سلبت ونهبت وتم استهتار واستخفاف وفنون من الذل للناس أمام العقار, وليس ( العراري ) ومافيا الدهاليز العقارية, ونسأل هل يثق من غادر مكتبه في نفسه بأن سطوته لم تظلم أحداً ذات يوم, لا ندري فالعلم عند الله وهل ما ملكت يداه حلالاً نظيفاً ولو بقدر من المعقول أيضاً العلم عند رب العباد, ذهب باريدي وسيذهب آخرون وللسلطة الفاسدة سبب في كل هذا! وهو تجديد الفساد, ويظل الفراغ يملأ الساحة, إلا من خير العمل.