إنها المدينة الفاضلة التي نهلنا من معينها المتدفق كل شيء صافي .من زاد وشرب وعلم وتربية وأخلاق ونظافة وثقافة ورجولة لاينكرها إلا جاحد أو منافق. عدن مدرسة العلم والثقافة والفن ,عدن مدرسة الرجولة والشجاعة والاستبسال والتضحية . عدن جوهرة الماضي ودرة الحاضر وأمل المستقبل. نعم إنها عدن النضال والتضحية والتاريخ المجيد.قبلة الأحرار ومنطلق الثوار .فيها كان للتاريخ أيه.ولشجاعة أنموذجا ولضعفاء مأوى وسكن .
عدن لنا أن نتعلم منها الدروس والعبر في التصدي للأعداء والبغاة والمستعمرين,والطامعين.ولنا أن نتعلم من شبابها اليوم اسمى معاني التضحية والصمود .أولئك الشباب العدني المقاوم الذي مرغ أنف أخر الغزاه في التراب مرة بصدورهم العارية , ومرات ببندقيتهم الواحدة التي يتعاقب عليها أكثر من شاب منتظرين استشهاد زميلهم الاول حتى يتعاقبون بعده تباعا وكان لهم ان انتصروا في وجه أبشع عدو متخلف ومجهز بأحدث وسائل القتل والتدمير.
كانو مثالا في التضحية ومن ينسى معا ركهم الشهيرة في عدن كريتر المعلا والتواهي وخور مكسر والمنصورة والشيخ عثمان ودار سعد كل أولائك هم شباب عدن مابالك بكبارها ومفكيريها وعلمائها واساتذتها وكل سكانها من مدنيين وعسكريين شباب ونساء كانوا أنموذجا للتضحية والرجولة والاقدام , انهم يستحقون كل عبارات التقدير والاجلال والاحترام .
هل يخطر ذلك في بال عاقل أن يقدم رجل نهل من عدن حليب الطفولة وزاد الحياة ، بل تعلم وتربى وتصلب عوده في أحشاء هذه الأم الفاضلة عدن أن يصلها غازي بقوات عسكرية تصل إلى 15000جندي بهدف التدمير او الحرب لمدينة هي أغلى من الأم والأب في قلب وعقل ووجدان هذا القائد الذي كلما قصد عدن هزه شوق المفارق لأمه وعائلته.. أنه العقوق وحاشا وكلا ماكنت بعدن إلا بار ومطيع ومتيم ,لم أكن قد دعيت أو كلفت أو أمرت من اي كان لمهمة عسكرية أوغيرها في عدن خلال الاشتباكات الأخيرة وحتى أن أمرت فلم افعل، فعدن يزعجني أن اسمع فيها صوت الألعاب النارية العادية في الأفراح والمناسبات,فكيف يكون لي حياء أو عرف أو طاعة لأم مثل عدن ,حتى اتوجه إليها بما يدخلني حد العقوق .
عدن ستظل الأم التي تهفو الروح شوقا إليها وستبقى الملاذ الأمن والمعشوقة الابدية التي لانفيها مهما قدمنا لها أو نهلنا من معينها الدافق .
تلكم كليمات بل أحرف قليلة حبيت أن اقولها جراء حملة فيسبوكية كانت قد تناولت الضابط البار بعدن العميد محسن الداعري بأنه يقود قوه قوامها 15000 ألف جندي الى عدن وهي مجرد اشاعات واكاذيب ,يستحيل أن يقوم بها مهما كانت الأسباب والدوافع ، فعدن أم بالنسبة لي اولا وأخيرا. ولأني لست كثيرا من عشاق الفيسبوك ومتابعة منشوراته وتعليقاته فقد كان استحقاقا لي أن اتحمل كلاما قيل عني من تعليقات كثير بذيئة لكنها ربما تكون قليلة في حق من يستهدف عدن بسوء. ولايخفاكم ,أصدقائي أن الكاتب الناشر لهذه الأحرف والكلمات المتواضعة هو القائد المستهدف . العميد الركن ,محسن الداعري قائد اللواء 14م