معاليكم أحب الإشارة إلى مسألة ترشيح شخصية شابة، تستطيع أن تجاري كل ما حولها من تطور للأحداث والمتغيرات الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتقنية التكنولوجية، التي تتحول وتتبدل في مفاهيمها كل لحظة وأخرى. العالم المحيط بنا اليوم معاليكم، يتغير ويتبدل شمالاً وجنوبا، شرقاً و غربا، ومعه بالتالي تتغير وتتبدل المواقف والمفاهيم على جميع الأصعدة، وتحكم من خلالها السياسات بمختلف مشاربها هنا وهناك. كما أحب الإشارة معاليكم، إلى مسألة إحاطة القادم لشغر منصب رئيس الوزراء للجمهورية على أهم الأمور التي يجب أن يكون متمتع بها ومنها معاليكم على سبيل المثال لا الحصر:
1. أن يكون ملمًا بالنظام الدستوري، وعلى علم بمخرجات الحوار الوطني الشامل، الذي من خلالهما يستطيع رسم السياسات العامة للدولة والخطط والبرامج الخاصة بتسيير شؤونها، لتجاوز إشكالات القادم.
2. أن تكون لديه الرغبة في الخدمة العامة، لن يتميز هذا الشخص ولن يكون منتجاً وذي نفع ويترك بصمة يستحق من خلالها الشكر والتقدير والثناء؛ مالم تكن لديه الرغبة الصادقة والحقيقة في تدليل صعاب أبناء الوطن، وليس الأقربون.
3. أن يكون لديه إلمام بالشؤون الإدارية والمالية - لمكافحة الفساد المالي والإداري- وأن يعي جيداً ماذا يعني مفهوم السلطة التقديرية للإدارة الحكومية؛ كون الكثير ممن يشغر منصب حكومي وتناط به سلطة تقديرية لمنصب معين، يضن بأن لديه السلطة المطلقة في إدارة هذا المرفق أو ذاك.
فالسلطة التقديرية يجب أن تفهم بأنها لا تعني سلطة مطلقة كما يفهمها الكثير من الموظفيين الحكوميين ممن يشغل المناصب القيادية العليا؛ فالسلطة التقديرية يجب أن يحكمها الهدف الذي منحت له من أجله؛ كونها لا تعني سيف مسلط على رقاب الناس، بل هي عبارة عن وسيلة لتسهيل عملهم وإدارة شؤونهم.
4. أن يكون ممن يملكون رؤية مستقبلية؛ هنا معاليكم من المعلوم بأن رئيس الوزراء يشغر منصب رئيس الهيئة التنفيذية التي تعمل على إدارة الشؤون المناطة بها. فإلى جانب هذه المهام؛ يجب على من يشغر وظيفة رئيس للوزراء، أن تكون لدية الرؤية المستقبلية لتطوير السياسات الإدارية العليا في مختلف المجالات لما في شأنه تدليل الصعاب وإيجاد الحلول للسنوات القادمة.
فهذا الشخص يجب أن تكون لديه نظرة مستقبلية لما يجب أن يكون عليه حال الوطن في المستقبل.
5. القدرة على التواصل والإنجاز؛ وهي من أهم النقاط التي يجب أن يتمتع بها شخص رئيس الوزراء؛ كون القدرة على التعامل مع الآخرين والتواصل بهم، تساعد هذا الشخص على تحقيق قدر كبير من النجاحات وكسب أعلى درجات للنجاح في المهام المناطة به.
ونسأل الله تعالى، بأن أكون قد ساعدت معاليكم في توضيح بعض النقاط العاجلة التي نسأل الله من خلالها جعل الشخص المناسب في المكان المناسب؛ لينعم شعبكم بالأمن القومي، والأمان العام، والإستقرار في جميع المجالات وعلى مختلف الأصعدة. ودمتم للوطن فخراً.