رائحة الموت وأنين الجرحى وفعل القنابل المسيلة للدموع المنتهية ولعلعة الرصاص والشد السياسي والجذب الحزبي والمناطقي والولاء والبراء والتخوين والرمي بالعمالة وبيع القضية بدرهم أو يزيد جميعها حشرت في تجليات المشهد السياسي والاحتجاجي في عدن وهذه كلها تتماها وتذوب كقطعة سكر حين تطمسها دماء الشهداء والجرحى والجميع يحشرون خلف جدار واحد حين يستهدفهم الرصاص وتنمحي التفاصيل وتتقزم الأطروحات جميعا تحت جنازة الشهيد لتبقى لوحة التشييع ومهابة تضحيته حاضرة في المكان والزمان من الطبيعي أن تتباين الرؤى وتتقابل المواقف وتصطدم الآراء وتتباعد المشاريع لكن الجميع قد اتفق على أمر واحد أن الرجل يجب أن يرحل فلا بقاء له ولا مقام وان أي تسوية قادمة أو أي شكل للدولة القادمة أين كان شكلها بلاه أفضل بكل تأكيد وان حشر الملايين ضحى وتوعد وأزبد وأرعد فقد حُشر هذه المرة ولا فكاك ولا خلاص له ولا عاصم من حق الناس في أن تلفظه كماض أورث الجهل والمرض والتخلف والفرقة وما أجاد شيئا قدر إجادته إشعال الحرائق وترك الآخرين يلتهون بإطفائها وقبل أن تخمد جذوتها نراه وقد رمى عود ثقاب هنا أو قنبلة هناك فعن أي انجازات يتحدث أما أشعلها حربا ضروسا أكلت الأجساد في صعدة ويتمت ورملت ودمرت وحطمت النفوس والأفئدة والدور وأهدرت مليارات الدولارات لست سنوات عجاف وماذا بعد مكالمة واحدة وقال لقد اكتفيت.
وجنوبا مارس ذات الرجل التهميش والقتل والإقصاء وتركها عدن لكل ناهب وخالس عاثوا فيها فسادا ونهبا وتوزيعا وترويعا وقدمها كغانية للمقربين وتجار اللحظة وخواص القوم قاموا بطلاء المنازل وتركوا من بداخلها للجوع والمرض والفقر وقالوا انجازات فأي مكرمة يتذكرها لك الناس فاخرج منها مذموما مخذولا